إنني أقع في حبك مئات المرات..
كل ليلة..
.............................................................................................................................................
كانت سوني في حوض الإستحمام المغطى بالمياه جالسة بهدوء و بصمت تسمح للمياه بغمر جسدها و شعرها..
لقد عادت من المدرسة قبل ساعة و بدأت تتهرب من والدها منذ الآن...كانت شاردة في الحنفية مقابلها تنظر لانعكاسها المصغر فيها و تتساءل هل هي حقا بنفس البرود الذي يصفها به أصدقائها ؟ كانت في الرابعة عشر ويقولون أنها لا تتصرف تصرف من هم في مثل سنها...لا تعرف ما يعنيه ذلك و لما هي هكذا..
لكنها فقط غير سعيدة ...
هذا كل ما تستطيع معرفته وكل ما عرفته يوما..
متى تعود جدتها من رحلتها حتى تذهب هي و أمها و يقضيا وقتا عندها ؟ لقد كانت تكره منزلهم هذا تكرهه وكل ما يمثله وكل ما فيه وكل ذكرى هنا..
صوت الشجار و الصراخ كان مستمرا في الخارج و دفعها لتغمض أعينها تحاول التركيز مع أنفاسها كما علمتها أمها عند الغوص لكن الأصوات كانت مرتفعة و صراخ والديها على بعضهما كان قويا لدرجة أخذت نفسا و أخفضت جسدها تغطس تحت مياه حوض الاستحمام ..
تشوش صوت الشجار و ركزت حواسها مع ضغط المياه و سمحت لنفسها أن تتنفس دون تنفس حقا..
المياه كانت تريحها..البحر كان علاجها و تحب قضاء وقتها أسفل الماء لكنها لا تستطيع كثيرا لأن والدها يمنعها و لا يمكنها أن تذهب للغوص و السباحة مع أمها سوى حين ينام هو في الصباح بسبب الثمالة و لا يشعر بشيء..رغم أن البحر قريب من منزلهم هنا في ديربان ..
لا تعرف ما الذي يحصل مع والديها لكنهما غير سعيدان..ربما حين كانت أصغر لكنها لا تتذكر..والدها لم يكن هكذا لكن الكحول و المشاكل في حياته جعلته يصل لهذا الوضع أو على الأقل هذا ما تخبرها به أمه..سونينا لا تحب والدها و أحيانا تشعر ببعض الذنب لأنها تفكر بهذا لأنها تعرف أن كل شخص يملك عيوبا و جانبا سيئا وربما الثمالة و العنف هو جانب والدها..
هي لا تعرف بعد سبب استمرار أمها معه..هل بسبب الحب ؟ أم بسبب الأمل في أنه قد يتغير ؟ أو من أجلها ؟..
تتمنى لو تملك الجرأة يوما ما لتخبر والدتها أنها لا تحتاج والدها وأنه لا داعي لتتمسك به و يمكنهما المغادرة و العيش مع جدتها في كيب تاون قرب البحر و دون مشاكل..
لقد ملت من رؤية وجه أمها الجميل يحمل كدمات و ملت من رؤيتها تخفيها كل صباح بابتسامة وهي تعد لها الإفطار قبل المدرسة..هي تعرف أن ذلك ليس جيدا و ليس طبيعيا لكنها لا تملك حلا ولا تعرف كيف يجدر بها التصرف ..تخاف أن تخبر جدتها و تغضب أمها منها..تخاف أن تخبر الغرباء و يسخروا منها أكثر مما يفعلون الآن بسبب برود مشاعرها..تخاف أن تتحدث مع أي أحد حول هذا ..
أنت تقرأ
سقوط قلب فولك
Romanceحين كان ديموس مراهقا أخبرته قارئة الفنجان أن إمرأة إفريقية ستكسر قلبه .. اليوم و بعد عشر سنوات ذهب لجنوب إفريقيا ينسى تماما تحذير قارئة الفنجان و التقى بإمرأة هناك .. إمرأة كان يريد أن يُغرقها حبا وهي تريد أن تُغرقه حرفيا.. قصة قصيرة صيفية مكتملة..