(الفصل الحادي عشر) «شيزوفرينيا»

116 12 3
                                    


سام : أشياءٌ جميلة ...
كرائحتها امس لا تزال الان علي ثيابي.
كتلك القلوب الورقية التي صنعتها بيديها لأضعها انا اليوم في كتابي.
زين : كيف جرت الامور..؟
سام : اظن ان كل شئ علي مايرام ، لقد سارت الامور كما هو مخططٌ لها.
زين : عجباً هذا رائع ...!
سام : انا لا اصدق انني فعلتها حقاً.
زين : كم انا فخورٌ بك يا رفيق.
يجب ان نحتفل، لقد جلبت لك معي طبقاً من الارز بالحليب لتشعر بتحسن اكثر ف اكثر ، ما رايك ان نأكل الارز بالحليب في نفس ذات الحديقة لعلها تكون هناك مجدداً.
سام : ما قصة الارز بالحليب يا رجل..؟
و ثانياً لقد اخبرتني انها تذهب يومياً للحديقة.
زين : اذا فماذا ننتظر هيا بنا.
سام : ماذا افعل إذا التقيت بها مجدداً..
زين : كن علي طبيعتك ، ان النساء يحبون الصراحة ولا يحبون التصنع.
سام : هذا جيد.
زين : و يجب عليك ان تضحكها لكي تجعلها تقع في حبك.
سام : اضحكها...!
لكن في كل مرة تضحك هي..
انا من كنت اقع في حبها...
زين : سام فيما سهوت ، تفكر..؟
سام : ماذا ، لا شئ.
زين : حسناً فالتستمتع بالارز بالحليب .
سام : انه لذيذ من اين جأت به..؟
زين : من متجر جاركم العجوز .
سام : جارنا العجوز..؟
و لكن هذا الرجل متوفي ، كيف هذا...؟
أ يعقل ان يكون له اولاد و اعادو تجديد المتجر..!
و لكن لم اري له اي اولاد في حياتي...!
زين : يا رجل فيما سهوت ، لما لا تستمتع بالوجبة دون التفكير.
سام : اي رجلٍ تقصد يا زين ...!
زين : الرجل العجوز الذي يفتح متجراً للحليب بجوار بيتك.
سام : أ كان لديه ندبة فوق عينه اليسري..؟
زين : اجل بالضبط.
سام : سحقاً كيف يعقل هذا، إن هذا الرجل متوفي.
زين : فقط لا تفكر كثيراً و انظر من اتي خلفك.
سام : من..؟
إنها حور ، و لكن انا لم انهي حديثي مع.....
زين.... زين اين ذهبت.
حور : مرحباً سام
سام : أ رأيتِ اين ذهب زين..؟
كان يجلس بجواري منذ قليل ثم اختفي.
حور : لا انا اراقبك منذ ان جلست هنا و لم اري اي شخصٍ معك.
سام : بالتاكيد لم تنظري جيداً،
لقد كان هنا للتو كنا ناكل الارز بلح....
تباً اين ذهبت الصحون....؟
حور : انا متاكدة انه لم يكن هنا سواك يا سام كنت اشاهدك من بعيد.
هل كل شئ علي ما يرام ام ماذا...؟
سام : و لكن هذا مستحيل،
كان هنا اقسم انه كان هنا للتو.
حور : لما لا تهدأ و تخبرني ماذا تقصد.
سام : لقد كنت جالسً مع صديقي زين ثم التفت ثم لم اجده،
لقد اختفي.
حور : حسناً اهدأ انا بجانبك لا داعي للتوتر.
سام : حسنا سأحاول.
حور : تنفس ببطئ.
سام : ها انا ذا.
حور : احسنت.
سام : أحقاً رأيتيني جالس بمفردي.
حور : اجل اقسم لك.
سام : مهلاً لاا، أهذا يعني انني جننت، أهذا يعني ان زين ليس موجوداً.
حور : سام.... سام هل تسمعني
سام : أ يمكنك ان تتركيني بمفردي.
حور : هل يمكنك فقط ان تهدأ و تخبرني ما يدور في بالك.
سام : حور ارجوكي لا داعي للحديث، فقط اذهبي اتركيني الان.
حور : و لكن انت لا تبدو بخير.
سام : قلت لك الان.
حور : حسناً وداعاً .
سام : تباً ماذا فعلت ، ذهب زين و الان ذهبت حور.
هايدس : اظن انه الوقت الافضل لظهوري في هذه القصة الدراميتيكية.
سام : اغرب عني الان .
هايدس : اهُزمت ام ماذا، ام انها تخلت عنك مثلما فعل الجميع ...!
سام : تكلم كما تشاء فأنت مجرد فاشل.
هايدس : فاشل ..!
فاشل مثلي في توقع الاحداث يستطيع ان يري حزنك، خوفك
يتفهم فضولك، فرحك و حماسك،
يفهم آلآمك و ضياعك و خذلانك،
فاشلٌ مثلي وحده من يمكنه ان يشعر بك حقاً.
سام : ارجوك دعني و شأني الان ، لا استطيع التنفس.
هايدس : استهرب من المواجهة كالعادة ايها الضعيف.
سام : اشعلت التلفاز، رفعت صوت الموسيقي، اغلقت النوافذ.
فعلت كل هذا علي امل ان يهدأ الضجيج و لكنها جملة محاولات فاشلة.
كنت متاكداً من انها لن تنجح،
انا اشعر بالدوار........
..............
صوت سرينه الاسعاف
.........
طوارئ
.....
غرفة الانعاش
...
سام : اين انا..!
حور : سام، حمد لله انك بخير.
سام : اين نحن...!
حور : نحن في المشفي.
سام : لماذا، ماذا حدث لي..؟
حور : الاطباء يقولون انك تعرضت لصدمة ، تسببت في ازمه قلبية.
سام : الحمد لله.
حور : اتشعر بتحسن الان..؟
سام : اجل قليلاً.
حور : اتحتاجني بجوارك هنا ام لا..؟
سام : انا لا اريد ان افارق ظلكِ يا حور،
ارجوكي لا تتركيني بمفردي.
حور : سام.... هل تسمعني..؟
سام : يمكنك الذهاب ، و شكرا جزيلا لكِ علي قدومكِ و وجودكِ بجواري.
حور : لما تقول عكس ما تفكر به..؟
سام : عفواً ماذا تقصدين..؟
حور : لا عليك مجرد شعور شعرته للتو ، وداعاً سام.
سام : وداعاً حور.
سحقاً لي ماذا فعلت، لما قلت لها اذهبي و اتركيني..!
زين : تقريباً لانك تخاف ان تسألك اسألة انت لا تقدر ان تجيبها.
سام : اذاً فهكذا اصبح الامر.
انت مجرد صوت من رأسي.
زين : كان الامر واضحاً من البداية يا رفيق و لكنك كنت تتجاهل الحقيقة.
سام : حسناً، سأحاول ان اعتاد علي الامر.
زين : هون علي نفسك ف الان ظهرت الحقيقة.
سام : زين أتعرف هايدس...؟
زين : اجل إنه صوت افكارك السلبية.
سام : ارجوك اخبرني ان حور شخص حقيقي و انها ليست صوت و جسدا من خيالي ايضاً.
زين : لا تقلق يا صديق، انها حقيقية، و انا اري انها تحبك حقاً.
لقد طردتها و رغماً عن هذا عندما شاهدت الاسعاف عند منزلك أتت مسرعة من اجلك.
سام : و ليشهد الله اني احبها حباً لا مثيل له، و لكن اخاف ان تعرف حقيقتي فتذهب و تتركني.
زين : استطيع ان ارىٓ حبها لك، و اظن انها ستتقبلك.
سام : يا رجل كم اصبحت اكرهني،
انا فقط اُحب حتي افيض، اُحب حتي اكره، لهذا اصبحت اكرهني بدونها، اصبحت اكره فصولي لانها لم تعد تقرأها، اصبحت اكره صوتي لانها لم تعد تسمعه، اصبحت اكره انجازاتي لانها لم تعد موجودة لكي تسمعها، فقط اصبحت اكرهني بدونها.
زين : هون علي نفسك، ستاتي مجدداً غداً، و عندما تاتي اخبرها كل ما تريد هي سماعه،
لانها ستكتشف الامر لا محاله.
سام : حسنا

لعنة لوڠوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن