سام : الجمال…
ككاتبٍ ستر الابداع خلف كل سطرٍ لتتعلق بالتفاصيل ،
لتعشق الأشياء التي لا يراها أغلب البشر ، لتشعر بدقة التفاصيل.
بين كريات دمك و خلايا عقلك سيمتزج شعور العجب و الضياع بكل تلك التفاصيل.
سيعجبك أنك لا تفهم الأشياء ، و رغماً عن هذا ستحافظ على الغموض ،
لن تركض لاكتشافه ، لن تنشغل بالبحث عنه او إفساده ؛
بل فقط ستتأمله بجمال تفاصيله.
و الان بعد يومٍ شاق في سجني المؤقت ؛ المكان الذي يدعونه منبع العلم.
هذا المكان اللعين، و تلك الأشخاص القبيحة ؛ إنها الجامعة .
ها أنا ذا في القطار عائدٌ إلى سجني الاخر، انا في طريقي اليك يا سريري.
لم يتبقي علي محطتي الكثير،
لكن لحظة ، من هذه..؟
عجباً إنها حور،
متميزاً بين الجمال جمالها ، و جمالها فوق الجمال جميلاً.
حور : مرحباً سام ، كيف الحال..؟
سام : انا بخير كيف حالك انت..؟
حور : بخير الحمدلله ، لم أرك اليوم في الاستراحة بين المحاضرات.
سام : أجل لقد كنت جالساً في القسم ، لم أخرج لاستنشاق الهواء ، مهلاً لحظه..!
كنتي تبحثين عني..؟
حور : بصراحه ، اجل لكي نكمل حديثنا.
سام : و اي حديث..؟
حور : بماذا ابتليتك هذه الحياة لتجعل في عينك الحزن..؟
سام : بعض الاضطرابات لا عليك.
حور : هون على نفسك لا شئ يستحق ،
و ما هذا الكتاب..؟
سام : إنها روايتي ، المكان الوحيد الذي أشعر فيه وكأنني أملك العالم.
حور : هذا رائع.
سام : اتحبين القراءة ...؟
حور : اجل احب قراءة الكتب والمقالات، ان القراءة شئ جميل فهي تشعرني بالسعادة.
سام : يا لها من صدفه...!
حور : استطيع ايضاً ان اصنع قلوباً ورقية ، لحظه لدي البعض في حقيبتي ، هاك واحداً.
سام : شكرا لكي.
حور : لما تورد خداك ، اتخجل ام ماذا..!
سام : اجل قليلاً.
حور : انك جميل ، اظن انك تجاهد في سبيل ضبط نفسك على عكس باقي البشر.
سام : و لما هذا الظن..؟
حور : بسابق معرفتي بك ،
فأنا أراك هادئاً، خجولاً، طيباً.
و اليوم لقد عرفت انك مؤلفٌ و كاتبٌ ايضاً.
سام : كذب من قال انه يضبط نفسه بمثالية يا حور ؛
كذب من قال اَن الرجل دون عيب ، و ان كل الأخطاء في النساء.
انا مثلاً رجلاٌ غبياٌ لاني لا اعدل بين الروح و الاجساد ، لكني أبقى رجلاً جريئاً كفاية لالفظ الحقيقة في زمن الجبناء ، لأن الضمير حي ، إذا احبك سيحاول أن يجد فيكي الخير لا ان يستدرجك للعراء.
حور : طريقتك في التفكير مميزه ، و تعجبني ايضاً صراحتك في الحديث ، بحيث أنه لا مجاملات كثيرة .
سام : المجاملات وسيلة تافهة تسهل على الغشاشين تصعب علي الحكماء ،
لقد أتت محطتي سأضطر للنزول، وداعاً.
حور : حسناً وداعاً ، لقد سُررتُ بالحديث معك ، اتمني ان نلتقي مجدداً.
سام : اتمني ذلك ايضاً .
هايدس : مرحباً مرحباً أيها العاشق الذي لا يتعلم من اخطائه ، اوقعت مجدداً..؟
سام : اجل يبدو أن هذا ما حدث فعلاً ، اشعر انها مختلفة .
هايدس : كم انتم ضعفاء يا بني البشر لا تستطيعون التحكم في مشاعركم بل هي التي تتحكم بكم.
سام : لما لا تعطيها فرصة ، و انا اعدك ان رحلت سأستسلم و سأخضع لك .
هايدس : عجباً عجباً ما كل هذة الثقة...!
و مع ذلك حسنا اتفقنا ، فرصة أخيرة .
سام : شكراً لك.
هايدس : ما هذه الابتسامة يا رجل ، لقد قبلت عرضك لأريك فقط ان كلهن نفس الشئ ، فلا ترهق نفسك بالتفكير و اخبرني عن ما يجعلك تبتسم هكذا .
سام : اشياء غير مفهومة ،
تداخل عالمين في نفس الوقت،
امتزاج الماضي و المستقبل في وقت واحد.
اختلاق ذكريات مستقبلية لتحدث الآن ،
ضياعٌ حدث غداً يوم أمس ،
تناقض الزمان و المكان و عصيان عقرب الساعه.
بالمختصر أنا أشعر بالسعادة.
أنت تقرأ
لعنة لوڠوس
Contoبلا اطمئنان ، دخلت غرفتي في تلك الليلة و وجدت كل شئ مبعثراً ، لم اجد دليلاً واحداً علي الفوضي ، غير كومة احلامي ف الزاويه ، و ذكرياتي المتروكة على الأرض ، لا شئ سوى رائحة كوابيسي في الهواء ، أصوات داخل رأسي تدفعني للجنون ، أخذت نَفَساً عميقاً...