************************************في قرية تدعى " كافات" ، كانت تعيش فيها الطفلة "جيندا" مع أخيها الأصغر "ليرال"، وقد نشأ الأخوان يتيمان، في شوارع القرية.
لقد كانت "جيندا" تُكن كره شديد، لهذا المكان كثيرًا، فلم يكن أحد يراعي حالتها هي وأخيها، وفوق ذلك كانا يتعرضا للأهانة بشكل مستمر من قبل الأهالي، حتى جاء لهما رجل ذات يوم، ورأى "جيندا" تتعرض للضرب من أحد البائعين، فأمسك الرجل الغريب البائع: أوقف ما تفعل، لمَ تضرب فتاة صغيرة؟.
البائع وهو يستشيط غضبًا: هذه المحتالة، لقد سرقت صندوق التفاح وترفض إعادته.
جيندا: قلتُ لك لم أسرقه، أفلتني!
الرجل الغريب: بكم يساوي ذلك الصندوق؟
البائع بتردد: ١٥٠٠، يا سيد
فأخرج الرجل من جيبه كيس من المال، وأعطاه للبائع، وقال له وهو يأخذ "جيندا" منه: حسنًا أعتقد أنهُ قد سوي الأمر
البائع بإنبهار: بالتأكيد ياسيدي..
فأخذ الرجل "جيندا" بعيدًا، عن السوق، فتوقف وقال لها باسمًا: يمكنك الذهاب يا صغيرة..
إنحنت لهُ "جيندا" شاكرة، ثم ركضت بعيدًا، بإتجاة البئر، حيث كان أخوها ينتظرها، وعندما وصلت إلى مكانها المنشود، رأت "ليرال" يجلس فوق صندوق خشبي، فقال لها عندما وصلت: أختي!! لقد تأخرتي، كنتُ على وشك الذهاب للسوق؛ لأتفقدك.
"جيندا" وهي تتنفس بصعوبة: بالكاد أفلتني ذلك البائع، ولولا تدخل رجلٍ غريب؛ لأجبرتُ على إعادة صندوق التفاح.
قفز "ليرال"من فوق الصندوق، وفتحه، وأخرج منه تفاحة، وقدمهُ لأخته: كلي يا أختي، لقد تعبتي كثيرًا اليوم، وأنا من سيذهب لسرقة عشاء الليلة إتفقنا؟.
جيندا وهي تقضم التفاحة: مازلت صغيرًا عمرك فقط ٥ سنوات..
ليرال: وأنتِ فقط ٩.
تبادل الأخوان النظرات قليلًا بصمت: ثم إنفجرا ضحكًا، فقالت "جيندا" وهي تمسح دموع الضحك: ياااااه هذه الحياة القاسية جعلتنا أكبر من أعمارنا، إذًا سنذهب للسوق معًا، ماذا تريد أن تأكل الليلة.
ليرال بحماس: اللحم المشوي ...اللحم المشوي.
جيندا: لك ذلك، سنسرق اللحم المشوي، لكن كن حذرًا، بائعها شرس جدًا.
قفز ليرال متحمسًا وقال: لا عليكِ أنا لها..
وبالفعل عند مغيب الشمس، تلثم الأخوان وذهبا، إلى السوق الشعبي، وتوقفا عند مكان بيع اللحم، فأمسكت" جيندا "يد أخوها وهمست له: الآن..
فقام ليرال بالتسلل لداخل المحل، وأخذ طبقين، وخرج بسرعة، ولكن لم يفلت بفعلته، فقد لاحظهُ البائع، وقام بالإمساك بقميصهِ وسحبهِ بقوة، فنهرهُ: أنت!! .....أيها الصغير بلا ضمير، أتحاول السرقة أنت وأختك مجددًا؟، لقد تمكنتما المرة الفائتة من الهرب، لكن هذه المرة لن تفعل ذلك..
أنت تقرأ
نهضة الحُكم الراكد
Fiction Historiqueتصادم سيوف....صوت دبيب أرجُل الخيول..... في معركةٍ أقسمَ قائِدُها، أن لا للتراجع، حتى إنتزاع راية الفوز... تبدأ قصتنا، من وريثة العرش الشرعي " آرام"، حيثُ ينتهي بها المطافُ هاربة بعد خسارة حقها بالحُكم، إلى قريةٍ بسيطة نائية، فتمكثٌ في برجٍ قريب من...