(الفصل العاشر) «ليلةُ العيد»

74 14 3
                                    


سام : علمني الكتاب ان الصفحات المهمة قليلةٌ في الحياة، و علمتني الكلمات ان المعاني احياناً افخم من المعاجم و الدلالات، و علمتني المِرآة انني غريبٌ عني ايضاً ولا اجد في يدي اي اثبات.
فها انا مرةً اخري انتظر رفيقي زين في الحديقة لاحتساء مشروبٍ، و للتحدث قليلاً.
زين : مرحباً سام.
سام : اهلا بك يا رفيق، كيف الحال.
زين : بخير الحمدلله، كيف حالك انت.
سام : الحمد لله اشعر بتحسن كبير.
زين : عجباً يا للروعة ..!
و لكن ما السبب، أ اكلت الارز بالحليب..؟
سام : مهلاً ماذا...؟
زين : الارز بالحليب انه يجعلني اشعر بالسعادة.
سام : يا رجل لا.
زين : اذاً ما هو السبب وراء هذا التحسن...؟
سام : إنها فتاة.
زين : يا إلٰهي، أ وقعت في الحب..؟
سام : لا اعلم.
زين : كيف لا تعلم يا رجل، هل اعجبت بها ..؟
سام : لا ادري و لكن غيابها يجعل الوان الحياة شاحبه.
زين : اذاً فأنت تحبها.
سام : دعك من تضخيم الامور، فقط وجودها يعيد الوان الحياة، يعيد البهجة، في الحقيقة إنه يعيد الحياة.
زين : يا رجل بالتاكيد انت تحبها.
سام : دعنا لا نتسرع في الحكم، كل ما في الامر انها لا تفارق عقلي و هي غائبه، احنُّ لوجودها كما احنُّ لوطني و ارى غيابها كالغربة.
زين : هل اخبرتها..؟
سام : اخبرتها بماذا يا رجل بالتاكيد لن افعل.
زين : و لما لا..؟
سام : اخاف ان لا تبادلني الشعور.
زين : الطريقة في حديثها معك ستظهر لك اذا كانت تحبك ام لا.
سام : لا اعلم فإن طريقتها لطيفة.
زين : حسنا كن لطيفاً انت ايضاً، قل لها بعض الكلمات الجميلة.
سام : لا انا لا أؤمن بهذا الكلام، فهي طريقة للتافهين.
زين : اتفق معك و لكن اذا كانت تنبع من داخلك و كانت مشاعرك حقيقية فلما لا.
سام : حسناً سأجرب.
مهلا لحظه انها تجلس هناك بمفردها.
زين : اذا ماذا تنتظر..؟
هيا اذهب لها، و تذكر يجب ان تكون طريقتك لطيفة
سام : حسنا.
مرحباً حور، أتنتظرين احداً..؟
حور : مرحباً سام، لا انا فقط انتظر ان اشاهد الغروب، لما لا تنضم إليَّ.
سام : بكل سرور.
حور : الجو جميلٌ اليوم اليس كذلك.
سام : نعم، و لقد إزداد جمالاً لأننا التقينا.
حور : كنت انتظر لقائنا ايضاً.
سام : حقاً..؟
حور : اجل بكل تاكيد .
أمازلت تكتب في روايتك..؟
سام : اجل و لقد اضفت عليها المزيد من الفصول.
حور : عجباً هذا رائع ، لما لا تقرأ لي بعض الاقتباسات.
سام : حسناً
هيا اختاري رقم من ١ الي ٩ فهذا عدد الفصول ، و سأخبرك الاقتباس علي حسب اختيارك.
حور : هذا يبدو شيقاً، حسنا سأختار ٢.
سام : ( امنحيني صوتاً و حرفاً و اجلسي، فإن شئتِ احبسي نفسك و إن شئتِ فتنفسي، و اخبريني عن ضيقٍ يرغمك علي العبوس، مادام ضيق نفْسي يأرقني فما ادراني بالضيق في صدر النفوس، ابدأي انت هذا اللحن و اتركي الوتر لي، فإن كنتِ حزينة فمقامك صبا و إن كنت سعيدة فالفضل لي، انا الوتر المسالم في لياليكِ السيئة، نعم...
و إن كنتُ رجلاً اوٓ ليس في صدر الرجال قلوب..؟ )
حور : يا إلٰهي، ما كل هذا الجمال ..!
سام : شكرا لكِ ، لديَ شئ لكِ.
حور : ما هو...؟
سام : علمت انك تحبين القمر، فأتيت لكِ بمِرآةٍ.
حور : اخجلتني....♡
سام : لما لا تختاري فصل اخر.
حور : حسناً الفصل رقم ٨ .
سام : ( حاء الحب ، و واو الوقت ، و راء الريحان ، حور )
حور : أ هذه الكلمات لي..؟
سام : اجل انها كذلك ، لقائنا الاخير ألهمني لكتابه فصل كامل، لأنني ظللت افكر فيكِ طوال الليل .
حور : انت ايضاً لم تخرج من بالي طوال الليل، يبدو انه شعور متبادل.
سام : كان زين علي صواب.
حور : من هو زين..؟
سام : ماذا من زين من قال زين..؟
حور : انت قلت.
سام : مجرد خطأ لم اقصد ما قلته.
حور : لا عليك ، لما لا تخبرني اقتباس اخر و هذة المرة سأختار رقم ٦.
سام : حسناً
( قالت امي ذات مرة لاخي، بات اخوك اهدأ من بيت جارنا العجوز اللذي مات، يتظاهر بأنه مرحٌ فرحٌ تستهويه البطولات، فلا تخدعوني انا اعرفه كيف امسي بنيٓ اليوم فارغاً و كيف بات، و ماذا اصابه لكي يتوقف عن اخباري بكل الحكايات، فبكت بكاءً عظيماً و لم تسكت حتي قال لها الاطباء دعيه فالأزمة نضجٌ و النضج ازمة و هذا هو اسلوبه في ادارة الازمات )
حور : حرفياً لا اجد كلمات لتصف لك مديٓ إعجابي بكلماتك الذهبية.
سام : انا سعيدٌ جداً لانها اعجبتك.
حور : من اين تاتي بهذة الكلمات، أهي من وحي خيالك ام هي مواقف قد عشتها بنفسك.
سام : فالواقع انهما الاثنان معاً، تجارب الحياة مع لمسة خيال و الناتج ما تسمعينه الان.
حور : أوقعت في الحب من قبل ..؟
هايدس : الحب ...؟
اتدرين ما يفعله الحب بالرجال ...؟
ام الرجال رجالٌ ولا يحزنون ...!
كلا فهو زجاجٌ زجاجٌ شظايا إكتئاب حاد الخطايا ، يلملمهم يدعسهم يشتتهم بجنون في شدتهم ، يرعبهم يؤلمهم ولا يشفي.
حور : سام.... سام ، فيما سهوت..؟
سام : لا شئ مجرد افكار ، عذراً هلّا تعيدي السؤال.
حور : ما فكرتك عن الحب..؟
سام : نحن الحب اذا وجدناه نلتصق به دون ان نترك، عن الحب اتحدث لا عن القذارة التي يحتفلون بها مرةً في السنة، و اما بالنسبة لي ماعدت أفرق ايهم فلانتاين و ايهم هالوين و ايهم نهاية حياتي و ايهم نهاية السنة.
حور : كالعادة تفكيرك مختلف و هذا رائع.
سام : و ماذا عنكِ..؟
حور : لم اقع ابداً في الحب، و لكن حالياً اشعر بشئ مختلف .
سام : يبدو انه كلانا و لست انتِ فقط ،
فالنستمتع بالغروب.

لعنة لوڠوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن