و تُغرقين كالبحر.. يا إمرأة شعرها الموجُ...
.................................................................................................................................................
" أنا جد متحمسة.."
صرحت آنيا بهذا وهي تبتسم بسعادة تكاد تقفز مكانها وتواصل صنع ضفائر في شعر سوني التي تجلس أمام المرآة في غرفة نومها تضم يديها لصدرها وتجيبها :
" لا أعلم لما أنتِ متحمسة لتلك الدرجة ..هذا ليس أول موعد لنا.."
" لكنه يبدو كأول موعد لأنكِ اتصلت بي لأساعدك و هذا لايحدث دوما مما يعني أنك بالفعل واقعة في غرامه كما توقعت.."
مرت ثانية ثم ثانيتين وحين لم تعترض سونينا كما تعودت شهقت آنيا تتوقف عن صنع الضفائر و أدارت كرسي سونينا لها حتى تنظر لها وجها لوجه ..
" أنتِ لم تنكري..أنتِ حقا لم تنكري ..."
زمت سونينا شفتيها وهي لا تزال تضم يديها لصدرها بطريقة دفاعية تحاول التفكير بحجة للرد بها حيال أنها ليست واقعة في حبه و إنما هي فقط تشعر بالملل و تريد أن تتزين في هذه الليلة..
لكن صوت ضحكة آنيا خربت عليها مخططها..صديقتها ضحكت بقوة و بسعادة تصفق بيديها كأنها طفلة قبل أن تدير كرسيها مجددا تدفعها لتقابل المرآة و تقول :
" لا أصدق أنني أشهد هذا..أنا سعيدة جدا و حقا سأكرهك لو لم تلتقطي صورا لموعدكما الليلة..هل علي أن أنام هنا و أنتظرك لأرى كيف ستعودين ؟ لا ربما يجدر بي الذهاب معك و التصرف كأنني جارستك الشخصية و ألتقط الصور لكما ..لا لا..سآتي غدا صباحا و أسمع كل التفاصيل.."
ظلت آنيا تتحدث بسعادة و أيديها تعمل سريعا كأنها الآن وجدت سببا لتنهي تجهيزها أسرع حتى تذهب لموعدها..
راقبت سونينا صديقتها في المرآة بشبح ابتسامة خافتة على شفاهها ولم تجد سببا داخلها يدفعها لتخريب حماسها و ذلك لأنها نفسها تشعر ببعض الحماس يصل لأطرافها حتى..
مر حوالي عشرون يوما على آخر مرة أخذت فيها ديموس للغوص في مكانها هي و أمها وعلاقتها معه من وقتها تغيرت بشكل ما..ليس دفعة واحدة لكن تدريجيا بشكل دافئ..كأن الجدار الذي كان بينهما اختفى...الآن مكانه فهم صامت و لغة غير منطوقة بينهما..تراها في طريقة نظره لها كأنه بات يراها على حقيقتها..كانت تراها في عدم رفض جسدها للمسته حين يلف ذراعه حولها كل غرفة يدخلها و تكون هي فيها ..
الصباح كان هناك إجتماع بينها و بين راين و شونغها و مع ديموس و ثلاثة اشخاص من وكالته حول بعض المخططات للسنة القادمة و لافتتاح البرنامج الجديد..كان هادئا وعمليا طوال الاجتماع و لم يتحدث سوى عن العمل لكن فور انتهاء ذلك وقف من مكانه نحوها بابتسامة ولفها بعناق قوي كأن الساعات التي قضاها بعيدا عنها و التي تقدر أقل من ثماني ساعات نصفها نوم ..كانت عذابا بالنسبة له...
أنت تقرأ
سقوط قلب فولك
Romanceحين كان ديموس مراهقا أخبرته قارئة الفنجان أن إمرأة إفريقية ستكسر قلبه .. اليوم و بعد عشر سنوات ذهب لجنوب إفريقيا ينسى تماما تحذير قارئة الفنجان و التقى بإمرأة هناك .. إمرأة كان يريد أن يُغرقها حبا وهي تريد أن تُغرقه حرفيا.. قصة قصيرة صيفية مكتملة..