لِلْقُوةِ أَمْ لِلْحُبْ؟

قُوَّة نَادِرَة؟ | الفصل الثالث عشر

لقد حلَّ الظلام، ومع هدوء الليل إلا أن اصوات تراطم الامواج صارت أصخب، لا يُسمع شيء في المكان غيرها، استيقظ زياد ليرى نفسه في ذات المكان الذي كان يتدرب فيه من قبل، ليلمح جمانة جالسةً من بعيد تنظر للأمواج وعقلها منشغل بالتفكير،

أراد زياد أن يقف على قدميه إلا أن ألم بطنه كان قد منعه جاعلةً إياه يصرخ قليلًا، لتنتبه له جمانة وتقوم على فورها قادمةً إليه،

"يجب عليك أن ترتاح يا زياد، الجرح لم يلتئم بعد"، قالتها بصوت هادئ مائل قليلًا إلى الحزن،

نظر إليها قليلًا قبل أن يعاود النظر إلى جرح بطنه، رغم أنه كان قد أسعف إلا أنه يشعر بألم حاد، تجعله يرتمي مجددًا فوق الرمال،

"لقد كنتُ متهورًا!"، قالها زياد بنبرة هادئة،

"لا لم تكن تعلم ماهية الشجرة"، ردت عليه بعد ان لبثت قليلًا من الوقت،

"يجب أن تكون معي قوة خارقة كي استطيع أن اشعر بطاقتهم، اليس كذلك؟"،

اومأت جمانة بالموافقة قبيل أن تكمل قائلة،

"انا آسفة يا زياد!"،

"على ماذا تعتذرين؟!"، قالها بنبرة استغراب،

"لأنني لم أستطع أن ادربك، انا لم ادرب أحد من قبل ولا أعلم كيف يظهرون القوة، أنا لا أدري حقًا"، وضعت راحة كفيها على وجهها بعد أن قالتها مباشرة،

وقف زياد على قدميه سريعًا، وقال بكل حماس وبصوت مرتفع قليلًا،

"وماذا إذًا؟، سأكون أول شخص يتخرج من مدرسة جمانة! هذا فخر لي"، 

نظرت إليه جمانة بنظرات استغراب قبل أن يكمل قائلًا بنبرة أقل حدة،

"لقد مرَّ يومين فقط من اول تدريب، لاشيء يأتي بسرعة وانا واثق من قدراتك يا جمانة"،

ابتسمت جمانة ابتسامة خفيفة وهي تنظر مباشرة إلى عينا زياد، ليستمرا في النظر لبعضيهما لفترة قصيرة قبل أن تكسر جمانة حاجز الصمت قائلة،

"يبدو أن الحماس أخذك لتنسى أن هنالك جرح في بطنك"،

استوعب زياد ذلك وأخذ يمسك بطنه بيديه ويجلس أرضًا محدثًا نحيبًا من الألم، لكنه سرعان ما توقف عن النحيب عندما سمع ضحكة جمانة الهادئة، لتجعله يبتسم بهدوء وهو ينظر إليها،

توقفت جمانة عن الضحك وارتمت مستلقية بجانب زياد تنظر إلى السماء، وزياد هو الآخر استلقى مثلها، الفرق الوحيد أن جمانة كانت تضع راحة كفيها أسفل رأسها، بينما زياد واضعًا إياها فوق بطنه،

لقد كان زياد ينظر إلى النجوم المتلألأه في السماء، وينظر إلى الغيمة البرتقالية التي كانت قد ظهرت فجأة من اعلى حدود بصره، لكن لحظة .. هل هي غيمة فعلًا؟،