العَوْدَة

42 5 6
                                    

"في قلب كل شتاء ربيع نابض، ووراء كل ليل فجر باسم."

جبران خليل جبران

تغيب الشمس ويغيب معها الأمل والدفء، ويتعاظم الشعور بالوحدة والضياع، وتتسلل أشباح الألم والحزن إلى أروقة القلوب المظلمة.

تتجلى المشاعر بأشكال مختلفة، من الغضب والحنين إلى الفرح والحزن، كلها تتراقص في دوامة اللحظات الصعبة والتحديات المستمرة.

وسط هذا البحر الهائج من العواطف، يظهر الشجاع الذي يقبل تحمّل الألم ويستخرج منه القوة لمواجهة الظروف القاسية.

يتأمل في معاناة الآخرين ويمد لهم يد العون والتضامن، فالتقبل ليس فقط للآلام الشخصية بل أيضًا لما يعانيه الآخرون أمامنا.

خلال هذه الرحلة المليئة بالصعوبات والمصائب، لابد وأن يظهر النور في نهاية النفق المظلم .... حيث يتجلى الدفء في قلوب الجميع، وتتبدل الآلام إلى تجارب للتعلم وعبرة من كل ألم وجُرح.

لنكتب قصة الشفاء والأمل بأقلام ممتلئة بالصبر والتفاؤل، لتؤكد على قوة الروح وما تحمله من طاقة تستطيع فعل المستحيلات، لرؤية الصورة الحقيقية لتلك الروح عندما تزدهر.

يدخل كلا الرجلين بوسامتهما اللامتناهية إلى منبت الدفء في هذا العالم بالنسبة لهما، لأميرة هذا البيت الدافئ ليطرق غيث الباب.. ليسمع صوت طفوليّ جميل يخرج من خلف الباب ليدخل يجدها نائمة على سريرها بجانب كُتبِها وبيد الهاتف تنظر إليه والأخرى تم تثبيتها لأجل ما ثُبِّت لها من محاليل تغذية ومسكِّنات لألمها.. يهرع إليها طالباً بعض الدفء من صاحبة الجسد البارد تلك يقبِّل رأسها ...

قائلاً لها بصوت حنون: "اميرتي الصغيرة.. ما اخبارك !؟"

تجيبه بصوت مُتعب وابتسامة مرهقةٍ وروحٍ قوية: "بخير كن مطمئناً. "

ينظر الآخر إليها قائلا بصوت هادئ ومازحاً: "ولكن أنا لم اطمئن! أريد قُبلتي! "

فتترك هاتفها وتفتح ذراعها الوحيدة قائلة: " تعالي يا صديقي الوسيم."

يقترب منها يُقبِّل رأسها هو الآخر، فتبتسم له ومن ثم يسمعان غيثاً مُعلِّقاً بتساؤل وببعض الغضب: "الوسيم مجدداً؟!!! هل هو حقاً بهذه الوسامة ؟! "

ينظر عامر إلي ريما يتبادلا النظر بعد أن أمسكته من وجنتيه قائلة: "أجل يا خالي، ألا تري كم هو جميل!"

يضع عامر يده على وجهه مازحاً: " اااخ تجعليني أخجل يا اميرتي."

ثم يُبعد يده عن وجهه موجهاً بصره وكلامه إلى غيث ثم يغمز له: " وأنت لماذا غضبت؟ "

تبتسم ريما قائلة لعامر: " لك الحق يا صديقي الوسيم." ثم توجه بصرها الى خالها قائلة: " صحيح لماذا غضبت يا خالي؟! "

My Refuge - مُتَنَفَّسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن