قبل عشرون عاما..
فى احدى ليالى الشتاء البارد القارصة، ليلة عاصفة اشتد فيها المطر، كانت تسير تلك السيارة الفاخرة تحمل أحد رجال الاعمال الشهيرين ومعه زوجته، وفجأة شق سكون الليل الهادئ صوت صراخ طفل لا يتعدى عمره بضعة اشهر..
التفت سائق السيارة لسيده وقال بتوجس "سمعت اللى سمعته ده يا مستر جورج؟"
قال جورج بتعجب "ده صوت طفل بيعيط، اقف على جنب كدا"
توقف السائق بالسيارة على أحد جوانب الطريق، حتى هبط جورج مع زوجته منها وهم يحملان مظلة تحميهما من المطر، اقتربا من الصوت فوجدا صندوق قديم مهترئ بفعل المطر يهتز وكأن بداخله كائن حي، ليستمعا الى صوت أنين طفل صغير، فـ فتح جورج الصندوق بهدوء وحذر ليظهر لهما طفل صغير يمتص يده من الجوع
شهقت زوجة جورج بصدمة ثم قالت "دى طفلة صغيرة! مين اللى سابها هنا كدا؟!"
حملها جورج برفق وهو يقول بحاحبين معقودين "مش عارف يا اليسا، ازاى حد يجيله قلب يسيب طفلة زي دي كدا!"
استكانت الطفلة فى حضن جورج وشعرت بالدفأ يغمرها، فابتسم جورج بتأثر ثم قال "جميلة اوي يا اليسا، بصى لطيفة ازاى"
قالت اليسا مندفعة "جورج! احنا هناخدها معانا ونربيها!"
نظر لها جورج بصدمة ثم قال بتردد "طب وعيلتها! ممكن يكونو بيدورو عليها؟!"
قالت ايلسا بتوسل واصرار "يا جورج ناخدها نربيها، كدا كدا كنا هنتبنى بيبى صح؟ علشان بيتر مش عنده اخوات وانت عارف انى مش هعرف اخلف تاني"
اخرج جورج زفيرا قوياً ينم عن الحيرة الكبيرة التى تقبت بداخله، فلنترض ان عائلتها جائوا للبحث عنها؟ سيحمل هو الذنب! لكن ان كانوا سيأتو كانو أتو منذ فترة، أليس كذلك؟ لذا قرر أخيراً ان يأخذ تلك الطفلة ويربيها لتكون اختاً لابنه الوحيد بيتر، وسيسميها يوستينا.. يوستينا جورج مهنا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الوقت الحالى..
"يــــــــــــــــــوستــــــــــــــــيــــــــــــــــنااااااا"
كانت تلك الصرخة تخرج من ذلك الشاب صاحب الـ 26 عاما، الذى يمتاز بطوله وجسده الرياضى، لديه شعر بنى كثيف وعينان خضراوان تحاوطهما رموش كثيفة
نظر لتلك المقتولة امامه والتى لم يتحرك لها ساكنا بالرغم من صراخه بجانب اذنها، ابتسم بخبث وقرر ان يوقظها بطريقته، لذا حملها واتجه للحمام الملحق بغرفتها وهو يقول بتهديد "هعد لحد تلاتة، لــو ماصحتيش يا يوستينا هرميكي فى البانيو"
لم ترد عليه وظلت ساكنه فى أحضانه فقال هو بتهديد "واحـــــد، اتنيــــــــــــن، تلاتة..!!!"
أنت تقرأ
على فطرة الإسلام
Ficción General"نصفين افترقا.. أصبح كل منهما فى وادى.. إختلفت الاديان.. والبيئة.. والطباع.. والعائلة والأقارب والاصدقاء.. لكن..!! الشكل ظل كما هو.. فهل هناك من عودة..؟! ربما لا.. وربما..!! سيظل نصفها على فطرة الاسلام 💕".