قِلَادَةُ الأَمْسِ

37 5 19
                                    

"ليس هناك ما هو أكثر غموضًا من العقل البشري."

فيودور دوستويفسكي

في تلك اللحظات الهادئة التي يتسلل فيها الضباب برفق إلى الأفق، تتساقط قطرات المطر الخفيفة كأنها ألحان هادئة تغنيها الطبيعة. كل قطرة تحمل معها أسرار السماء، تنسج حكاياتٍ قديمة عن البدايات والنهايات.

الحياة تشبه إلى حد كبير تلك الصدف التي نكتنزها عبر الزمن. في كل منعطف، وفي كل تجربة، نلتقط شيئًا ثمينًا يحمل في طياته دروسًا لا تقدر بثمن. كل لحظة، كل لقاء، وكل تجربة هي بمثابة صدفة نادرة، تحتوي على آثار الزمن وتأثير الأحداث التي مرت علينا.

إن اكتناز الصدف هو كجمع لحظات الحياة الثمينة. ليست كل لحظة مشرقة وليست كل تجربة سلسة، لكن كل منها تترك أثرًا عميقًا في روحنا. مثلما تصقل الأمواج الصدف، تصقلنا التجارب، تجعلنا أكثر حكمة وقوة. بعض الصدف تلمع بريقًا لافتًا، وبعضها تحمل ندوبًا من رحلة طويلة، لكن في كل الأحوال، تظل جميلة وفريدة.

في شركة القاسمي، ريماس تمسك بالهاتف وهي تتحدث بثقة مع أخيها الأصغر، حيث علت على وجه أدهم بجانبها ملامح الدهشة. فيصرخ إيران متفاجئًا: "تريدين ماذا؟!"

وبكل هدوء ترد عليه ريماس: "حصتك! ألم تسمع؟"

وبكل اندهاش يسألها: "لا.. سمعتك.. ولكن أريد التأكد مما تخبريني به!!"

وفي محاولة لإقناعه: "إيران، اسمعني... سأعيدها لك مجدداً."

في تعجب: "إذن ما الفائدة من أن تأخذيها؟!"

لتجيبه ريماس بثقة: "هناك مشكلة أريد حلَّها."

فيتساءل إيران: "ألا تكفي حصتك يا ريماس؟"

تصمت ريماس قليلاً وتجيبه بهدوء: "للأسف، لا تكفي حصتي أمام حصته."

وفي تعجب واندهاش: "من هو؟"

بصوتها الهادئ: "حسام."

يعلو الحماس في نبرة إيران: "ماذا؟! لا تقولي لي؟ ... هل فعلها؟!"

تقابله بالهدوء في نبرتها: "للأسف."

إيران بكل استمتاع: "حسناً، لكِ ذلك يا ريري."

ريماس متعجبة من تغير نبرة إيران: "أوه.. يبدو أن مزاجك أصبح جيداً."

لتفنجر ضحكة منه قائلاً: "بالطبع، فأنت تعرفين مقدار حبي لحسام."

تبادله الرأي قائلة: "أعرف.. أعرف.. حسناً، في خلال ساعة سيأتي شخص لتوقيع التنازل."

وفي تفهم وتقبل لما هو آت: "ريري.. أريد رؤية الدماء من مكاني."

في لامبالاة ترد عليه: "تبا لك."

يضحك إيران ويرد عليها: "ولكِ.. بالتوفيق، أختي الكبرى."

My Refuge - مُتَنَفَّسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن