الفصل 15: حِمل كما الحُلم.

0 0 0
                                    


داخلَ خيمةٍ صغيرة، في جوف قبيلة كبيرة، كانت الأنفاسُ تتسارع، و العيونُ تُحدق، في جو من الصدمة و الرهبة، حيثُ قام الرجلُ بالكشف عن وجهه، كان ذو عيون نيلية، وشعر أسود مموج، يرمقُ " مارلا " بيأس وكأنها ملاذهُ وخلاصه.

شهقت " مارلا " غير مصدقة، أن الملك " آبان" في ضيافتها، فوقفت وقامت بحركات عشوائية لا معنى لها، تنمّ على التوتر، قبل أن تُمسك طرفي ثوبها، وتنحني قليلًا بإحترام، وهي تقول بتلعثم: أنا آسفة على إستقبال سموكَ، في مكان مهترئ كهذا.

أشاح الملك بيديه: لا حاجة لتبدي احترامكِ، أنا هنا لتنقذيني، أنا من يجب أن يبدي احترامهُ لكِ.

صرخت" مارلا" بدهشة: لالالالا...لا داعي، طلباتكَ أوامر يا جلالتك.

بعدها جثت عند الملكة الراقدة، وبدأت تتفحصها، بجدية كاملة، وولاء خالص، بينما الملك يتحرك ذهابًا وإيابًا بقلق، صامت.

كانت " ليم" الصغيرة، ترى كل هذا بغير فهم، من يكون هذا الرجل؟، ولمَ " مارلا" تحترمهُ لهذا الحد؟...هل يجب أن تفعل مثلها؟..كل هذا كان يدور داخل رأسها الصغير، لكن كسرت سلسة أفكارها، ومشت بحذر صوب الملك، كي لا تزعج عمل " مارلا"، فهي تعلم أن أختها تغضب إن سمعت أي صوت، أثناء عملها، إقتربت من أذنه، وهمست: هل أنت ملك حقًا؟.

إلتفت إليها الملك، وقال لها بشرود ذهن: ما معنى الملك في رأيكِ؟

أثار السؤال فضول " ليم"، لكن مع ذلك أجابت بثقة: من يرتدي التاج.

ابتسم الملك؛ لردها الطفولي: الملك هو من يتصف بالحكمة، هل أنتِ حكيمة؟

ضحكت " ليم" بهمس: نعم ..نعم..هل هذا يعني أنني ملكة؟

فرد عليها: نعم أنتِ كذلك.

فقالت بتجهم مصطنع: اووه، ولكن أين تاجي؟

ضحك الملك بخفة، رغم شعورهِ بالضيق و الكرب، فمن الواضح أن الفكرة لم تصل ل" ليم" مثلما توقع.

ثم بعدها، أدار رأسهُ صوب " مارلا" حين رأها، تقف وتذهب إلى صندوق خشبي كبير، وتقوم بأخذ عدة أدوية مطحونة، من باطنه، فقال الملك بقليل من التفاؤل: هل خمنتِ ما أصابها؟

ردت " مارلا": ربما كوّنت صورة أولية، ولكن يحتاج الأمر بعض الوقت؛ لأخبرك ما أنا متأكدة منه.

إستبشر قليلًا، فلم يسمع طبيبًا من قبل قال له هذا، فإعتبر كلامها بمثابة " نعم"

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

استمرت الأوضاع هادئة، رغم قلق الملك و " مارلا"، فقد كان هو خائفًا على مصير زوجته المريضة، و هي كانت مرتبكة بشأن أتمامها لهذه المهمة، الأمر مصيري على عاتقها، وعليها أن تبذل كل ما بوسعها، لتعرف على الأقل العلة التي أصابت الملكة الشابة...الشخص الوحيد الذي لم يشعر بأي قلق أو إرتباك، هي " ليم" التي كانت تلعب مع الملك بين فنية و أخرى، أثناء إنهماك أختها الكبيرة في العمل، لقد شعرت أن الملك طيب جدًا على عكس أفراد قبيلتها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نهضة الحُكم الراكدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن