Part 01 : قارئة الفنجان

73.7K 6K 4.3K
                                    

عندما ترتكب ذنبا..

تشفعُ لها عيناها..

..........................................................................................................................................


حين كان في الثامنة عشر أخبرته قارئة فنجان أن إمرأة إفريقية ستكسر قلبه يوما..

ضحك على الأمر وقتها و نسيه فورا...

اليوم و بعد عشرة سنين كان في شاطئ إفريقي ينسى قارئة الفنجان و ينسى ما خُط في فنجانه و أعينه الزرقاء كانت على إمرأة معينة..

ديموس فولك كان يجلس في طاولة لوحده في مطعم على شاطئ البحر في كايب تاون بجنوب إفريقيا..الهواء من الأمواج كان يحرك خصلات شعره الداكنة و بشرته تلمع من سمارها بسبب قضائه الصيف تحت الشمس وعلى الشواطئ..

و بينما في هذا المطعم هو أتى بنية شرب قهوة قبل التوجه للعمل إلا أنه لا يعتقد أن العمل صار أولوية الآن..ففي حين كان زائري هذا المطعم معظمهم من راكبي الأمواج أو الغواصين إلا أنه هنا بسروال جينز و قميص أبيض يكاد يكون شفاف لأنه يُظهر قلادته أسفلها ..

هناك شيء في مظهره يافع جدا..كان في الثامنة و العشرين لكن طريقة حمله لنفسه و شخصيته تؤكد على تمرده على قوانين السن و أنه يحب الحياة وينبض بها لدرجة نبضت في جسده تجعله بهذه الحيوية..

" لا..لا..لا.."

صوت جعله يرمش ينظر لمن جلس مقابله وكان أوزو الذي يُفترض أنه مساعده من وكالة عائلتهم هنا في كيب تاون و الذي كان يشرف على جعل فترة إقامة ديموس هنا أفضل..

" ماذا ؟.."

سأله ديموس وهو يعتدل في جلسته بلمعة استمتاع في أعينه وفورا نظر له أوزو بتنهيدة..كانت بشرته سوداء لكن شخصيته كانت مضيئة و صفاته طيبة لهذا فديموس قرر أن يجعله صديقه منذ أول حديث لهما ..

ديموس فقط يحب البشر ولو كان بإمكانه جعل 7 مليار بشري أصدقائه لفعل..كوسيمو كان يكره هذه الصفة و لوثاريو يقول دوما أنه سيدفع ثمن حبه غير المشروط للناس يوما ما..

" لا تنظر لها..لا تتنفس قربها..لا تتحدث معها.."

اتسعت إبتسامة ديموس و حاول أن يخفيها حين حمل كأس قهوته يحتسي منه..

" لا أعلم من تقصد حقا .."

" لقد رأيتك تنظر لها.."

" من ؟ هناك مئة إمرأة في الشاطئ.."

تنهد أوزو مجددا يدفع ديموس ليضحك لكن الآخر لم يضحك بل اقترب من الإيطالي يتمتم له كأنه يحذره من قرش في الساحل :

" صدقني لا رجل ينجو من فك سوناينا..لذا ابتعد عنها.."

سوناينا ؟ إسمها سوناينا ؟ لقد أحب كيف يُنطق إسمها جدا و لعل أوزو رأى لمعة أعينه عند سماع إسمها لأنه تنهد مجددا..

سقوط قلب فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن