مَرَّةً أُخْرَى

79 9 34
                                    

"الحياة كالقصيدة، لكل منا مساحته الخاصة للإبداع والتألق."

أحلام مستغانمي

Flash back

رفع رأسه ونظر عبر الزجاج الأمامي للسيارة، مستعرضًا المشهد أمامه مرة أخرى. شعر بأن هناك شيئًا يجب عليه فعله، ربما العودة إليها، أو ربما ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي. كان يعلم أن هذا اليوم قد حمل له شيئًا غير متوقع، وأنه لا يجب عليه تجاهل هذا الشعور العميق الذي اجتاحه.

ثم بدأ محادثا نفسه مجددا في قلق وحيرة من حالته التي وصل لها، "لا لا.. لا أستطيع إخراجها من عقلي ... هل جننتك هذه الفتاة يا غيث؟! ماذا بي.. ماذا يحدث معي؟! لما تشغل تفكيري.. لماذا أنا.. "

قام بتشغيل المحرك وأمسك عجلة القيادة بيديه وهو ينوي الذهاب اليها، "حسناً سأعود إليها، علني أُريح بالي من التفكير في تلك المجنونة الصغيرة."

وحين بدأت السيارة في التحرك، أراد التوقف ولكنه أكمل حديثه مع نفسه وهو في طريقه اليها، "لا أفهم إلى الآن كيف انا ذاهب إلى تلك المجنونة ... ألا يرن هاتفي الآن وينقذني مما انا مُقدم عليه. "

يبدأ في الخروج من المرآب ليذهب حيث أشارت اليه حين كانت تنوي أخذه معها، حتى وصل الي شارع ضيِّق، ينزل من سيارته بعد ركنه لها في مكان آمن تحت هذه السماء المليئة بالغيوم، استمر في المشي حتى وصل إلى نهاية الطريق، حيث يمتد أمامه بحر واسع. في آخر مبنى يمكن رؤيته، هناك وجد مقهى بسيط يبدوا انه قديم نوعا ما تعلوه لافتة قديمة ولكنها جميلة. اقترب من المقهى، برونقه وأناقته وعينه جاءت عليها من خلال نافذة المقهى قبل دخوله اليه فيتوقف ليتساءل في تعجب، "ها؟! " يُكمل كلامه بضيق واضح، "يبدوا أنها قد وجدت أحداً غيري لتشرب معه قهوتها تلك.. سحقاً، وانا من تكبدت عناء الرجوع إليها بعد أن وصلت.." وخلال سيره بعيدا اذ به يسمع صوتها وهي تصرخ في وجه هذا الشخص لينظر اليها عبر النافذة وعيناه متسعتان في اندهاش وغضب مما يراه

تصرخ به وجميع من بالمقهى قد نهضوا خائفين مما يحدث أمامهم في توتر وتساؤل، هل يتدخلوا ويساعدوها أم لا، فتبدأ في النظر لعينيه في ثقة وقوة وغضب، "أبعد يدك عني والا كسرتها "

غيث في خارج المقهى ينظر اليهما محادثاً نفسه في صدمة، "ماذا؟! "

فيقترب منها هذا الشاب بوجهه لتتقابل عيناه بعيناها يحاول ارباكها بما يفعل قائلا بصوت هادئ ومقرف، " هيا ... اريد أن تكسريها.. فإنها لا تريد فراقك"

وتتسع عيناه في اندهاش فقد رأي هذا الشخص من قبل قائلا في غضب، "ماذا يفعل هذا الحقير هنا؟! أليس هذا هو ... " ليقاطع أفكاره ما رآه أمام عينيه

بحركة من قدمها قد أوقعته أرضاً بعيدا عنها، وبصوت صارخ قائلة له وعيناها مصوبة عليه في غضبٍ قد اجتاح روحها، "أيها الحقير ابتعد عني، ألا تفهم؟ ... لقد انتهيت من حياتي "

My Refuge - مُتَنَفَّسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن