إِطْمِئْنَانْ وَقَلَق | الفصل الثامن

20 4 8
                                    

جلس الجميع على طاولة واحد ليقابل كل منهم الآخر، وسط انبهار الاخوة من روعة المنزل!، كانت الاثاث مرتبة بطريقة جميلة وذات الوان متناسقة!، كان كل شي في المنزل يبدو في قمة التناسق والجمال، لم يلبثوا في النظر كثيرًا حتى جاءتهم جمانة بعدة أكواب من الشاي الأخضر على عددهم، لتأخذ كوبًا منهم وتهم بالجلوس معهم لتقابلهم جميعًا، فور أن جلست لم ينتظر فضول وليد حتى يعود ويكرر السؤال مرة اخرى قائلًا،

"من اين تعرفتم على بعض؟"، وجَّه نظره بعدها الى جمانة التي بدورها اجابته بابتسامة خفيفة،

"لقد قابلته بالقرب من السوق المركزي، فتعرفنا على بعضنا هناك وذهب كل واحد منا الى حال سبيله"، سكتت لبرهه قبل أن تسأل الجميع عن أنفسهم لتتعرف عليهم بشكل مهذب، فعرَّف الجميع على نفسه وتناولوا بعضًا من الحديث عن امور سياسية وامور ثقافية عديدة، وبعد وقت طويل من الحديث بدأ وليد بفتح موضوع جديد اليها قائلًا،

"جمانة، في الحقيقة نحن جئنا هنا بحثًا عن قوى خارقة، ولقد شعرت بأنه يوجد ممتلكي قوى في هذا المكان، فهل تجدين لنا طريقًا لتحقيق مبتغانا؟"،

"بالطبع، لقد جئتم الى المكان الصحيح، إن جدي هو معلم للقوى، هو يدرب الناس للحصول على قوى ويساعدهم ايضًا في تطويرها!"،

سعد الجميع بهذا الخبر الجميل وتبشروا به خيرًا، فأخذ الياس بوجهه الى جمانة ليسألها بدوره قائلًا،

"كيف هي الطريقة التي نحصل بها على القوة؟، أي كيف يتم ادخالها في أجسادنا؟"، التفتت اليه لتحرك تلك الالتفاته بعض من خصلات شعرها اللامع لتنزل على جبهتها، فتبعده بأناملها خلف اذنها ثم تجيب قائلة،

"يجب عليك ألا تتعجل على الأمر، إن جدي شخص محترف وانا متأكدة أنه لن يخيب ظنكم"،

اطمئن الجميع من ذلك الكلام، وبعد أن انتهى ذلك الحوار، قام هارف من على الكرسي عبوسًا ليخرج من المنزل فجأة بدون أي اكتراث بالقاعدين معه، ليتعجب الجميع من فعلته، فقام زياد بعده مباشرة ليذهب ورائه ليعاتبه، فإذا بعجوز يقابله عند الباب، يبدو جسد العجوز صحيًا بحق!، وعلى وجهه القليل من التجاعيد، فيتراجع زياد قليلًا للوراء بقليل من الصدمة، ومن ثم يرتسم ابتسامة على وجهه وأخذ يرحب بالعجوز ويسأله عن احواله بتوتر تحت نظرات العجوز المتعجبة،

"جدي، هؤلاء أناس جاءوا بحثًا عن قوى خارقة"، نطقتها جمانة سريعًا لتخفف من الأجواء المتوترة لدى زياد،

"نعم يا عم، نحن هوجمنا كثيرًا ونريد أن نحمي انفسنا بأنفسنا دون انتظار أحد لينقذنا"، قالها الياس موافقًا بها كلام جمانة، بينما كان الجد واقفًا يرمق الجميع بنظرات تفحص، ليمشي الجد داخلًا الى غرفته دون أن ينطق بكلمة!، فتعجب الجميع من هذا الموضوع وتحسروا قليلًا، فقام الياس من كرسيه قائلًا،

لِلْقُوةِ أَمْ لِلْحُبْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن