كَارِثَة! | الفصل الرابع

18 13 17
                                    

تحت رحمة أنظار الوحوش الجائعة، التي تنظر الى فريسة ،ولكنها لا تستطيع الانقضاض عليها، إنهم جميعهم يحدقون بهارف الذي يمشي خلف الشخص المقنع المجهول،

رغم وجود جميع الوحوش القوية في البلدة بجوارهم يناظرونهم، إلا أنه لا يوجد أحد منهم يستطيع الاقتراب منهم،

"هل سنمشي كثيرًا؟ لقد تعبت من المشي"،

"أنت الآن في وضع لا يسمح لك فيه أن تشكو!"،

"حسنًا لكن أخبرني من انت"،

صمت الآخر متجاهلًا سؤال هارف، الذي لم يكن حقًا منتظرًا اية الإجابة منه،

يمضي الوقت بطيئًا، لقد مشوا لفترة ليست بوجيزة، ومرُّوا على جبالٍ وبلدانٍ عديدة، وكلَّ بلدةٍ يمرون عليها، يشاهدون الوحوش واقفين على الطريق ينظرون الى هارف بوحشية، لكنهم رغم ذلك يستمرون في المشي الى أن اقتربوا من قلعة عملاقة جدًا، يحومها الظلام الدامس رغم أن النهار قد طلع!، وامامها ساحة كبيرة تحتوي على أبراج عملاقة وحصن عتيق،

وصل هارف برفقة المقنع المجهول الى البوابة الموجودة في الحصن على حدود القلعة، حيث يوجد حارسان يحرسان المكان، لكن هذه المرة الحارسَين لم يكونا وحوشًا بل على هيئة بشرية ايضًا، أخذ الشخص المقنع يحدثهما وهارف خلفه لا يعي ولا يدري الى اين سيؤول مصيره وماذا سيقابله في هذا الصرح العظيم!،

لم تمر لحظات حتى أُشير لهارف التقدم وعبور البوابة العملاقة التي رغم وحشة العالم إلا أنها تظهر بمظهر جميل ومزخرف، انبهر هارف قليلًا من منظرها لكنه سرعان ما اختفت ملامح الانبهار عن وجهه عندما رأى ما بداخل الساحة،

حيث يوجد عدة بشر محنطين في وسط الساحة كزينة للمكان، وكان فوق كل محنطٍ سلك يمتد من رأسه ويصل الى القلعة الموجودة على بعد اميال منهم،

"يا إلهي! أنتم بشر وتفعلون هذا لبني جنسكم؟!"، قالها هارف لمرافقه بنبرة جزع، ليمشي الآخر بصمت مطلق، فيكمل هارف رحلته الى القلعة لملاقاة الملك .. ملك الوحوش،

وبعد كل المناظر المخيفة التي مرَّ بها والتعب الذي حلَّ به من تلك الرحلة المليئة بالغرابة، اخيرًا وصلوا الى وجهتهم!، وصلوا الى قلعة الملك، فما ان دخلوا الى القلعة حتى اختفى الرجل الذي يصاحب هارف فجأه وسط تعجب هارف ومناداته صارخاً،

"اين تذهب في اللحظات الحاسمة يا سيد مجهول!"، لم يلقى اجابه لصراخه بالطبع، فثبت مكانه يستطلع المكان حوله،

قلعةٌ يمتد سقفها لمسافة مائة ميل تقريبًا ومساحتها الف ميل!، ورغم تلك المساحة الكبيرة إلاأنه لا يوجد فيها شيء ابدًا، لا غرف ولا جنود ولا درج ولا حتى ضوء ينير المكان، كأنها غابة مسطحة يوجد على ظهرها فتى ذا شعر برتقالي يقف متعجبًا ولا يدري الى اين الوجهه،

لِلْقُوةِ أَمْ لِلْحُبْ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن