(الفصل الثالث عشر) «عندما يعزف الشيطان»

51 7 3
                                    

سام : ستمر السنوات ،
  ف أيامنا القاسية و لحظاتنا الدافئه انقضت ،
الاسماء و الارقام و التواريخ و الملامح تتلاشي ولا يبقي منها سوي الكدمات و اثر الحب في الكلمات ،
لم يبقي منها سوي وهج الذكريات،
صور ننفرد بها لوحدنا كلما انستنا الايام هويتنا الحقيقيه
كلما اشتقنا لأنفسنا فينبعث منها ما تبقي لنا من الحياة.
هايدس : يعجبني جدا حالك و انت مهزوم ، هذه هي الجميلة التي نافستني علي ولائها ايها الغبي.
سام : ماذا تريد مني الان.
هايدس : اريد ما قمنا بالاتفاق عليه، اريد كامل عقلك لانك اتفقت معي علي ان تخضع اذا ذهبت الفتاة.
سام : حسناً ساتخلي عن حياتي.
زين : ما الذي همست به للتو....؟
ستتخلي عن حياتك لانك متعب...؟
سام : هذا التعب مؤلم،
صداع،
لا تزد همي.
زين : اعتقد انك خائف، انك شديد التعلق بالفتاة.
سام : مللت كل شئ، ما الذي يستحق الحياة لأجله بعد حور.
زين : حقيقتك التي لم يعرفها العالم بعد يا غبي،
نفسك التي اوهمك الشيطان انها ضاعت بالفعل. 
سام :  لا املك الوقت للمزيد من المحاولات ارجوك اتركني و شأني .
زين : إن لم تمتلك دوافعً للحياة فحارب للبقاء رغماً عنك انت لا تملك الوقت اصلاً، السعادة اللحظية و الحلم المستمر سرقاك  و جعلاك تظن ان فشلك عجزك ضياعك و ضعفك و حتي بكائك في لحظات الانكسار مكونات اساسيه لا تخلو منها كل حكايات الانتصار.
هايدس : لا تحاول لن تستطيع ردعي،
لكن لدي سؤال.
لما تحبها...؟
اعطيني سببا واحداً لحبك لها..؟
سام : لا اعرف، لم افكر في الامر بهذه الطريقه من قبل.
هايدس : كيف لم تفكر..؟
اذا انت لا تملك السبب.
سام : انا احبها كثيرا و لكن لا ادري لماذا.
فقط احبها دون سبب.
هايدس:  اذا انت لا تحبها.
زين : الحب من اجل سبب يفني مع فناء السبب،
الحب بدون سبب هو الذي يستمر و يدوم.
هايدس : اصمت انت الان، انها مشكلتي معه هو.
زين : لن اصمت لن ادعك تنال منه.
سام : ارجوكم توقفو رأسي سينفجر.
هايدس : لا تجعلني اتسبب في إيذائك انت ايضا.
زين : افعل ما تشاء انا لا اخاف منك.
سام : ارجووكم توقفو.
ليلي : سام.
زين : .......
هايدس : ........
سام :  ...! .
ليلي : صباح الخير كيف الحال.
سام : بخير الحمد لله.
ليلي : هل يمكنني الجلوس علي هذه الطاوله معك..؟
لقد اعتدت علي الجلوس هنا يومياً.
سام : لا بأس يمكنك الجلوس سأغادر انا.
ليلي :  مهلا ماذا...؟
انا لا اقول لك هذا لكي تغادر.
سام : حسنا لا بأس يمكنك الجلوس معي .
ليلي : شكرا لك.
سام : علي الرحب.
ليلي : كم عمرك يا سام و هل مازلت تدرس...؟
سام : .......
ليلي : انا اعتذر اذا تدخلت في حياتك.
اردت فقط ان نتحدث قليلا.
اذا كنت لا تريد ان تجيب لا بأس.
سام : عمري اثنين و عشرون عاماً.
لقد انتهيت من الجامعه منذ عام.
و انتِ..؟
ليلي : مهلا هذا جميل نحن في نفس العمر.
و لقد انتهيت من جامعتي منذ فتره ايضاً كنت ادرس ادارة الاعمال.
سام :  مواليد اي شهر انتِ..؟
ليلي : التاسع و العشرين من شهر نوفمبر
سام :  انا ازيد عنك في العمر بيومين، انا مواليد السابع و العشرين من نوفمبر.
ليلي : هذا رائع، و ما هذا الكتاب الذي معك...؟ 
سام : هذه روايتي.
ليلي : انت تُألفها ....؟
سام : اجل.
ليلي : هذا مذهل يا للروعه.
يبدو انني لم اخطأ عندما اخبرتهم انهم قامو بتعيين موظف مميز.
سام : شكرا لكِ .
ليلي : لما لا تحدثني عن نفسك قليلاً.
سام : هل يمكننا ان نكمل حديثنا في المساء لأن لدي عمل الان.
ليلي : حسناً لا بأس .
سأنتظرك.
سام : حسنا، وداعاً.
ليلي : وداعاً.
زين : اسمعت من قبل عن عوض الله. 
سام : يا رجل بالطبع لا افكر بهذه الطريقه.
زين : لقد مرت ثمانية اشهر علي ذهاب حور، اظن انها نسيتنا.
لما لا تعيش حياتك.
سام : لا لم تنساني انا اثق بها.
..........................................................
احمد : الشهر الثامن و حور تأخذ شهادة الموظف المثالي للمرة الخامسة علي التوالي ...!
لقد اتقنَت العمل في فترة قصيره، ان تتعلم كيف تنظم اوراق و مواعيد كل افرعي الخاصة التي اذهب اليها للعمل في ثلاثه اشهر فقط ليس امراً سهلاً، و من يومها و هي تأخذ الموظف المثالي من هيئة شؤون العاملين عندي في المشفي فهذا مجهود رائع .
اري انها مثالية مجتهدة و ايضاً جميلة جدا.
موظفة الاستقبال : سيدي لقد اتت حور كما طلبت.
احمد : دعيها تدخل.
حور : مرحباً سيدي هل كل شئ علي ما يرام...؟
احمد : لما لا تناديني احمد فقط.
حور : لكن سيد......
احمد : لا لا فقط احمد .
حور : حسناً.
احمد: اود ان اخبرك خبراً رائع.
حور : ما هو...؟
احمد : لقد تم اختيارك للحصول علي شهادة الموظف المثالي لهذا الشهر.
حور : حقاً....!
احمد : اجل، الحصول علي هذه الشهادة للمرة الخامسه علي التوالي ليس امراً سهلاً انا منبهر حقاً.
حور : شكراً لك سي...
احمد : و لكن علي ماذا اتفقنا..؟
حور : شكراً لك يا احمد
احمد : احسنت ، هناك خبر اخر.
حور : و ما هو....؟
احمد : اريدك ان تلغي جميع مواعيدي هذا الشهر انا ذاهب لافتتاح عيادة جديده.
حور : حقاً هذا رائع، اين سيكون موقعها..؟
و مهلا لحظه لماذا شهر إن افتتاح العياده لا يأخذ من الوقت سوي اربعة ايام..؟
احمد : سوف تكون في مدينتك.
حور : عجباً هذا في قمة الروعة.
احمد : دعيني الان ارد علي سؤالك الثاني و اخبرك لماذا سأستريح شهر و لكن اولا دعينا نخرج من اطار العمل قليلاً.
حور : حسنا لا مانع لدي.
احمد : انا لا اري اي خاتم في يديك هل هذا يعني انك لست مرتبطه...؟
حور : ......
اجل سيدي لست مرتبطه.
احمد : حسنا سوف اقول لك ما اريد سريعاً، انت تعرفين انني عازب ايضاً و منذ فتره قبل مجيئك هنا كنت بدأت رحلتي في البحث عن شريكة حياة حتي اتيت انت.
انا لا اظن انني اذا ظللت ابحث طوال عمري انني سأجد شخصاً افضل منكِ.
بإختصار انت اجمل شئ يمكن ان يحدث لأي احد يا حور.
هل تقبلين الزواج بي...؟
حور :.............
احمد : انا اعلم ان هذا القرار صعب و يحتاج للتفكير، خذي وقتك و غدا يمكننا ان نكمل حديثنا.
من الان حتي الغد اظن ان هذا الوقت كافي اليس كذلك...؟
حور : اجل انه كافي.
احمد : حسناً فكري جيداً و انا انتظر ردك غداً.
شكراً علي وقتك و يمكنك الذهاب الان.
حور : حسناً، وداعاً سيدي.
احمد : وداعاً حور.
...........................................................
سام : افتقدك يا حور ،
افتقدك و كلما يزداد شوقي اذهب للنظر الي القمر ، علمت انك تحبين القمر فأتيت لكِ بمرآة اتتذكرين...؟
مازلتِ معي في كل شئ الا في واقعي.
زين : لأنها كانت اول حب.
سام : لم تكن اول حب بل كانت اول حياة.
زين : لا تعلق حياتك ب أحد يا رفيق ، لقد غادرت.
سام : لقد غادرت المدينة ولكنها لم تغادرني.
زين : انصت لي.
سام : ...........
زين : لقد ذهبت و هذه هي الحياة لا نحصل فيها علي كل ما نريد.
دعك منها سوف يعوضك الله خيراً منها.
سام : انا اثق في الله و اثق في عوضه الجميل .
زين : ما رأيك في ليلي.
انها جميله بقدر حور و عيناها تزداد جمالاً عن حور، و قارئه للكتب، و اري انها تريد الحديث معك و لكنك مغلق.
سام : و ماذا سأستفيد.
زين : يمكن ان تحبها.
سام : هذا مستحيل القلب لا يحب الا مرة فقط.
زين : من قال ان القلب لا يحب مرتين...؟
تظنونه عود ثقاب لا يشتعل الا مرة واحدة..؟
عجباً...!
و هل سُمي القلب قلباً إلا لكثرة تقلبه...؟
الحب للقلب كالماء للجسد إن فقده مرة فسيبقي يبحث عنه بكل طاقته حتي يجده و يرتوي.
سام : حسناً سأحاول.
...........................................................
حور : ماذا سأفعل الان...؟
انا لا استطيع انكار اني معجبة ب الطبيب منذ ان رأيته في المرة الاولي.
و لكن اشعر ان هناك شئ خاطئ.
و لكن ما هو...؟
لا اشعر بالراحة، و لكن هذه فرصة ولا تأتي مرتين.
و لكن مهلاً لحظه..!
ماذا عن سام...؟
لكن يبدو انه نسي امري و غدي يعدو في حياته، لقد مر الكثير من الوقت و لم يحاول حتي ان يأتي لي مرةً واحدة.
كان يبدو متعباً في اخر لقاء التقيناه.
لدي فكرة
سوف اخبر الطبيب علي حالة سام و عندما نذهب الي بلدتي و نفتتح الفرع الجديد يمكننا استدعائه لأجراء الفحوصات.
اجل هذة فكرة جيده.
و لكن ماذا عن موضوع الزواج..؟
حسناً لقد قررت قراري.
انا ذاهبة لأخبار الطبيب عن نهاية هذا الجدال.
موظفة الاسقبال : سيدي لقد وصلت حور.
احمد : دعيها تدخل.
حور : مرحباً سيدي.
احمد : مرحباً حور .
حور : لقد فكرت كثيراً و لقد قررت.
احمد : قبل ان تقولي اي شئ اريدك ان تعلمي انني احترم قرارك اياً كان و هذه الخطوة كبيره و تحتاج للتركيز لانه قرار مصيري بالنسبة لاي شخص.
حور : لقد فكرت بما فيه الكفاية، و قررت الموافقة.
احمد : حقاً....!
حور : اجل و لكن بشرط.
احمد : و ما هو....؟
حور : ان نقضي فتره في الخطوبة.
تخطبني و نقضي عاماً و بعدها نتزوج.
ما رأيك...؟
احمد : ليست لدي اي مشاكل انا موافق.
حور : و لدي طلب اخر.
احمد : تفضلي.
حور : لدي صديق في بلدتي
اريد ان نستضيفه في عيادتنا الجديده، هو يسهو كثيراً و هو دائماً صامت دائماً بمفرده .
احمد : لا مشكلة، سنستضيفه و بالمجان ايضاً.
و لا تقلقي يبدو انه يعاني من التوحد و لدي اساليب كثيره للتعامل مع مثل هذه الحالات.
حور : حقاً..!
حسنا شكراً لك حقاً.
احمد : حضري امتعتك سوف نذهب للافتتاح بعد اربعة ايام.
حور : حسناً سيدي، لنري ما ينتظرنا في هذه الايام . 

لعنة لوڠوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن