جَلَالَةُ المَلِكَة

80 8 19
                                    

"ولتبق الثقة في نفسك جيدةً، تمضِ بك الحياة حيث شئت، فكل حياة تبدأ بنوع من التحدي."

الرافعي

في صباح يوم ممطر بخفة، وبينما كانت ريماس تقود سيارتها في طريقها إلى العمل، غارقة في أفكارها حول العمل الهام الذي ينتظرها، فجأة شعرت بصدمة قوية تهز سيارتها. ارتبكت، وتوقفت بجانب الطريق لتجد أن سيارة أخرى قد اصطدمت بها من الخلف.

خرجت ريماس من سيارتها، وعلامات الغضب والدهشة تعلو وجهها. بدأت بالصراخ: "أيها الأحمق! ألا ترى أمامك؟! انزل من سيارتك الآن!" لكنها توقفت فجأة عندما رأت السائق الآخر يخرج من سيارته.

"أنتَ؟" قالت ريماس بدهشة.

رد الرجل مبتسمًا: "ريماس؟ هل أنتِ بخير؟"

نظرت إليه ريماس بغضب ممزوج بالدهشة: "ماذا تفعل هنا؟ ومتى عدت من سفرك أيها الأحمق؟"

أجابها ضاحكًا: "أقسم أن سمعي اشتاق لكلماتك يا ريماس."

قالت بغضب: "ومن شدة اشتياقك صدمت سيارتي!!"

رد بابتسامة واثقة: "سأصلحها لكِ يا جلالة الملكة."

رفعت حاجبيها وسخرت منه: "اخرس ... أثرت غضبي."

اعتذر بلطف قائلاً: "حسناً، أعتذر يا جلالة الملكة... ما أخبارك؟ اشتقت إليكِ حقاً!"

أجابت وهي تبتسم برقة: "وأنا أيضاً أيها الوسيم."

ابتسم ابتسامة عريضة وقال: "وقع قلبي ... انتهى عمري ... قالت لي الملكة أنني وسيم.. بحقك يا ريماس، من يراني وسيم سواكِ؟"

ضحكت قائلة: "لا أحد أيها الوسيم.... المهم أن عندي اجتماع الآن... نتحدث لاحقاً." وقد همّت بفتح باب سيارتها، تتوقف بسبب صوته.

حيث قال مستعجلاً: "جلالة الملكة، انتظري."

نظرت إليه بفضول وبصوت هادئ حنون: "ماذا تريد؟"

أجاب بلطف: "رقم هاتفك إذا سمحتِ."

تنهّدت وقالت: "هل أضعته مجدداً؟!"

أجاب مُبررًا: "كما تعلمين، غيرت شريحة هاتفي عند سفري ولم أجدها حين عدت، لذلك اشتريت غيرها و."

قاطعته قائلة: "حسنًا، لا تطل الشرح... خذ وسجل رقمك وسأهاتفك فيما بعد."

منحته الهاتف والابتسامة تعلوا وجهها لرؤيته أمام عينيها وهو قد اقترب مسرعاً منها وقال بابتسامة عريضة: "لي الشرف في ذلك يا جلالة الملكة."

ابتسمت وقالت: "حسنًا أيها الوسيم.. إلى اللقاء."

أجاب بحماس: "احتمال أن أذهب إلى شركتك اليوم.. أريد شُرب الشاي معك."

My Refuge - مُتَنَفَّسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن