دخلت " آرام" خيمة " جيندا" وقالت جازعة: رؤوس جماجم... أنهضي قطاع طرق....إنتفضت " جيندا" والتقطت سيفها صارخة: ماذا؟.... من هم؟
لم ترد " آرام" عليها، وإنما ركضت تصرخ في الأرجاء بكامل صوتها منادية على القافلة..
وبعد دقائق خرجوا فرسان القافلة ، ووقفوا في صف واحد؛ لأجل التصدي؛ للسهام، ولكن لم يروا شيئًا، فقال قائد القافلة الذي توسط الصف, بتعجب: أين العدو ؟
" جيندا" وهي تتلفت: لا أرى شيئًا، .....ربما قرروا الإختباء خلف الهضاب.
فقال القائد لفرسانه: إبحثوا في الأرجاء عنهم إذًا.
بينما وهم يبحثون، كان " دانزي" يدور بحصانه، من بين المخيمات، فلم يجد شيئًا، وعاد إلى " جيندا" التي كانت فوق هضبة ما، فنزل من على ظهر حصانه، وصعد على الرمال، حتى إستقر بجوارها: من قال أن هناك هجوم؟
" جيندا" وهي تنزلق من فوق الهضبة: توڤانا قالت ذلك.
" دانزي" وهو يلحقها: ولكن لا أثر لهم....يبدو أنها توهمت.
" جيندا" وهي تركب فرسها الأسود: توهمت؟
" دانزي" وهو يركب حصانه: ربما بسبب دواء معين من أدوية ليم، جعلها تتوهم ذلك .
لم تُعلّق" جيندا" على إفتراض " دانزي"، وعادت مُسرعة إلى القافلة، ولمّا وصلت، رأت مجموعة متجمهرين حول " آرام" يقومون بنهرها، فقال أحدهم صارخًا: هل جننتِ؟ أي جماجم يا هذه؟
" آرام" توڤانا صارخة: لستُ مجنونة، لقد رأيتهم بعيناي، لقد كانوا عصابة برؤوس جماجم.....لقد كانوا قادمين بإتجاهنا.
فرد القروي: أين هم إذًا؟
" آرام" توڤانا بتردد: أنا......لا.
مشت " جيندا" صوب " آرام" وأمسكت بيدها، وردت على القروي، بحدة بينما تبتعد برفيقتها عنهم: لقد رأيتهم يهربون.......لذا يجب أن تكون ممتنًا لها.
بينما وهما مغادرتان، قالت " آرام" بشتات ذهن: أنتِ لم تري شيئًا صحيح؟
" جيندا" دون أن تلتفت : لا أريد أن أقول هذا، ولكن يبدو أن ضربة ذلك الأصلع لكِ أثر على عقلكِ.
" آرام" وهي تفلت يد " جيندا" وتقول بغضب: لا تربطي الأمور بهذه طريقة رجاءًا......لقد رأيت حتى عصيهم المشتعلة، كيف تهيئ لي ذلك ؟
" جيندا" وهي تضرب جبين نفسها: ضربتك تلك لها علاقة وثيقة
" آرام" وهي تعقد ذراعيها: ماذا لو لم أتعرض لذلك، هل كنتِ ستصدقيني؟
" جيندا" وهي تدخل خيمة " ليم": لما رأيتهم أصلًا.
وبمجرد أن دخلت " جيندا" الخيمة، إنطلق صراخ عالٍ، جعلها تنتفض، ولمّا أدارت رأسها لناحية الصوت، وجدت أن " ليم" تختبئ في زاوية، وتقول : أسألك بالله أن تتركني حية....خذ ما تريد وإرحل.
أنت تقرأ
نهضة الحُكم الراكد
Narrativa Storicaتصادم سيوف....صوت دبيب أرجُل الخيول..... في معركةٍ أقسمَ قائِدُها، أن لا للتراجع، حتى إنتزاع راية الفوز... تبدأ قصتنا، من وريثة العرش الشرعي " آرام"، حيثُ ينتهي بها المطافُ هاربة بعد خسارة حقها بالحُكم، إلى قريةٍ بسيطة نائية، فتمكثٌ في برجٍ قريب من...