كانت لحظة إستيعاب " دانزي" لماضيه المُشين، حتى رأى رِجلًا عند مدخل خيمته يُعيدهُ لواقعه، فرفع رأسهُ؛ ليرى هذا الدخيل، ليجد " ليم" بإبتسامة عريضة: دانزي، القافلة ستتحرك في غضون، نصف ساعة، وأنت لا تزالُ نائمًا؟
فوقف، مُزيحًا اللحاف من عليه، بوجهٍ مهموم: سأستعد الآن.
لاحظت " ليم" ضيقه، ولكنها لم تقل شيئًا، وغادرت؛ لتكمل إستعدادها..
••••••••••••••••••••••••••••••
وفي تلكَ الأثناء، كانت " جيندا" في خيمة " ليم" و " آرام"؛ لتحاول إصلاح خلافها مع وريثة العرش .
فقالت وهي متربعة أمام " آرام" : أعلم أن أخذي لسيفكِ، سيزعجك، ولكنه حقًا بحاجة إلى تجديد، فأنتِ تعلمين أن مثل ، هذه الرحلات، تلفُ حولها المخاطر، ولو إستئذنتكِ، فلن تر......
قاطعتها " آرام" صارخة: الأمر لا يتعلق بأنني أحب السيف فحسب، ولكن غباءكِ الذي سيفضح هويتي....هذه السيوف، لا تُصمم إلا لمن هم من سلالة عريقة، أنا شبه متيقنة أن ذلك ال " دانزي" الآن يتساءل عن هويتي.
فقالت " جيندا" مُهدئة الوضع: أعرف كل ذلك، وقلت له إنه من غنائم الحرب، ضد جنود الوزير، و النبلاء يحاربون في هذه المعارك، كل شيء قلتهُ فكرت به مسبقًا، لن يشك بكِ كما تعتقدين
" آرام" بحنق، مضيفة على كلامها السابق، متجاهلة تبرير " جيندا": وفوقها، عرضتِ سيفي للسرقة، كيف لو هرب به بدل أن يعيده لنا؟
" جيندا" بتجهم: أتعامل مع دانزي منذ أربع سنوات، لم يسرقني ولا مرة واحدة حتى لذا؛ أعطيته السيف وأنا واثقة من إعادته لي.
" آرام": السيف سيفي، وأنا لا أعرف الفتى، لا تحاولي أن تجعلي من نفسكِ محقة، لقد أخطأتِ بأخذك له بكل الأحوال.
صرّت " جيندا" على أسنانها قائلة: أي جزء لم تفهميه يا هذه؟ نحنُ في قافلة، تتجه لمدينة تبعد عنها بمسافة أقلها أسبوع، وإن لم نحدد سيفكِ، فلن تكوني قادرة، على أن تصمدي طويلًا به، أمام قطاع الطرق.......أنا مضطرة لأخذه خلسة
" آرام" بغضب: ولمَ لم تفهمي، أنكِ عرضتِ سيفي للسرقة؟...... كان بإمكانكِ أن تأخذيني لذلك الصبي السخيف، ليقوم بتجهيز سيفي أمامي.
" جيندا" وهي تفقد صوابها: كوني أكثر شفافية، لو أخبرتكِ سترفضين!!........من المفترض أن تكوني واثقة به الآن، لقد أعاد السيف بالفعل.
وبينما وهما في ذلك الحوار، كانت " ليم" خلف الخيمة، تسترق السمع، جراء سماعها، أصواتهما التي ترتفع تارة، وتنخفض تارةً أخرى، فقالت لنفسها: هل توڤانا نبيلة؟.......لا يعقل.
خرجت" جيندا" بإندفاع من الخيمة، مما جعل " ليم" تختبئ بسرعة خلف حصانها الأبيض، الذي كان قريبًا منها، وتراقب خطوات المحاربة الغاضبة وهي تقول مخاطبة نفسها: سحقًا لغبائها.
أنت تقرأ
نهضة الحُكم الراكد
Historical Fictionتصادم سيوف....صوت دبيب أرجُل الخيول..... في معركةٍ أقسمَ قائِدُها، أن لا للتراجع، حتى إنتزاع راية الفوز... تبدأ قصتنا، من وريثة العرش الشرعي " آرام"، حيثُ ينتهي بها المطافُ هاربة بعد خسارة حقها بالحُكم، إلى قريةٍ بسيطة نائية، فتمكثٌ في برجٍ قريب من...