الانتقال عبر دروب الأرض

صحراء كافور( الدرب الثاني)

في الصباح وعندما أشرقت الأرض بنور ربها وانبثق ضوء الشمس من شرفة غرفته جلس ديسم وهو يفرك في عينيه ومازالت آثار النوم على وجهه، وحينما آفاق من نومه أبدل ملابسه وتوضأ ثم صلى صلاة الضحى وجلس على سجادة الصلاة يقرأ أزكاره وورده القرآني وعندما أنتهى جلس يدعوا ربه أن يفرج كربه ويعيده لأهله وأن يعينه على تحتمل ما هو قادم عليه، وفي ذلك الوقت كان غيث قد استيقظ من نومه وذهب العجوز دارين وأنس بها وتبادل الحديث معها وكانت سعيدة للغاية بالتسامر معه وحضرت له الفطور فخرج ديسم على صوت ضحكاتهم وانضم لهم وبعدما تناولوا الفطور قال ديسم:

- غيث هل أصبحت قادرًا على السير أما اصطحب ذاك الشاب الذي أتي بك أمس ونذهب لنبحث عن المرآة

- فقالت العجوز ردًا على حديثه:
هل تقصد سديم ؟

- أجل يا أمي فهو الوحيد الذي يعرف المكان فأنا لم أتِ إلى هنا من قبل بذا فلن أستطيع الذهاب وحدي

- فقال غيث:
سآتي معك يا ديسم لا تقلق عليّ فأنا بخير اليوم

- فقالت العجوز:
فلتنتظرا قدوم سديم فهو ماهر في التخفي ويجيد ركوب الخيل فبدلًا أنا تذهبوا سيرًا على الأقدام سيسأجر خيل من السوق وهذا سيوفر عليكم الوقت إذا اضررتم إلى الذهاب لأي مكان آخر

- حسنًا يا أمي سننتظره

جلسوا جميعًا ينتظرون قدوم سديم وبعد مرور عدة ساعات وصل أخيرًا واصطحبهم إلى حيث أرادوا فهو رغم صغر سنه يعرف كل شبر في المملكة لأنه منذ ريعان شبابه وهو يعتمد على نفسه حتى يساعد العجوز دارين والتي لا يوجد من يساعدها بعد ترك ابنها الوحيد لها في هذه الصحراء دون إن يسأل عنها أو يأت ليطمئن عليها ويرى إن كانت بخير أم لا وفور أن وصلوا بدأوا بالبحث عن المرآة وفي ذلك الوقت كانت الأميرة ديالا قد تم اعتقالها من قبل الأمير دهام عندما علم أن ديسم قد هرب من السجن وأنه كان مخطط لكل شيء مع أكمل وصديقه سنان والذي لم يكن يعرف أكمل لأنه التقى بديسم عند هروبه أو أنه يعرف شيء عما يفعله الأمير دهام وأنه حقيقته قد أوشكت على أن تُكشف أو أن الأميرة ربما قد علمت بكل ألاعيبه؛ لكنه كان الجاني على نفسه وكشف حقيقته بنفسه وأرسل بعض من الحراس ليبحثوا عن ديسم وعندما سمعت الأميرة بذلك وهي في السجن حاولت أن تهرب عدة مرات لكن كل المحاولات آبت بالفشل ولم تنجح أيًا منها وتم نقلها في غرفة سنان والذي فور أن رآها بدأ يسرد عليها كل ما حدث منذ أن التقى بديسم وعن أكمل وما حدث معه ومع ابنته فطلبت منه أن يفعل أي شيء حتى يُنقل إلى الغرفة التي يسجن فيها أكمل حتى يعرف منه مكان ابنته وما كان ديسم ينوي فعله حتى تستطيع أن تحسم الأمور وتتأخذ القرار الصواب وتفكر بتأني حتى لا تفشل الخطة هذه المرة أيضًا وعندما حل المساء جاء أحد الحراس إلى الغرفة التي سجنوا بها فحاول سنان أن يستدرجه في الكلام فعلم من نبرته معه أن يسخط على الأمير دهام لكنه لم يثق به فربما يكون دهام من خطط لهذا حتى يعرف منهم مكان ديسم فأخبر الأمير بكل ما عرفه من ذلك الحارس فطلبت منه أن يسأله عن اسمه في المرة القادمة التي يأتي فيها فهما صحيح في نفس الغرفة لكن بينهما عازل فقد كان دهام حريص على ابعادهم عن بعض حتى لا يخططا لأي شيء معًا لأنه يعرف مدى ذكاء الأميرة ديالا ومدى قوة ونباهة سنان فعمل على عزلهم لكن الأميرة ديالا لديها نبرة صوت مميزة فعندما أتى بها الحراس كانت تتمتم بعض الكلمات التي تدل على اشمئزازها من الأمير دهام ولأن سنان كان يعمل معها لفترة طويلة تعرف على صوتها وبدأ يتحدث معها، وفي اليوم التالي عندما قدم ذاك الحارس مرة أخرى إلى سنان سأله عن أسمه فأخبره أن اسمه شهاب الدين وكان يعمل في قصر الملك ليث منذ فترة وكان حزينًا لما حدث مع الأميرة ديالا فتعجب سنان كيف لم يره من قبل وأخبره أيضًا أنه كان يعمل هناك وطلب منه أن يأت إليه بعد ساعة من حديثه معه فوافق وعندما أخبر الأميرة باسمه تعرفت عليه فقد كان يعمل حارس من حراس بوابة القصر الخاص بهم وقبلها كان يعمل كان يعمل بسجن الملك ليث واتفقوا أن يخبروه بأن الأميرة ديالا موجود في نفس الغرفة حتى يساعدهم على الهروب من ذاك السجن وفجأة في خضم حديثهم تذكرت الأميرة أمر المرآة فأخرجتها ولحسن حظها أن لم يكتشف الأمير دهام أمر تلك المرآة فقد حريصة على أخفاءه عنه عندما أخرجتها رأت المكان وهنا كانت المفاجأة فقد كانت في قصر دهام ودارت في عقلها ألف فكرة وفكرة يا ترى هل سجن ديسم مرة أخرى أم أنه فقدها وهو في السجن لكن هي أعطتها لغيث وتتذكر جيدًا أنه من احتفظ بها ها سجن هو أيضًا دون أن يكتشف أيًا منهم ذلك أم أن أحد الحراس عثر عليها وكان عقلها يثور من شدة التفكير، وعندما دلف الحارس في الوقت الذي اتفق عليه هو وسنان أخبره سنان بأمر وجود الأميرة وأنها تريد المساعدة منه وبدأوا النقاش ثلاثتهم معًا ووصفت له الأميرة المرآة وقالت له: