(الفصل الاول) «اللاوعي»

176 17 5
                                    


سام : تأملاً للآية (و نحن اقرب اليه من حبل الوريد)
الله لا يرانا من السماء، الله يرانا من داخلنا؛
اذاً فهو يشهد المعارك النفسية، يشهد النزاعات و الصراعات بين النفس و صاحبها؛
اخبروني لما لم يتدخل بعد ...!
هايدس: و لن يتدخل إلا عندما تعود اليه.
اِن الله يعطيكم من نعمه و من خيراته و انتم لا تهتمون؛
يا بني آدم كلكم ناكرون للنعم،
و اكثركم لا يتذكر الرب اِلا عندما تحيط به مشاكل الدنيا،
اصمت ولا داعي للكتابة.
سام : انا لا اكتب الا عندما ينتهي كل شئ ليلاً؛
لا اكتب الا عندما يطفح الكيل من الجميع؛
هايدس : ماذا تقصد..؟
سام : انا لا اعلم هناك الكثير و الكثير داخل رأسي؛ أنا لا أستطيع التوقف عن التفكير ولكن لا اعرف فيما افكر، انا افكر في شئ مجهول استطيع ان التمس أطرافه بذاكرتي.
هايدس : توقف عن هذا أنت تؤذي نفسك.
لا شئ يستحق هذا التفكير المفرط ، كل امور البشر تافهه؛
ولا تستحق ان يدخل المرأ من اجلها دوامه اللاوعي.
سام : اذا ماذا افعل..؟
هايدس : أنصت لي و دعك من البشر.
أنصت إلى نصائحي؛
يجب عليك ان تعيش قوياً ولو كرهك الناس افضل من ان تعيش ضعيفاً و محبوباً،
لأنهم سيكرهوك لا محالة عندما تنتهي منفعتهم منك.
سام : ولماذا انصت اليك..؟
انت مجرد صوت داخل راسي
هايدس : أ أنا حقا كذلك...!
اتظن حقاً انني مجرد صوت لا منفعة مني ولا ضرر...!
سام : انا لا اعرف.
انا حقاً لا يمكنني تحديد ما تكون؛
أ انت صوت داخل راسي،
ام انت نصفي الاخر،
ام انت قريني الذي تحدث عنه القرآن،
انا لا اعرف اذا كنت موجود من الاساس.
هايدس : لا تقلق يا عزيزي أنت لم تُجَنْ بعد.
انا سأعرفك بنفسي؛
انا صوتك الداخلي،
انا حارسك الروحي،
انا حاميك من البشر،
ولا يمكن لاحد غيرك ان يسمعني او ان يشعر بي،
انا رفيق دربك من يوم مولدك إلى يوم فنائك،
و الان يمكنك ان تناديني هايدس.

لعنة لوڠوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن