-
بسم الله الرحمّن الرحيمّ
-لعلّ الأقدار فاقت الصدفَ
ولعلّ حياتنا تتغيّر من شيءٍ إلى شيءٍ أخر
ولربمُا مكتوب باللوحّ المحفوظ
أن لا حظّ لمن يتبعُ هواه
-أمام منزل صغيرِ يكسيّه الفقر
يتأملّه يتأمل ضعف المنزلّ يعلّم أنُه لو أتتّهُ
رياحٌ لهشمته لقطع صغيرهّ حينها لنّ يجد مأوى
هز رأسه بالرفض وأستيقظ من تأمله على صوتٍ ناعم رفع نظره لهاّ أبنته الكبرى ياسميّن التي ترتديّ
فستان باللون الأصفر بهِ ورود صغيره ، يتأمل إنعكاس لون الفستان ببشرتها البيضاء وشعرها الغجريّ
: بابا يهوهّ أنا هنا ؟
هز راسه لطرد الأفكار
أبو ياسمين : لبيه ي بنتي؟
ياسمين بنعومه: ليّا ساعه أكلمك يبابا وأنت مو معاي
أبو ياسمين بضيق : معاك يبنتي معاك لكن..
قاطعته بعتب : بابا شوف كيف صرت ! نحفت وتعبت أحنا قلنا لك الف مره راضين بالفقر الي حنّا فيه وقلت لك اني بدور وضيفه تساعدنا الله يخليك لاتضيّق خاطرك ،
وأكملت بإبتسامه يبّان فيها غمازتينّ تكسو وجهها :
واليوم بنتعشى خبز ولبن يكفينا كلنا يلا تعال
هز رأسه وهو يتحامل إخراج ابتسامه ل أجل خاطرها يعلّم كم هي تحاول إسعاده
أمسك بيدها وهم متوجههين لداخل المنزل
أغمض عيونه لتهدئه أعصابه من صوت صراخها
: أنا قلت ألف مره ! مستحيل نقبل من إي شخص
لقمه وحده مستحيييلل يلا أرميها بسرعه
أبو ياسمين بتمالك أعصاب : الريّم
أخذت نفس وهي تلتفت لترى أبيّها بجانب ياسمين
: لبيه
أبو ياسمين بعصبيه : إنتي شايفه حالتنا ! أنتي شايفه الفقر الي يغزينا انتي شايفه إني حتى ريال م أقدر أجيبه !! أنتي شايفه أن تمر ليالي وننام ومعدتنا فاضيه ! ،
وبصراخ يضجّ بالمكان : أنتيي شايييففه أو لااا !!
كل الي يهمك عزة نفسك لا أبوها من عزة نفسّ
بتذبحكم من الفقر لو أمك هنا..
شدتّ على يده ياسمين لمحاولة تهدئته : هديّ يبابا أنت تعرف طبع الريّم إستحاله تقبل لقمه من الغيّر
همس بخفوت : أستغفرالله ، ليه يبابا تحبين تعصبيني دايم؟
الريّم: الله ! صرت أنا الي أعصب بك ؟ صرت أنا الي أرفع ضغطك عشان وش؟ عشاني رفضت أقبل أكلّ من أم سعيد؟
وبصراخ : جعلنّا نموت من الفقر ! عسانّا م نتهنى بلقمه يتصدق فيها الغير علينا! إذا أنتو كرامتكم م تهمكم ولا حتى عزة نفسكم هذيّ مشكلت..
شهقت ياسمين بخفه : بابا ! ليش تمد يدك؟
م حسّ الا أصابعه مرسومه بوجهها العذبّ
أنزل يده بخفوت وبصوت هادئ : عشاني صرت أهتم لنفسكم واهتم لصحتكم ونقبلّ الأرزاق الي تجي من الغير صرت مو عزيز نفس يالريّم ؟ أنا
ي سلطان صارت كرامتكم م تهمني وكرامتي ؟
ليه؟ قولي لي ليه ؟
أنزلت رأسها وهي تعرف أنها جرحته بالكلام شدّت على يدها وبهدوء : مو قصد..
قاطعها وهو يأشر لها بالسكوت : مو قصدك وأخرجتي الكلام هذا كله ؟ لو كان قصدك وش بتسوين؟
رفعت نظرها له وهي تمسك بإيده وتسحبه يجلس على الأرض وجلست بجانبه
الريّم : لاتفسر كلامي عكس الي بخاطري أنا مابي نقبل اكل لان عزة نفسنا تصعبّ علينا نأكل لقمه انا أدري بمدى الفقر الي حولنا حتى أحيانا يمر أيام م ناكل لكن الرازق الله ي بابا والمغنّي الله
مقصدي أنو م نقبل من أحد شيء أنت شايف الناس الحين تتصدق مو عمل خير تتصدق عشان تلفت أنتباه الغير وتصورّ كلهّ وجهه ونفاق
مانبي ناكل لقمه تكون محسوبه علينا عشان الغيّر يعرف أنهم أعطونا
هذا قصدي ، وبهدوء : أنا أسف
هز رأسه وللحين أدرك أنها الريم أبنته الواسطانيه إستحاله تقبل بشيء عكس أخواتها شخصيتها شُجاعه نفس أمها بالضبط
أبو ياسمين بهدوء: المره هذي بعديها المره الجايه راح تزعليّن من تصرفي الي م راح تتوقعينه
هزت رأسها وهي تتصنع الابتسامه ، إستحاله ترضى ابوها يزعل منها لانه دنيتها ولانه حياتها م تملك سند غيره م تعرف لا عمٍ ولا خال كل الي تعرف أبوها وخواتها وأمها المتوفيه ،
قاطع صوت مشابه لياسمين : بابا أنا جوعانه
ابتسم: الحين تاكلين معانا خبز
ورد بنرفزه : بابا خبز خبز خبز خبز انا بطني أوجعني
ابو ياسمين بضيق : خلاص يبابا إن شاء الله بكره أشتغل زياده وأوصل أغراض أكثر عشان يزيّد ابو راجع من الفلوس الي يعطيني ونجيب لك أكل
ابتسمت وهي تجلس بالقرب منه
ياسمين : يلا بجيبّ العشاء
خلال دقائق وهو أمامه خبزه على قّد كف اليّد
وبجانبها لبن
ابتسمت الريّم وهي تمد يدها وتسميّ أكلت قطعه صغيره وهي تحاول تبين ل أبوها انه لذيذ عشان يقدر ياكل
ابتسمت لما شافت إياديهم تمتمد للخبز واللبٍن
أكلت لقمتين لا أكثر وهي ترفع نفسها ،
تتوجه لغرفتها
ابو ياسمين : اكلي ي الريّم؟
الريّم: معليه يبابا شبعت الحمدلله ابي اروح أمشط شعري وأنام ، بكره بيكون مشواري طويل
هز رأسه وهو يعلم انها م اكلت الا خفيف عشان يتبقى لهم ،
مشت متوجهه للغرفه وهي تشوفّ قزازه صغيره تعكسّ وجهها تاملت نفسها جميله جدًا ترى أمها فيها
عيونها تشابهّ أمها تعلّم أن امها أسمتها الريم ل أجل عيناها المشابهه للريّم الغزال،
وجهها يشعّ النور منه ، همست بخفه : ياتُرى من بشّع حياته نور ؟
أمسكت المشط وهي تنزلّ قطعه القزاز وهي تمشط شعرها الواصل ل أسفل ظهرها ، م تتعب فيها شعرها لانه ناعّم أو كما يقُال عنه ، شعرها حريرّ
أنزلت المشط وهي تتوجه لفراشّها على الأرض وهي تفكر ؟ ياتُرى راح تلقى وظيفه ؟
أغمضت عيونها والأفكار والخيالاتّ وربما أسالتها المتكرره ، ماذا سيحدثُ عند غد ؟
,
في الصبّاح الباكر الساعة الخامسةّ وعشرون دقيقه
ترتديّ حذائها الأسود ، رفعت رأسها وأعتدلت للوقوف
رأت والدها أمامها وأخوّتها أبتسمت وهي مدركه ! أنها قويه للحد الذي يجعلهم ينظرون إليها وكأنها سبيلٍ للنجاة
بهدوء : صباح الخيّر
ابتسمت وهي تجلس بجانب والدها
أبو ياسمين: الساعه ٤ العصر وأنتي عندي
الريّم هزت رأسها بالموافقه : بإذن الله ، أدعو لي
ياسمين : ليش ريوم لابسه اسود هذا وظيفه مو عزاء
كان لبستي شيء يعكسّ جمال شخصيتك ليش اسود؟
الريم : يمكن لأن م عندي شيء ثاني ألبسه؟
ياسمين : تعالي أعطيك من فستانيني او تنوره ؟
الريم : لا لا حبيبتي شكرًا ما احب النوع هذا
ورد بشماته: تستاهلين ياسمين ، يعني ولا كأنك عارفه أنها م تحب الا كذا
ياسمين هزت رأسها : اشربي الحليب عشان توصلين وأنتي فيك طاقه ، ولا تقلين ادبك مهما صار ، وأبعدي عن المشاكل وأتركي اللسان الطويل هنا وا..
قاطعتها الريم بضجر : أففّ ياسمين أفف محاضره مع الصبح ليش؟
ابو ياسمين: واختك صادقه ! كل الي قالته أسمعيه على الاقل لين تكسبين الوظيفه
الريم وضعت يدها على كتف والدها : ادري انك متضايق أني ادور وظيفه لكن ، أنت أعرف ليش أنا دورتها والحين بطلع أكيد وصلت عذاري ولها ساعه تنتظرني
ابو ياسمين: أستودعتك الله عساكَ م تردين لي خايبه
ابتسمت وهي تشعر بمدى الطاقه الي فيها ركضت للخارج وهي تشوف عذاري تأشر لها بيدها أدركت فعلًا أنها تأخرت عليها
ضحكت بخفه وهي تركب : يصباحَ الخي..
عذاري بصراخ: يوصخه لك ساعهه جالسه داخل وانا هنا أنهلكت من الانتظار
ضحكت الريّم : هديّ يقلبي هديّ اليوم بالذات مانبي إي مشادّه بينا
عذاري بإبتسامه: يارب تنقبلين يارب
التفت لها الريم : انتي من فين لقيتيها ؟
عذاري: الريّم حبيبتي الف مره قلت لك ان صاحب الشركه ابوه يصير صديق ل ابوي وفتحُو مجال للتوظيف ف قلت أقولك قبل الكل عشان لعلك تتوظفين
الريم بهدوء: الله يكتب الي فيه الخير
عذاري: عاد الله يعينك إذا توظفتي يقولون مدير الشركه أكبر سايكو
الريم بخفه : م يهمني ، إذا أنا بساعد أبوي بالي اقدر عليه
عذاري : اذا تبين شيء قولي لي عادي أساعدك ترى
الريم هزت رأسها بالنفي وهي تتأمل القريه الي هم فيهم ، تدرك مدى هلاكها ،
وإيضًا تعلم ان العذاري أنها غنيّه م تدري كيف الصدف جمعتهم ببعض برغُم إختلاف شخصياتهم
-
الساعه الثامنّه والنصف ، تشعر بدقات قلبها وكأنه بيخرجّ من روُحها ، تلفتتّ يمين وشمال ترى إختلاف جذري عن قريتها هنِا مدينة مبانيّ كبيره سيارات عديده وفخمه ألقت نظره للبسها ترتدي بنطلون باللون الأسود وبلوزه باللون الأحمر وجاكيت باللون الأسود وحذاء إيضًا باللون الاسود وعباة باللون الاسود
وضعت طرحتها بإهمال على شعرها الأسود وهي تنزل بالقرب من عذاري ،
عذاري: إذا جات المقابله حاولي قد م تقدرين لسانك تقصينه
الريم : افف! ترى طفشوتني مو يكفي الي بالبيت وتعليماتهم
اقول يلا شوفي الباب هناك خلينا ندخل
تقدمت وهي تسيّر بخطى لاتعلم إلى أين؟
وطأت قدمها وهي ترى خطوتها الاولىَ ترى الحلمّ ترى الخيال
رفعت رأسها وهي تسمع ضجيج وهمسات ، صوتَ كعب
ودقاتّ عقارب الساعه ، رائحة عطور ممزوجه برائحه القهوهُ الي تفوحّ بالاجواء ، تقدمت وهي تمشي بالقرب من عذاري، بخطوات شموخٍ تعلم أن قبلتها الوظيفه تكون نجاة لأهلها وإن رفضتها تعلم مدى اليأس الذي سيحملون، تابعت خطواتها بإتجاه عذاري،
عذاري : شوفي أجلسي هناك وهم بينادونك وإذا نادوك إدخلي الغرفه هذيكَ وحاولي تجاوبين أجوبه نموذجيه ترى كلشي مسجلَ وقوانين الشركه تختلف تمامًا عن الشركات الثانيه ،
الريم : طيب ، أبي قهوه
عذاري بصوت مكتوم من القهر : أنا أكلمك بشيء وانتي بشيء ثاني ، ي بنت!!
الريم بخفه: والله فهمت التعليمات هذي ألف مره عدتوها علي ، عطيني قهوه م معي قميتها
عذاري : م بجيب لك موتيّ
الريم بضحكه : عذاريّ
عذاري بخفهّ : يقلب العذاري ، صوتك يدُوخ يبنت
ضحكت الريم وهي تتوجه للمكان الي قالت عنه عذاري
جلست ، تشعرّ بدقات قلبها ، رفعت نظرها للفوق رأت السماء ، ابتسمت بإعجاب للشكل، لربُما المهندس أبدع فيه ، بحيث يمكنهم رؤية السماء والزجاجَ الشفاف ،
عذاري: حبيبتي أنا هنا صحصيّ معي
الريّم:أدعي لي عذاري
عذاري: وكليّ أمرك بإذن الله تنقبلين وخذي القهوه
اخذتها الريم وهي ترتشف منها شعرتّ بشعور غريبّ حينما سمعت نداءً لها
: ريّم بنت سلطان .... تتفضل
عذاري بهمس : لاتتهاوشين معها عشان أسمك بليز
هزت رأسها الريّم وهي تتوجه للغرفه ، تاركه خلفها عذاري تحوطّها بالدعاء ،
وبالقرب من الباب وبصوت خافتَ لنفس الفتاه التي أستدعتها : أسميّ الريّم مو ريم
وتقدمت وهي تدخل سمّت بالله ،
: حياكَ الله تفضلي
أشر لها على كرسي مقابل لهَ
هزت رأسها : زاد فضلك
: أهلاً يريمّ الي..
قاطعته بهدوء : لو سمحت أسمي الريّم وليس ريم
رفع حاجبه بإستنكار : مو مشكله يالريّم
وبهدوء أكمل : انتي اليوم جايه بطلبَ بوظيفهَ في الشركه هذي ، إنتي تعرفين الشركه هذي أكبر شركات الدولَ العربيه وأيضًا موظفينها من أشطرّ الاشخاص ولهم شهادات عالية ، إنتي قدمتي على وظيفه بشهادتك الثانويّه يالريّم وأنتي عارفه ..
قاطعته بهدوء : لو سمحت ي.
: زيد
هزت رأسها وهي تكمل : يازيد أنت جالس تقولَ كلام لا يوديّ ولا يجيب انا هنا عشان طلبي للوظيفه ومقابله شخصيه ، م راح تجلس تعلمني أني سجلت بشهادتي الثانويه ،
زيد بإستنكار كيف تتكلم كذا أو ربُما كيف تجرأت قرر يتماشى مع الوضع ويشوف النهاية: إن شاء الله
أسمك كامل
الريم : الريّم بنت سلطان
: أعطيني ثلاث أسباب لإختيارك شركتنا مو شركة أخرى
الريّم : قريبه مني ، راتب عالي ، شكلها حلو
رفع حواجبه يتمنى أنها جالسه تستهبل وتضحكَ لكن الواضح له تتكلم بكُل إريحيه وثقه
هز رأسها وهو يكمل الاساله ،
-
تهز رجلها بتوتر تعرف صديقتها الريّم أنها مستحيلَ تسكت عن شيء وبتجاوب أجوبه عكس الي جلست أسبوع تحفظّها فيها ، رفعت راسها لما خرجت الريمّ عجزت تستّدل بملامحها إي شعوري
عذاري بحماس : هاه قولي وش جاوبتي
الريم وهي تذكر لها التفاصيل
عذاري ضربتها على كتفها : يحماره ألف مره قلتّ لك م تقولين كذا الحين احسن مافيه وظيفه
الريم : عادي خيّرها بغيرها
عذاري : أوفف يبنت اوفف اجل مسجله عشان راتبها عالي ليش م قلتي سجلت لانيّ اتمنى أن..
الريم بمقاطعه : بسّ بس الله يخليك مالي خلق إيشيء خلينا نرجع توقعت إني بطول لكن الحمدلله برجع بدري
عذاري هزت راسها باستسلام وهي تمشي مع الريم
شافت الريّم وهي تمشي بثقه ، تعرف مدى الفقر الي يهلكهم ولكن م عمرها شافت لابسه لبس سيءّ صحيح أنها تكررَ بالملابس لكن ذوقهاَ عالي ، تتمنى الريم تصير غنيه عشان تستكشف ذوقها
-
أمام منزلها تجّر خطواتها للدخول وقفت خطاها عن التحرك
: ريم ريومه الريم ريم حبيبتي صح؟ الريمّ ريومه
بلعت ريقها بخوف وهي تدركَ ان سعيدان المجنون بخلفها التفتت عليه لترى بيدهّ حجرَ ..ماذا تخفيّه الأيام ؟
١١:١١
-
الانستا
rewaih7
أنت تقرأ
أنتي مجبنةً لي وأنا الشجُاع .
Poetryلماذا ! لماذا من بيّن عتبات الأيام والسنين أجدك؟ لماذا رأيتك على هيئة رزقٍ لي ؟ لماذا وجدتك وأنا بنوّر الحياه أشعّ ؟ ولماذا عدُت أدراجي مُحملةً بالظلام؟ - كيف؟ كيف وجدتك ؟ كيف من بيّن الظلام الدامس أراكِ نورٍ لي ؟ كيف أصبحتِ مجبنةً لي وأنا الشُجاع ؟...