بعد الضيق يأتي الفرج ~

448 52 5
                                    

قراءة ممتعة ✓

*اعوذ بالله من خمول روحي ، وعصبيتي وأكتئابي المتزايد اعوذ بالله من همومي العابرة ، استغفرك ربي صمتا وفرحا وحزنا وعافية *

************************************
*
*
*
*
بعد مرور شهر من عودتنا وانتقال ، عائلة زوجتي للعيش معنا ، أصبحت عيون الريم خاصتي في احسن أحوالها ، فقد باشرت العمل بعد عودتنا في اليوم الخامس عشرة ، ومنذ يومها هي لا ترفع راسها عن أوراقها ، خاصة أنها أحبت مجال تعليمها للاطفال ، هي لم تكف عن الحديث عنهم لوالدتها، ولأول مرة أرى في عينيها الحب والشغف ....
كانت المدرسة قريبة من منزلي لهذا هي تمشي كل صباح رفقة نجلاء ، اللتي التحقت بالمدرسة هي كذالك
و لم تبرح عن الثرثرة لحصولها على صديقات جدد...
كانت خالتي حنين عونا لخالتي بهية سواء بالعمل أو بالحديث ، فهما متقاربتين سنا ..
كان منزلي يعم بالدفئ لأول مرة منذ رحلت إليه ، ولأول مرة أشعر هكذا ....
أما بالنسبة لعفراء ، فقد كانت معظم أوقاتها تقضيها رفقة العم صالح ، تتسامر أطراف الحديث عن الزرع والأشجار ، كانت الحياة في الريف بالنسبة لهم ، الملجأ والحرية من القيد .... وكنت أنا المعين بالنسبة لهم ، فمعظم الأوقات كنت أخرجهم معي للتنزه في المروج الخضراء ومع حلول فصل الربيع ...اكتسى المرج خضرته البهيه....سبحان الخالق ذو التدبير ...

___________________

بعد مرور شهر من وفاة والدي ، بدأت أشعر بالتحسن خاصة أنني بدأت العمل في المدرسة ، كان الجو جميلا ، مع بداية الربيع ، تعرفت في مدة تدريسي إلى العديد من الأشخاص ، من بينهم أساتذة وأولياء تلاميذي....كنت اعود إلى المنزل كل مساء رفقة نجلاء اللتي أحبت المكان ، والآنسة ديانا ، بعد أن اصبحنا صديقتين ، رغم كونها أجنبية إلا أننا تأقلمنا كونها تعرف اللغة العربية مما سهل علي التواصل ....
كانت لطيفة جدا ذات ملامح هادئة و جمال رباني سبحان الخالق المبدع ، اكبر مني بسنتين اي ذات ٢٢ ربيعا  ....

لم استصعب الأمر ...لكون المنطقة ريفية..
بل احببت المكان وأهله ، سبحان الله ، الجو هنا مختلف تماما عن المدينة ، بعد مرور شهر أحسست بانني شخص آخر ، خاصة أن رعد لم يكف عن اصطحابنا إلى المناطق الخلابة ....

بعد عودتي ، ذهبت الى أمي الحنون اقبل يدها فهي كنزي من بعد رحيله ، كنت ألمحها في الكثير من الأحيان تمسح عينيها الحمراء ...هي لم تنسى ولن تنسى رغم ذالك هي تحاول ، أخبرتها عن نهاري كيف قضيته مع الاطفال من كل الاعمار ، وعن كيفية تقبلهم لي بعد بداية الرفض والخوف الاولى ....

بعد أن قصصت عليها يومي ...هممت بالصعود إلى غرفتي ، وكانت المفاجأة رؤيتي لرعد الغير متوقعة ، عاري الصدر علت وجهي ببعض الحمرة ، أحسست بصدمته المتبادلة ...لاقول :_ا...ا...اسفة لم اعلم بوجودك !!

ليرد :_ عليك أن تعتادي وجودي من الآن فصاعدا ، فكما تعلمين نحن نتشارك الغرفة من جديد قالها بعد أن علت فمه ابتسامة لم استطع تفسيرها ....

لاقول بعد أن إزدردة لعابي :_ رغم كوننا نتشارك نفس الغرفة ، إلا أن لكل واحد منا مساحته الخاصة ...
ليرد ببرود بعد أن ارتدى قميصه :_اعلم ، وايضا الم تملي من جملتك هذه ، أنا لست أسدا وانت لست الفريسة لأسمع تهديداتك في كل مرة ...قالها بعد أن افترش مصليته ...وبدأ في التكبير ...لم أجد ما أقوله فتقدمت ،  الحقه لأصلي فرضي .....

***********
بعد أن حل المساء ، كنا على سفرة الطعام ، وكالعادة كان الصمت سيد مائدتنا ، إلى أن تكلم رعد اخيرا كاسرا بذالك الصمت القاتل ..  موجها كلامه الى أمي  :_
هل اعجبك المكان خالتي ؟؟ ..
لترد أمي بصوتها الحنون :_ الحمد لله يا ولدي ، فكل هذا الامان والاستقرار بفضلك ، لتقول مجددا من بعد سكوتها ...
أرجو أن لا نكون نحن العبئ عليك؟؟ ...

ليقول بسرعة:_ استغفر الله يا خالتي ، كيف يمكن للجنة أن تكون عبئا ؟؟

استشعرت احمرار امي القائلة :_ ليحفظك الله ، و يمدك باالبنين والبنات ، لتخرج عيناي من مكانهما بفعل الحساء ....شربت كوب الماء المقدم من طرف عفراء، نظرت إلى وجهه ألمح ابتسامته المعهودة.. ليقول اخيرا :_وان شاء الله يا خالتي ، فقط اذكريني كثير في كل دعواتك ...
ل تبتسم امي وتقول :_ وهي كذالك ، يا ولدي
ويعود الصمت الينا مجددا ....

//////////

بعد أن دلف كل واحد إلى غرفته ، لاستقبال سلطان النوم ....صعدت إلى غرفتي خلف رعد ...اناظر عرض منكبيه من الخلف وطوله الفارع ، كان ليكون الحلم بالنسبة لزوجته ، لو لم تكن انا ، فهو حقا وسيم  حد اللعنة ، شعره اللذي بدأ بتطويله زاده من الفتنه كوبا .وعيناه الساحرتين ذات اللون الرمادي يشبه كثيرا تماثيل اليونان ...بعد أن دلفنا إلى الغرفة ، سألني عن يومي ؟؟..
لأرد على سؤاله المتكرر طيلة شهر ؟؟...وكما اعتدنا بعد كل عشاء ...؟؟

:_ الحمد لله ، اخيرا نلت استلطافهم ..

:_ حقا ، كيف حدث هذا ؟؟!! قالها بتعجب كاذب

:_ ولما لا انا معلمة ، جميلة خلوقة ، ولطيفة ، لما لا أعجبهم ؟؟؟؟؟

ليقول :_ لطيفة اذا ، انا احسدهم ...

لترد :_ هل تشعر بالغيرة؟؟ليقول:_ ولما لا ، أليس من الأفضل لو انال انا استلطافك ؟؟

لأقول بضحكة:_ عد الى الوراء ، وتلقى استعطاف..
ليرد :_ ليتني ...ويدخل فراشه ، ويمليني  ظهره  اللذي اعتدت عليه تقريبا منذ أن حددنا مكان نومنا.... 
_________________________________
السلام عليكم 💜💙💙💙💙 أمل أن يكون الفصل قد نال اعجابكم ...أخبروني في التعليقات ...عن ما أعجبكم في رعد وريم ...واي شخصية تفضلون ؟؟
أخبروني عن اقتراحاتكم، ولا تنسو دعمي ...لأكمل في اقرب وقت ...احبكم 💙💜💙💜💙
          




عيون الغزلان~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن