بَرِيقٌ

38 5 9
                                    

"المستقبل هو ملك لمن يستطيع النظر إليه بعين الأمل، حتى في أوقات اليأس."

فيودور دوستويفسكي

في بزوغ فجر جديد، وتحت ضوء الشمس التي يتسلل بين ثنايا الستار، كان هناك أمل جديد يلوِّح في الأفق البعيد. لم تكن المصاعب أبدا ولا التحديات ولا الصعوبات التي واجهتْها قد استطاعت إيقافها عن السير قدمًا، بل كانت ومازالت دافعًا مستمراً للمضي قدمًا بثبات أكبر.

فبرغم ما يمر به الإنسان من عواصف قوية وأمواج البحر الهائجة، يجب أن يواصل السباحة في بحر الحياة بكل إصرار وعزيمة وقوة. لا يدع اليأس يتغلب منه ومما ألَمَّ به، بل يستمر في النظر إلى المستقبل بثقة وأمل، على ثقة قوية وإيمان بأن كل غروب يليه شروق جديد، وكل ليل يليه فجر مشرق.

وهكذا، مع كل نسمة هواء تمر على وجهها، تجد ريماس نفسها متحمسة لاستكشاف المزيد من الطرق والمغامرات، مدركة تماماً وعن يقين تام أن الحياة لا تتوقف عند حاجز معين، بل ستستمر في تقديم فرص جديدة وقوية ولكنها ليست للجميع، بل فقط لمن يستطيع أن يقتنص الفرص ولمن يجرؤ على استكشافها ومواجهة مصاعبها بعيون مليئة بالثقة والشجاعة.

بدأت تتحدث مع نفسها قائلة: "في الغد سأكون في أرض لم تطأ قدمي أرضها منذ زمن. لم أشأ الرجوع إليها الآن، ولكن إنه الزمن وما يخبأ لنا من مفاجآت."

نظرت إلى المرآة لتكمل: "آه نسيت.. لقد وعدت غيث أن اليوم سأفطر معه."

وقفت أمام الدولاب بكل رشاقة وشوق، وكأنها أول مرة ستتناول الإفطار مع أحد. "ماذا أرتدي الآن؟ لحظة، لماذا يشغل تفكيري.. إنه مجرد تناول الإفطار.. لا داعي لكل هذا الحماس يا ريماس."

ابتسمت لنفسها وأخذت تنظر إلى محتويات دولابها. قررت في النهاية أن تختار بنطلونًا أسود وقميصًا أسود فخمًا مصنوعًا من الحرير. ولأن الهواء باردٌ، أضافت سترتها الجلدية السوداء القاتمة. كانت تبدو أنيقة وقوية، جاهزة لمواجهة يوم جديد بكل ثقة وحماس.

نظرت إلى نفسها في المرآة مرة أخرى، وتأكدت من أن إطلالتها تعكس شخصيتها القوية والواثقة. ثم أخذت نفسًا عميقًا واستعدت للخروج.

ففي هذا البحر الواسع، يمكن أن تكون الحياة كسفينة تبحر في أعماقه لا تهاب ما هي مقدمة عليه، تجوب البحار بثقة وإصرار وكأنها لا تخشي شيئا، لتتحدي الموجات العاتية والرياح الشديدة. ولكن على الرغم من الصعوبات التي قد تعترض طريقها، والمفاجئات التي لا تخلو من رحلتها، فإنها تستمر في المضي قدمًا، لا تتوقف حتى تصل إلى ميناء الأمان.....

وبعد أن تجهزت، أخذت ريماس مفتاح سيارتها وكتابها الذي لا يفارق يدها، وخرجت من منزلها لتفاجأ بما رأت أمامها.

My Refuge - مُتَنَفَّسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن