Part 11 : صدق الفنجان

34.6K 4.3K 1.8K
                                    


أنا و أنتِ مثل الحادي و الثلاثين من ديسمير و أول يناير

قريبون جدا لكن بيننا عام..

........................................................................................................................................

صوت الموسيقى كان قويا لكن بشكل يبث داخلك حماسا أكبر مما قد يكون في أي مكان آخر..نوع الموسيقى الذي كلما كان قويا كلما تريد القفز و الصراخ معه..

سوناينا كانت تبتسم ورفعت رأسها ناحية ديموس جانبها و الذي كان أيضا مبتسما وهو يراقب العرض الغنائي و أضواء المسرح تنعكس على وجهه تريها وبوضوح أنه سعيد بوجوده هنا..و الآن هي ممتنة لأنها لم تأتِ مع أحد آخر و أنها لم تفعل كما تفعل دوما..تهمل التذاكر و تظل في منزلها تشاهد التلفاز بينما تتناول صحن فواكه..

كان يرتدي قبعة بيسبول بالمقلوب ولم تعرف أن أرتداء قبعة بيسبول بالمقلوب قد يكون شيئا مثيرا سوى وهي ترى عادة ديموس التي يفعلها دوما و باتت تراها شيئا مثيرا للإهتمام..قميصه كان رماديا و سرواله سروال جينز بينما هي ثيابها مشرقة أكثر رغم أن شخصيته هو مشرقة أكثر مع ذلك ثيابه تميل غالبا للألوان الحيادية...

ما كان يجعل قلبها ينبض بسرعة ليس فقط صوت الموسيقى الصاخب أو ابتسامته بل شيء آخر..

أخفضت أعينها تتبع يدها أين كان ديموس يلف يده حول خاصتها ولم يفلتها منذ قدومهما و وصولهما لأماكنهما في الحفل الغنائي أي منذ حوالي نصف ساعة..

الحفل لم يكن حفلا بمقاعد أو في ملعب بل كان أقرب لمهرجان موسيقي مثل الكوتشيلا ..مسرح كبير في العراء..أضواء من كل زاوية موسيقى حماسية و جماهير متفاعلة بثياب ملونة و سعيدة..و الهواء في الليل كان سببا آخر ليستمتع الناس به ..الرياح كانت باردة قليلا وهو نعمة مع وجود كل هذه الجماهير و الحر في الصيف..

فجأة انتهى عرض الفنان الحالي و صرخ الجماهير له ومع كلماته التوديعية وهو يغادر المسرح ليحين دور الفنان بعده..

استغل ديموس تلك الفرصة ليستدير لها و أخيرا بابتسامته المشرقة ولعله تفاجئ حين وجدها تحدق به لأن رمش كما لو لم يتوقع ذلك..لكن ابتسامته لم تخف بل اتسعت أكثر وهو يقترب منها يتمتم ..

" شكرا لدعوتي ..هذا ممتع.."

لما هي متوترة ؟ لا تعلم ..

المهم أنها مسحت على خصلاتها و أومأت له بصمت و لو لم تعرف لقالت أنها خجلت من هذا ..ما خطبها ؟ هو فقط شكرها ..لما تشعر كأنها قامت بشيء خطير سيفضح مشاعرها...

لعله علم سبب تهربها من أعينه لأنه ضحك بخفة وصوت ضحكته تردد موجات موجات في صدرها حتى وهناك أصوات قوية حولهما..

سقوط قلب فولكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن