الفصل 2: إعلان الحرب

38 7 3
                                    


في أحد العصور القديمة، توجدٌ طفلة ذات شعر أحمر..
تعيشُ تلك الفتاة في سوق الشعبي، وتسرق قوتها اليومي منه، حتى عُرفت ب" جيندا المحتالة"، تلك الصبية لم يكن لها أهل، ولا مسكن تأوي فيه من برد الشتاء، ولا ظل يحميها من حرارة الصيف، فقد كانت تنام بين أزُقة الطرقات كل يوم، هكذا كانت تعيش الطفلة " جيندا" ولكن إنقلب الموازين رأسًا على عقب ، بعد ١٠ سنوات من ذلك، حيث أصبح عمر الصبية ٢٥ عامًا.
تقول تلك الشائعة: هناك مجموعة مرتزقة يلقبونهم بالجناح الأسود، وتقودهم مرأة تدعى الشيطان الأحمر، من شدة إحمار شعرها، ولكذلك كناية لأفعالها الوحشية في المملكة، فقد كانت لا تترك قافلة تمرُ؛ للتجارة إلا وإستولت عليها، وقتلت ركابها، ولا تترك لا أحدًا يمرُ من عندما، إلا وحولته إلى ماضٍ يذكرونه آهالهِ بحسرة.
وفي أثناء إنتشار تلك الشائعة، كانت هناك فتاة تجلس في خيمتها، وتقوم بحدادة نصل سيفها، فدخلت عليها فتاة أخرى ذات شعر قصير أسود وعينين كالفهد، فقالت بصوت عالِ : يا جيندا، تعالي وأنظري على ماذا حصلنا.
رفعت الفتاة نظرها نحوها وقالت بتململ: كانا، ليس وقت سخافتك.
فردت كانا بحماس: صدقيني سيلفت نظرك ليس شيء تافه.
"جيندا"وهي تترك سيفها جانبًا: إن كنتِ إشتريتي حذاء جديد لنفسك وهذه مفاجئتك، فسأقتلك.
كانا: لالا، ليس حذاء تعالي وأنظري بنفسك.
فزفرت "جيندا" ونهضت من مكانها، وخرجت من الخيمة، فرأت حذاءًا جلديًا، فرفعت نظرها نحو كانا ونظرت لها ببرود.
فقالت "كانا" وهي ترتدي الحذاء الجلدي: تراااااه، أليس رائعًا؟.
جيندا بتهكم: قلتي أنهُ ليس حذاء.
كانا وهي تضحك: يالك من شيطان أحمر ، مسكين ويصدق كل شيء.
ضحكت "جيندا"، وضربت رأس صديقتها، وعادت إلى خيمتها؛ لتكمل حداد سيفها.

وفي الجانب الآخر، كان هناك ملك يقف أمام عرشه، قائلًا لوزيره: ما هذا العرش ؟ أنهُ لا يليق بمكانتي كحاكم.
فرد عليه الوزير بتوتر: ولكن يا مولاي لقد جلبت أفضل النحاتين و الحدادين، وهذا أفضل ما لديهم.
فصرخ عليه الحاكم وطردهٌ من قاعته، بعد أن توعدهُ بالقتل إن لم يجد عرش يليق به.
فخرج الوزير وهو مهموم، وظل يفكر ويفكر، حتى لاحظهُ مساعده، فقال له بتردد: أظنني أعرف كيف أساعدك.
إلتفت نحوه الوزير، فور سماعه، وأمسكه من كتفيه وقال: كيف؟
فرد المساعد وهو خائف: هناك قصر مهجور...... يعود للحاكمة وريثة العرش السابقة آرام.... أنها تملك قصران، أحدها التي إستولى عليها الحاكم الحالي....و الآخر هربت إليه... إن لديها عرش لا مثيل له، سيعجب الملك حتمًا.
صرخ الوزير بساعدة وقال : إين هو ذلك القصر؟؟
فرد المساعد: أنهُ فوق أعلى التل عند البحيرة النائمة..
ضحك الوزير وترك المساعد وقال له: أرسل الجنود إلى هناك وأستولوا على القصر بأكمله..
نفذ المساعد كلام الوزير، وبعد ثلاثة أيام ذهبت فرقة إلى المكان المنشود، ولكن سرعان ما عاد لهم الخبر بالفشل وأن الجميع قد ماتوا ولم ينجو سوى واحد، وقد سمحت لهُ الملكة بالمغادرة ؛ليوصل تهديدها.
غضب الوريز وقال لمساعده: كيف؟ كيف لها أن تتخلص منهم، ألديها من يدعمها؟
فرد الوزير خائفًا: على حسب ما أعرف أنها لوحدها تمامًا.
الوزير: غير معقول..
وبعدها قام بإرسال فِرَق أخرى، على فترات متفرقة، حتى يأس من تلك الهزائم، فجلس على مكتبه بهم، فلمعت في رأسه فكرة كبيرة، بعد أن لفتت أحد أوراق مكتبهِ، رسالة تبليغ عن فعائل مجموعة مرتزقة الجناح الأسود.
فضحك بمكر، ونادى على مساعده؛ ليقوم بإرسال رساله ملكية، إلى مخيم الجناح الأسود..
وفي أثناء وصول المساعد، إلى منطقة المرتزقة، رأى فتاة ذات شعر أسود قصير، تصوب نحوه، السهم وقالت من بعيد: من أنت وماذا تريد؟؟
توتر المساعد وقال: لقد أرسلني الوزير؛ لتسليم رسالة إلى قائدتكم.
أخفضت "كانا" سهمها ورافقته، إلى مدخل خيمة القائدة "جيندا"، فدخل بتوجس؛ ليرى فتاة ذات شعر أحمر، تحد سيفها، فجلس وقال: يبدو أنكِ الشيطان الأحمر.
تركت "جيندا" سيفها جانبًا وقالت بتململ: لمَ على الجميع مقاطعتي أثناء حدادتي لسيفي؟.... المهم لا عليك، لديك رمز على كتفك، فهل أنت رسول من القصر؟
فرد عليها وهو يمد لها رسالة: نعم، وقد طلب مني الوزير تسليمك هذه الرسالة، وأرحل.
أخذت "جيندا" الرسالة وقالت: أهناك جائزة؟
المساعد وهو يهم بالرحيل: بالتأكيد، لا شيء بلا مقابل.
فتحت القائدة الرسالة وبجوارها "كانا" بفضول، وبعد مدة قصيرها أغلقت "جيندا" الرسالة، فقالت كانا: لم أنهي قرائتها !!
فردت القائدة " جيندا " عليها، وهي تنهض ضاحكة: الرسالة للقائدة، ما شأنك بها؟... هيا أخبري الجميع؛ ليستعدو لغزو البحيرة النائمة، فبعد هذه المهمة، سنصبح من طبقة النبلاء.

نهضة الحُكم الراكدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن