في ليلة هي أُولى ليالي يناير الباردة، قريبًا من ضواحي المدينة في أحد ولايات كامبدوريا، التي توجد فيها بنايات مهترئة في حي يُوصف بأنه أسوء حي في المنطقة،
لنغوص الى داخل أحد شقق تلك البنايات الغير شاهقة، حيث يقطن بطلنا .. زياد،
يمد يده خارج النافذة المفتوحة ماسكًا هاتفه المحمول، يصب كامل تركيزه على أن يحصل على تغطية أفضل!، يتحدث مع نفسه بتأفف، فيباغته صوت طرقٍ يأتي من اتجاه باب الشقة،
"لحظة واحدة"، قالها صارخًا بعد أن فرح بمجيء تغطية الهاتف اكثر من الزائر نفسه، لكنه سرعان ما اتجه نحو الباب عندما سمع صوت انثوي من وراء الباب، إنه صوت لانا .. اخته،
"آسفة على الزيارة المفاجئة"،
"انتِ مُرَّحبٌ بكِ في أي وقت!، كنت احاول الاتصال بكِ من الأساس"،
"لماذا؟ هل حصل شيء؟!"، قالتها بنبرة فَزعة،
"لا لم يحدث شيء فقط ادخلي وسأخبركِ بالموضوع"، بنبرة مطمئنة قليلًا،
دخلا الى الشقة لتجلس هيَ على الأريكة الموجودة في منتصف الشقة، ويأتي هوَ بِعَصيرَين ويجلس بجانبها ليكملا حديثهما،
قبل أن يبدأ كلامه المهم، بدأ في سؤالها عن حالتها وصحتها والاطمئنان عليها ثمَّ اردف قائلًا،
"لقد أخذني التفكير ليلة البارحة عما قاله هارف لحظة لقائنا، لقد كنت افكر ف-"،
"هل ستذهب الى الحرب أم ماذا هل انت مجنون؟! اياك أن تفكر حتى!"، قاطعته بنبرة ظاهرها الغضب وباطنها الخوف،
"لا عزيزتي، كنت افكر في القوى الخارقة، اريد أن امتلك قوة خارقة"،
نهضت من على الاريكة مع تعابير غريبة في وجهها، ومن ثم مسك يدها وأجلسها مرة اخرى فنطقت تحاول اقناعه،
"يا اخي القوى الخارقة يعني القتال والقتال يعني الحرب، الأمر مترابط"،
"لا لن ادخل اي حرب، انا فقط اريد امتلاك قوة احمي بها نفسي واحميكم بها"،
نظرت له نظرة حزينة لكنها سرعان ما ترسَّمت على شفتيها ابتسامة خفيفة وأكملت حوارها معه،
"انت حرٌ فيما تفعله بحياتك، لكن حاول ألا تؤذي نفسك، وليكون في حسبانك أني سوف اتوجع لوجعك واتأذى لأذاك"،
نظر إليها نظرة تحمل قليلًا من الحب ممسكًا بيديها، ثم طمئنها ووَعدها أنه سيكون بأفضل حال،
***
تعالت الأصوات في وسط المدينة، إنه السوق المركزي حيث يباع كل شيء يحتاجه المواطن في تلك البلدة، إنه يوم مليء بالحيوية من جميع البشر، الأمر ليس غريبًا لأن اليوم هو يوم الأول من يناير، الأول من السنة الجديدة، يتجمع الناس الى السوق للإحتفالات وليس للشراء فقط، الإحتفالات الغريبة تملأ المكان بأكمله،
![](https://img.wattpad.com/cover/306051761-288-k480344.jpg)
أنت تقرأ
لِلْقُوةِ أَمْ لِلْحُبْ؟
Viễn tưởngفي زمنٍ كثرت فيه حروب البشر، وأُدخل فيهم السحر والقوة الخارقة . . . ازدادت القوة كثيرًا وقست على اثرها قلوب البشر، فمالهم غير أن تتوالى عليهم السلبيات الآتية من تلك القوى، لترصد اقفالًا تقفل به ابواب الرحمة والحنان، وتفتح ابواب العنف والقتل!، فهل ي...