دِفْئٌ دَاخِلِي

42 5 23
                                    

"ليس هناك ما يسمى بالصدفة الحقيقية، فكل شيء في الحياة يحدث بغرض ومعنى ما."

وليم شكسبير

الحياة، بتشابك خيوطها وتنوع تجاربها، هي عبارة عن نسيج متقن من الأحداث والمعاني التي تتكشف أمامنا تدريجيًا. في عمق هذا النسيج، يكمن فهم أعمق لما وراء الظواهر السطحية التي نعيشها يوميًا. حينها تتلخص جوهر الحياة وتنعكس الفلسفة التي تقودنا إلى التأمل في معاني الأحداث التي نمر بها.

في مسيرة الحياة، نتعرض لمواقف متنوعة، من الفرح والحزن، النجاح والإخفاق، اللقاء والفراق. قد تبدو بعض هذه الأحداث عشوائية أو بلا معنى، ولكن عندما نتعمق في فهمها، ندرك أن لكل منها دورًا في تشكيل شخصياتنا وصقل تجاربنا. الأحداث التي قد نعتبرها محض صدفة، هي في الحقيقة جزء من خطة أكبر، قد لا ندركها في حينها، ولكنها تتضح لنا مع مرور الزمن.

الإنسان، بطبيعته الفضولية، يسعى دائمًا لفهم مغزى وجوده والغاية من تجاربه. هذه السعي للفهم يمنحه القوة لمواجهة التحديات والقدرة على التحلي بالصبر عند مواجهة الصعوبات. إدراك أن لكل شيء في الحياة سبب ومعنى، يعطينا الأمل والثقة في أن ما نمر به ليس عبثًا، بل جزء من رحلة تعلم ونمو مستمرة.

الحياة هي مدرسة لا تنتهي، مليئة بالدروس والعبر التي تفتح أمامنا آفاقًا جديدة من الحكمة والبصيرة. عندما ننظر إلى تجاربنا من هذا المنظور، نكتسب القدرة على تحويل حتى أصعب الأوقات إلى فرص للتعلم والتطور. وهكذا، نجد أن الحياة، بكل ما فيها من تعقيدات وتناقضات، هي في نهاية المطاف رحلة مليئة بالمعاني العميقة والأهداف السامية.

استمرت ريماس في النظر ناحية غيث دون أي حركة وكأنها لم تتوقع ظهوره أمامها البتة في هذه البقعة من الأرض بالذات.. ويبادلها غيث النظر إليها ولكن بالنسبة له كان ينظر إليها نظرة انتصار.. ربما لأنه أراد حقاً الفوز عليها حين قال إنه يريد أخذ رقم هاتفها اليوم.. ولذلك كان التقدُّم من طرف غيث إلي أن وقف أمامها وفارق الطول بينهما واضح للجميع.. وما زالت عيناهما لا تفترقان.. وكأنه لم يبقي في هذا العالم سواهما.. ليبتسم قائلاً لها بصوته القويِّ ليزلزل به خلايا جسدها وبهذا الصوت تستفيق جميع حواسها: " أنتِ إذن.. ابنة القاسمي."

لتستفيق ريماس مما كانت به من صدمة.. بمحاولة منها راغبة في تشتيت عيناها عنه.. لكن ذلك لم يجدي نفعا لتجيبه بصوت لا يتخلله الضعف ولكنه قد زينته صدمتها بمن أمامها قائلة: "لم أتصور أن ابن العمريّ سيكون أنت."

ليبتسم ويدير وجهه عنها قليلاً قائلاً لها: "وكنتُ.. ما رأيك؟"

لتتعجب من سؤاله باحثة عن إجابة في رأسها عليه ولكن.. لم تجد فتجيبه بتعجب من سؤاله: "رأيي في ماذا؟"

My Refuge - مُتَنَفَّسِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن