شَاي بِالنَّعْنَاع

33 5 18
                                    

"الحياة تصبح أكثر جمالًا وقيمة كلما كانت أكثر مرارة، ولكن يجب علينا أن نتعلم كيف نستمتع بالجمال داخل هذه المرارة."

فيودور دوستويفسكي

تنعم الليلة بجمالها الخاص، حيث تتوهج النجوم في السماء كألآف الأحلام المتلألئة، ويتأرجح أغصان الأشجار بلطف مع نسمات الهواء الباردة التي تعصف بهدوء. تختلط رائحة الأرض الرطبة بنسمات الهواء النقية، مما يضفي على الأجواء لمسةً ساحرةً تملأ القلب بالهدوء والسكينة.

وسط هذا الجمال الطبيعي، تتحدث الآمال والأحلام الخفية، وتتساءل عما ستحمله الأيام القادمة.

يقف وحده في منزله أمام النافذة الكبيرة التي تطل على منظر ساحر محادثاً نفسه: "سأجدك يا ريماس.. وربما ... لن أتركك مجدداً حتى أعرف كل شيء عنك ...

هذه الليلة رائعة ... هل سيكون الغد مثل نسمات هذه الليلة

أم ستفاجئينني مجدداً يا آنسة!"

وفي تلك اللحظة، يصبح الغد كلوحة فارغة تنتظر أن يبدع الشخص في تلوينها بألوان الأمل والتفاؤل. قد يكون الغد مليئًا بالتحديات والمفاجآت، ولكنه أيضًا يمكن أن يحمل في طياته فرصًا جديدة ومغامرات مثيرة.

.............

السيارة تمضي بسرعة مذهلة عبر شوارع المدينة المتوهجة بأضواء الليل، والهواء البارد يتسلل إلى المقصورة مع كل زخة ريح. تتمايل الأشجار على جانبي الطريق كموج البحر، وتلمع أضواء المدينة بألوانها المتعددة، وسط هدوء يخترق الليل ويملأ الأفق بالسكون.

وفيما تتقدم السيارة، تقترب من إشارة المرور التي تضيء باللون الأحمر، وتتوقف السيارة بانتظار الإشارة الخضراء. تستغل الفترة القصيرة للانتظار لتمسك هاتفها النقال، وتقوم بإجراء مكالمة هاتفية مع أدهم.

"أدهم، ما الأخبار؟" تسأله بصوت متسارع مع اهتزازات السيارة.

"كل شيء بخير يا آنسة.. قد وصل إلينا خبرٌ أن التعاون سيتم غداً" يرد أدهم بصوتٍ هادئٍ ومطمئن.

وبنبرة واثقة تجيبه: "أجل، هل كل شيء جاهز؟"

"جاهز يا آنسة." يرد بثقة.

"هل وصل التنازل؟" تتساءل في قلق.

"بين يديَّ الآن يا آنسة." يؤكد لها بنبرة مطمئنة.

تتنهد قائلة: "جيِّد جداً، لنلتقي غداً في التاسعة صباحاً، كن مستعداً."

"على أتم الاستعداد يا آنسة." يجيبها بهدوء.

"حسنا، سأعود للشركة.. اترك التنازل على مكتبي واذهب لبيتك." تقول بصرامة.

"ولكن يا آنسة.." يحاول الاعتراض.

My Refuge - مُتَنَفَّسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن