لستُ إمرأة عابرة..
أنا التاريخ..
..............................................................................................................................................
كانت سوناينا تقف أمام حوض السمك الكبير في المطعم و الذي يعرض أسماك صغيرة ملونة باللون البرتقالي والبرتقالي المحمر...
رؤية الأسماك أو أي رابط للبحر كان ينجح دوما في رسم إبتسامة على ملامحها وقد فعل الآن أيضا..لهذا مدت يدها بابتسامة خافتة لا يراها أحد ولمست زجاج الحوض كما لو تلمس السمك و تداعبهم..
هي جديا تعتقد أنها تملك أفضل عمل في العالم..حقيقة أنها تغوص دوما أسفل البحر و تكتشف العالم الذي يغفل عنه الناس كان شيئا يجعل الدم يضخ في عروقها بشكل أقوى ..
الحيوانات البرية على سطح الأرض كانت جميلة و ما أسفل البحر كان إستثنائيا..عالم كامل كانت تهرب إليه بعيدا عن عالمها ..تتذكر أول مرة قامت فيها بالغوص و كيف أن كل شيء بدا هادئا و مسالما..لا ضجيج حولها.. لا صراخ والدها و لا بكاء أمها حين يضربها...فقط السكون و الوجود الإلهي..
لهذا هي لا يسعها الانتظار كي يصل الصباح وتعود أسفل الماء بعيدا عن كل شيء..
فستانها كان فاقعا كلون اللهب بين الأحمر والبرتقالي الداكن ..به تموجات فيتحرك مع حركتها كأنه أمواج بينما ضفائر شعرها طويلة تلامس أسفل ظهرها ..
" سوناينا هيا ..حان الوقت.."
صوت ندائهم لها جعلها تعتدل في وقفتها فجأة تخفي ابتسامتها وتستدير نحوهم بملامح هادئة..كان أصدقائها في الطاولة ملتفين حول الطعام و المشروبات التي قاموا بطلبها..هناك ابتسامات على وجوه الجميع و كلهم يضحكون و يستمتعون بعشاء عيد ميلادها أكثر مما تفعل هي ..
لهذا حاولت ألا تخرب عليهم الجو بمزاجيتها وكرهها للإحتفال بصفة عامة..فاقتربت منهم و كعبها يطرق على الأرضية ليس وكأن أحدا ما سينتبه لصوت كعبها..هذا المطعم كان مطعما للسهر مفتوحا في طابق علوي و يطل على البحر أين يحجز الناس الطاولات عادة للإحتفال أو الشرب و بالتالي لم يكن رسميا لدرجة تضطر لتتحدث بصمت وهدوء و لا صاخبا لدرجة يرقص الناس و يصرخون كما في الملهى..كان في المنتصف وهو ما يفسر أن كل من في المطعم يضحكون أو يشربون نخب شيء ما كأن كل السعداء تجمعوا هنا..
فورا كشرت عن ملامحها ..
لكن صديقتها وهي تلوح لها لتقترب بابتسامة سعيدة جعلتها تومأ و تسرع بخطواتها لتجلس بينها و بين رب عملها الذي تمنت لو كان يعاملها كرب عمل بدل معاملته لموظفيه كأنهم أصدقائه..فالتعامل مع الناس برسمية اختصاصها لكن معاملتهم كأصدقاء و الإرتخاء معهم لم يكن نقطة قوتها يوما...
أنت تقرأ
سقوط قلب فولك
Romanceحين كان ديموس مراهقا أخبرته قارئة الفنجان أن إمرأة إفريقية ستكسر قلبه .. اليوم و بعد عشر سنوات ذهب لجنوب إفريقيا ينسى تماما تحذير قارئة الفنجان و التقى بإمرأة هناك .. إمرأة كان يريد أن يُغرقها حبا وهي تريد أن تُغرقه حرفيا.. قصة قصيرة صيفية مكتملة..