Part 06 : على الشاشة

38.7K 4.9K 3.4K
                                    


أتيتك كلي 

أنا الذي بخلت عليهم ببعضي..

...............................................................................................................................................

كان ديموس يقف على حافة شرفته يشرب كوب قهوته و لا يرتدي شيئا سوى سروال قطني أسود ينخفض على حوضه ..شعره مبعثر على جبينه و الشمس تشرق في الأفق..

ابتسم لرؤية الجو جميل اليوم ..هو هنا في شقته في بناية وسط المدينة ..كان هناك الكثير من الأجانب في البناية هذه و ديموس تبقى له القليل فقط ليصادقهم جميعا ..لا يزال جاره أسفله بطابقين يقلب أعينه كل مرة يرى ديموس مبتسما نحوه لكنه متأكد أنه بحلول شهر سيجعله صديقه المقرب..عجوز في سن الثمانين لكن لا بأس..الصداقة لا تعرف عمرا..

شعر بشيء يحتك بقدمه فأخفض بصره ليجده كلبه يطل من الشرفة الصغيرة و المنخفضة ..وقتها انحنى هو يمسح على رأسه و خلف أذنيه يتركه ليلعق له يده مبتسما لما رآه بدأ يرتاح أكثر في المكان و يتعود على الشقة..

كلبه أكثر من واجه صعوبة في الإنتقال للمكان هنا لأنه تعود على منزلهم في إيطاليا..منزل عائلي يضم كل أفراد فولك أين هناك كلاب و حيوانات غيره..الحديقة و المسبح ..تعود على الأجواء والأشخاص هناك لهذا أخذه من أوروبا لجنوب إفريقيا للعيش في شقة بناية أين الجو و المناخ و الناس حوله مختلفين جعله انطوائيا لأيام يرفض مغادرة مكانه في الغرفة لدرجة شعر بالقلق عليه..

رؤيته بدأ يخرج من نطاق راحته و يتجول في المكان جعلته يشعر بالراحة..

" هل آخذك بجولة حول الحي لترى كيف أن المكان جميل ؟.."

انحنى يقبل رأس كلبه بابتسامة و لأن الكلب حيوان عاجز عن منحه جوابا تابع هو بنفس النبرة :

" أو ربما آخذك للشاطئ لتلعب ؟.."

فكر ديموس لثوان قبل أن يضيف :

" بورورو عليك أن تستجمع قوتك و طاقتك سريعا حتى أستطيع أن أعرفك عليها.."

لعق بورورو يد ديموس كأنه يوافق على ذلك و قبل أن يجيبه صاحبه سمع صوت رنين هاتفه في مكان ما فوقف يسحب معه كلبه للداخل و يغلق باب الشرفة حتى لا يقع في غيابه ثم دخل يسير حافيا في الشقة يبحث عن هاتفه و وجده بسهولة ..

شقته كانت مرتبة جدا ..نشأته مع إخوة ذكور و أم إيطالية بمزاج صعب جعلتهم يحرصون على تنظيف غرفهم لوحدهم ..لا يزال للآن يتذكر صراخ أمه عليهم في الطفولة حيال أنها ليست خادمتهم و إن لم ينظفوا غرفهم في نصف ساعة ستدفنهم..

" فيتو..صباح الخير.. كيف الحال ؟..."

" إنه أنا ديموس.."

" لما تتصل من هاتف زوجتك؟.."

سقوط قلب فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن