فُرَاق | الفصل التاسع

14 3 3
                                    

رغم الصمت الذي كان حاضرًا داخل المنزل وخارجه، إلا أن الاجواء كانت متوترة جدًا، كان زياد خارج المنزل جالسًا في أحد الصخور الموجودة بالقرب من المنزل، يحدِّث نفسه بغضب وحزن، ويملأ فكره بالبحث عن إجابة لرفضه،

"سنذهب للبحث عن قوى في مكان آخر يا زياد"، قالتها لانا بصوت خافت عندما جاءت اليه،

"انا سوف أذهب الى مكان آخر، أنتم ابقوا هنا"، 

"لا سوف نذهب جميعنا ونتدرب جميعنا في وقت واحد، ماذا لو لم تجد شيء وأنت أول شخص كان يرغب بالحصول على القوة؟"،

"لا بأس لانا، سوف أجد طريقة"،

اخذت لانا نفسًا عميقًا وعلامات الحزن قد بدت عليها، فتذهب الى داخل المنزل حيث يوجد اخوانه جميعا بالاضافة الى جمانة وجدها، ليترك زيادةلاوحيدًا مجددًا،

كان هارف والياس ووليد مجتمعين حول الطاولة بصمت، يحاولون ايجاد حلٍ مناسبٍ للوضع الحالي، وجمانة كانت قد نهضت وذهبت الى غرفة جدها لمعرفة سبب رفض زياد،

كسر هارف الصمت حينها قائلاً،

"ماذا تقترحون؟"،

"انا ارى ان نضحي بواحد من أجل الجميع، ليس من المنطق أن ننسحب من هذه الفرصة العظيمة التي قد لا تتكرر من أجل شخص واحد"، قالها الياس وعلامات الحزم ظاهرة في وجهه، ليرد عليه وليد قائلًا،

"لكنه ليس مجرد شخص، إنه زياد!"،

عم الصمت مجددًا اجواء الغرفة، وكانت لانا تستمع اليهم وهي في طرف الغرفة منتظرة جمانة بأن تأتي بالأخبار، ليتفاجأ الجميع بصوت الباب قد فتح من الخارج، ليظهر زياد داخلًا اليهم بعد أن أخرج كل الطاقة السلبية بجانب الصخرة، لينطق مع ابتسامة يتصنعها بصعوبة على وجهه،

"جئت فقط لأخبركم أنني سوف أذهب للبحث عن قوة، اجلسوا أنتم وتدربوا هنا وسوف نبقى على تواصل"،

"ليس من الجيد أن تذهب وحيدًا"، قالتها لانا وعلامات الحزن باديةً في وجهها،

اقترب زياد منها ليمسك يدها بكل حنان مترسمًا ابتسامةً على فيه، فيقول لها بنبرة مطمئنة،

"لا بأس لانا، سوف تكون الأمور على ما يرام، الحظ لم يسمح لي بالبقاء معكم، لكني اعدكِ انني سوف آتي هنا كل فترة"،

"حسنًا، لكن فلتنتبه على نفسك يا زياد، ابعد عن التهور قدر الإمكان"،

اومأ زياد لطمئنة اخته القلقة عليه، ليودع الجميع بالنظرات، بينما كانت تقابله في الجهة الاخرى نظرات حسرة وحزن، فيأخذ زياد حقيبته ويخرج من المنزل متوجهًا الى مكانٍ جديدٍ ليبحث فيه عن قوة، لتبدأ مغامرة جديدة لها نفس الهدف، ألا وهو البحث عن قوة!،

لِلْقُوةِ أَمْ لِلْحُبْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن