-
"عُدنا إلىٰ نَفْسِ الأمَاكنِ لهفةً،
لكنَّها ما عَادت الأيّامُ"
-
سلطان : انا ضعيف يابنتي
الريم : مو ضعيف انت مو ضعيف ! تعال بنحلّ الموضوع ونتفاهم معاهم وإذا ما تف..
قاطعها : عندهم حل بدون محاكم وقضايا وبدون ما يقتلون بنتي
الريّم : اي وشهو ؟
سلطان : تتزوج الي كانت بتقتله
شهقت بصدمه : حسبي الله والله أنهم دارسين الموضوع دراسه ! مستحيل هذا الموضوع يجي من صدّفه ، مخططيّن له تخطيط
سلطان : حسبي الله وكفى
الريّم : أمش معي نفحصك
سلطان : ماف.
قاطعته الريم : بالله يبابا لاترفض مانبي يصير لك شيء ،والله وقتها ما نتحمل
هز راسه وهو يتبعّها ، ناظرت فيه وهمّ يقيسون له ضغطه : برجع للبنات بشوفهم وأجيك
سلطان هز رأسه وهو يطلّق العنان لدموعه من جديد تنهمّر ،
طلعت من الغرفه وهي تتوجه للعناية المركزه
ما بتسمح ل إي شخص يبكي ابوّها ويثبت له أنه ضعيف ! وهم الأقوياء
تقدمت من الغرف وهي تشوفّهم ميلت شفتيها ماتعبت لأنها سالت ابوها بنصّ سرده للاحداث عن رقمها ، تقدمت وهي تشوف امام الباب ممرضه
الممرضه : ممنوع الزياره الآن
الريّم : أنا أخته وأبي أشوفه لو سمحتي
الممرضه : ا..
قاطعها : تقدريّن تتركينا لو سمحتي
لفت راسها الريم وهي تشوف شخصّ يشّع منه الثراء ،
: تفضلي تبين تزوينّه للاطمئنان او تتشمتين ؟
الريّم : عسّاه من الحال هذا واردى ، انا جايه اقولك انك بتوصل لسابّع سماء ما وصلت لمبتغاك
: ما شاء الله أشوفك جايه تعلنين الحرب ؟
الريّم : أعلّنها وأحرقكم واحد واحد، مايمشي علي حركاتكم المدروسه ، معدلين على المقطع وكأن ورد فعلا قتلته ! ماتخاف الله أنت ؟
: أنا أقولك شوفي المحكمه تبعد عن هنا نص ساعه ، فيك ترفعين قضية
الريّم : وليش اخسّر وقتي الغالي على ناسٍ رخيصه؟
عض على شفتيه بقهر : طيب انا اقولك قولي ل ابوك ان الدعوى بتنرفع عليه بكره ، واصلا لو فكرنا ننتنازل عنكم ما بيتركم الحق العام ، وبكذا تروح حياة أختك كلها هذا غير المبلغ الكبير الي بنطلبه بحق أخوي
الريّم : شّد حيلك ولو تبي اجيب لك محامي انا حاضر
أعطته ظهرها ما تتركه مجال يتكلم , تمشي وكل تفكيرها
ليه ورد بالذات !
تعرف أن كل شيّء صاير خلف شخص مجهول ،
تقدمت لوالدها تسنده ،
الريّم : لاتقول لورد شيء ، انا بقولها
سلطان : عذاري لا تدري
الريّم باستغراب : ليه ؟
سلطان : لحد يدري وكفّى ، لو ادري انك قلتي لها صدقيني لأزعل منك
الريم : أبشر
سلطان : أوجعت ورد
الريم : ردة فعل ، مستحيل تحاسبك عليها
سلطان : ماعمري مديت يدي عليها
الريم : أنت ابوها ولو تكسر راسها ما تقول شيء
سلطان : أكيد انها تبكي
الريم: بنراضيها ، انت الحين لاتفكر
وقف سلطان وهو يرفع نظره عليها : بيرفع قضيه
الريم : يشّد حيله
سلطان : جّار الزمن فيني يالريّم
أمسكت يّده الريم وهي تبتسم له : خلك أقوى من أنك تنهزم من أول مره
سلطان : ليه يظلمون ؟
الريّم : مرّد الظالم يطيح بكيّد نفسه
سلطان : حسبي الله ونعم الوكيل ،
الريّم : لو اعرف أسوق كنت بسوق بدالك
هز رأسه وهو يتوجه للسياره ، يحاول يخفي بحّر عيونه عن بناته ، يسمع نحيبّها وبكاءها دليلّ انها ما تعودت على ضربه ، عُمره ما رفع إيده عليها
هز رأسه بآسى وهو يناظر الطريّق المُبلل دليل حدوث الآمطار ، خفقٍ قلبه من الضيق من جديد ، يتذكر لما تناقشت مع الريّم
" الريّم : بس البحر غدار يورد
ميلت رأسها ورد وهي ترتشف عصيرها : غدار مع الكل إلا أنا "
والحين ؟
غـدار ؟
تابع طريقه وهو يقف أمام منزله ،
نزل وهو يشوف ورد تركض للداخل وياسمين تتبعها ،
الريّم وهي ممسكه بيده : لاتخاف عليها
سلطان : براضيها وأقول لها أنا
الريّم : ترى بايّن عليه أنه ضعيف نفس ما يقدر يأذي نمله ، لاتاخذ بكلامه
سلطان : أخاف
الريّم : من ؟
سلطان : أخاف أخسركم
الريّم : ما بتخسرنا ولا بنخسركم ، ما بيخسر الا هُم
سلطان : داومي بكره
الريّم : بس
سلطان : أنا أبيك تداومين مابي تخسرين وظيفتك ، وعشان اذا صار شيء تقدرين تسنديني
هزت رأسها وعيّونها أمتلت دمّوع ،
تبعته وهم يدخلون
الريّم : ورد ، ورد
لفت ياسمين عليهم : نامت ، ليش يبابا ؟
سلطان : مالي قوه أتحمل عتابك يبابا
ياسمين : قول ليّا أنا بنتك اكيد بوقف معاك
تقدمت ياسمين منه وهي تمسك يديه : قول ، أحكيّ لاتظل ساكت كذا حتتعبّ يبابا
تأملتهم الريم ، تعرف أن والدها لو تستمر ياسمين بالكلام هذا راح ينفجر وهي مالها قلب قوي يتحمل تشوف ابوها يبكي ،
ياسمين : قول يبابا ، عادي فضفض ليّا ، فرغ الي بداخلك أعرف انو بداخلك اشياء واجد
سلطان : ياسمين لاتضغطيّني
ياسمين : بابا انا أضغط عليك عشان ترتاح
سلطان : برتاح بس خلوني أنام
هزت رأسها ياسمين وهي تبتعد عنه ، تتعب الريّم للخارج
ياسمين : إيش حصل ؟
الريّم : تعالي أقولك
هزت رأسها ياسمين وهي تسمع لحديث الريّم
ياسمين : يعني هو يبغاها تتزوج أخوه المشلول عشان مايسجنها؟
الريم : إي
ياسمين : طيب ليه يسامحها وهي ماغلطت
الريّم وهي بتنجلط من غباء ياسمين : يابنت شفيك ركزي ، قلت لك كلشيء مخطط له مو صدفه ولا إتهام ، هذي خطه مدروسه لنا
ياسمين : حسبي الله كيف يتهمها توها صغيره
الريّم : معليه الله معانا ، بروح أنام وراي دوام
ياسمين : بتداومين ؟
الريم : إي
ياسمين : تصبحيّ على خير
،
توجهت الريم للغرفه وهي تشوف ورد متكتفه حُول نفسها والواضح انها بكت كثير كثير ، هذا مجرد إن ابوها ضربها كيف لو عرفت ؟
صحت الصباح الساعه ٥ وهي تناظر إتصالات عذاري
تقدمت وهي تمشط شعرها ، وتلبس لبسها بنطلون أسود وبلوزه عارية اليدين ومحدده من عند الصدر باللون الأحمر المخملّي ، وجاكيت أسود ،
خرجت وهي تشعر بالهدوء دليل إنهم نايمين دخلت المطبخ وهي تسوي لها قهوه سوداء وخرجت بالخارج تترقب عذاري ، ثواني وأمامها عذاري
عذاري : غريبه مافيه تأخير
ابتسمت الريم وهي تركب ، ما أستغربت عذارب سكوتها لأنها دايم ساكته ،
عذاري : لبسك يموت
الريّم : من يُومي
عذاري: تتوقعين بيخلونك تشتغلين
الريّم : طبعًا لا ، ماهُم من اول يوم خلوني ارتاح الله يجزاهم خير
ضحكت عذاري وهي تتستشعر السخريه بكلامها ،
عذاري : نأخذ قهوه ؟
الريّم : تو شربت
عذاري : مايخالف وحده ثانيه عشان تقدرين تستوعبين إذا شغلوك
هزت راسها الريم وهي تشوف عذاري تطلب قهوه ،
مدت لها عذاري : خذي
اخذته الريّم وهي تشوف قربهم من الشركه ، نزلت بالقرب من عذاري
عدلت طرحتها وهي تضعها بإهمال على رأسها ،
عذاري : أدخلي مع الباب
هزت رأسها الريم وهي تبتعد ، دخلت من الباب وهي تكحّ ميلت شفتها بعبوس وهي تشعر بإختناق ،
: اشوفك اليوم ما تأخرتي
الريّم : يالله صبّاح خير !
: امس طلعتي وهو اول يوم وعديتها ، اليوم عندك شغل كثير
تقدمت الريّم منه وهي تشوفه مستند على مكتبها يناظر الاوراق بيده
الريّم : زايد ، حّل عني
ابتسم : أسمي زيد يريم
الريّم : أسمي الريم يازايد
زيد : اذا غلطتي باسمي اغلط باسمك
الريّم : نظام أطفال ، ترى جد ألخبط
زيد : اي وانا بعد الخبط
الريم : طيب وش اسوي الحين؟
زيد : رتبي قسم " ج " ونظفيه
الريم : نعم ؟ أنظفه ليش؟ انا بس ارتبهم
زيد : هذي شغلتك يالريّم
تركها وهي بخاطرها تكسّر رأسه ، نزعت عبايتها وهي تترك شعرها مسدول على ظهرها وبدأت تدخل بين الأرفف لين وصلت للقسم وبدأت ترتبه ، أنحنت بظهرها وهي تشعر بالتعب ، مالت شفتها بتفكير ليش ما تروح للمكتب الي شافته وترتاح بما أنها خلصت شغلها ،تقدمت وهي تبحث بعيونها عن الباب ، دخلت وهي تشمّ ريحة دخان أشعلت النور وهي تشوف المكان مُرتب عكس آخر مره صحيح كان مرتب لكن مو كذا ، ميلت شفتيها وهي تفكر انه لزيد
ما اهتمت وهي تدخل رفعت نظرها وهي تشوف آله القهوه تسّكب القهوه بالكوب مالت شفتها بتفكير
من فيه ؟
تقدمت وهي تطفّي الآله ، ما أهتمت وهي تجلس على كرسي المكتب وتشرب قهوتها أحسّت بالنعاس أغمضت عيونها وهي تغفي
سُرعان ما صرخت من حستّ بشيء يتكسر ..
تنفست براحه وهي تشوف القطّ شجاع قدامها
الريّم : ليه تخبصّ قلبي هالكثر ؟
تقدمت منه وهي تمسح على رأسه : جوعان؟
ميلت شفتيها وهي تناظر شكلّه المُبهذل وصوته دليل جوعه : تمام بطلع أجيب لك اكل لاتتحرك
ضربت جربتها من جديد وهي تتضيع مره ثانيه بين الارفف والملفات ، قعدت تمشي لين ما شافت مكتبها من بعيد مشت له وهي تلبس عبايتها وتاخذ شنطتها تتصل على عذاري
الريّم : بنت
عذاري : حبيبتي والله الف مره اقولك واعلمك كيف الواحد يسلم ؟
الريم : بطلع
عذراي : بنت لا !
الريم : مو استاذن اقصد بطلع اخذ لي شغله وارجع
عذاري : اذا خلصتي شغلك أوكيه ، وكلمي زيد عشان يمكن يرفض
الريم : الله يقصّر عمره
قفلت وهي تطلع من الارشيف تدور بعيونها على زيد ، ليّن مالمحته مع يتكلم مع بنت ، مالت شفتها وهي تتقدم منهم
الريّم : زايد
لف عليه وهو مبتسم : زيّد ، سمي ؟
الريم : ابيك شوي
: أنا استاذن زيد ، بخرج مع السلامه
هز راسه : مع السلامه يارا
ميلت شفتها وهي تذكر الاسم هذا لكن ما تدري وين ما أعطت نفسها فرصه تتذكر وهي تتكلم مع زيد
زيد : تفضلي شتبين
الريم : بطلع
زيد : لا ! استاذنتي.
قاطعته : ما راح اطلع بس باخذ لي شغله ضروريه وارجع
زيد : واذا تأخرتي ؟
الريّم : مسافة الطريق بس ما اتاخر
زيد : خلصتي شغلك ؟
الريم :اي
زيد : حلو ارجعي اشتغلي واذا خل..
قاطعته وهي تضرب برجلها الارض : عناد يعني
ضحك زيد : امزح معاك ، اطلعي ولا تتاخرين
ابتسمت له بعفويه وهي تخرج من الشركه
عض شفته وهو مبتسم من منظرها مُغريه لحد الجنون ،
خرجت على اقدامها تبحث عن اكل للقط ، مالت شفتها وهي تشوف بقاله بعيده ، عنها تقدمت وهي تمشي حست قلبها يرجف ، المكانّ يشبه المتاههّ ، لو تدخل مع أحد الدّروب راح تضيع تابعت وهي تدخل البقاله ، أخذت لها اكل للقط وهي تدفع أخر فلوس عندها ، خرجت وهي مبتسمه ، وصلت نصف الطريق وهي تشوف طفل يركض لها
استغربت وهي تشوفه يوقف امامها ونفسه السريّع
الريم : هدّي
: احتاجك تساعديني
الريم : شفيه؟
: اخذو لعبتي
الريم : بس؟
: غاليّه علي كثير ابيها
سكتت وهي تشوفه يبكي ،
الريم : وديني لهم
هز راسه وهو يمشي فيها لمكان محصُور من الزوايا ،
سُرعان ما صرخت وهي تحسّ بشخص يمسكها من اكتافها ويلويّها خلف ظهرها ، رفستهّ بأقدامها
عضت شفتها بقهّر وهي تكتم صراخها ،
أخذها يمشي فيها لنهاية المكان المحصُور بحيث محد يقدر يشوفها ، فك إيده عن فمها ، وهي يشوف عيونها الغاضبه ،
الريّم : يجبانّ ، ياضعيف ، ما قدرت تمسكني إلا من طفل !
: تقدرين تقولينّ أخذتك على قد عقلك
عضت شفتها بقوه وهي تستشعر طعم الدم ، شافته يلف الحبلّ عليها ،
الريم : خلك رجّال وفك الحبال اتفاهم معاك بالطريقه الي تناسبك
سكت وهو يرفع نظره عليها ، يقُسم لو العيّون قتّاله كان قتلته : وش بتسوين
الريم : اساويك بالأرض ، اعلمك قدرك
: شريره
الريم : لاتستهينّ فيني !!
: تمام يا شريره , تبين نتفاهم وديًا ؟ او قتاليًا لان الي اشوفه انك ناويه حرب
الريم : أنت فك الحبال وبتعرف
: ما سالتي نفسك ليش مسكتك؟
ميلت راسها وهي تناظر له يلبس قناع ما يبان الا عيونه الحّاده ، ولبسّه الأسود ، احتارت ، من يكون؟
الريّم : قصدك خطفتني
: كلها بنفس المعنى
الريم : ليه؟
: انتي الي ليه إستحليتي املاكي؟
الريم بسخريه : املاك ؟ اراضي؟ عمارات ؟ مبالغ هائله ؟ وش آملاكك !
: أملاكي محد يمسّها يالريّم
الريّم : قبل ما تنطق اسمي قول بسم الله
شّد على يدينها لا يمسّح فيها الأرض : تراك بين يديني كلمه زايده بمسح فيك الأرض
الريم : كلمه
: عناد ؟
الريم : وش تبغى مني ؟ إي املاك؟
: أنتي اعرّف ، لا تلمسين شيء مو لك !
الريّم : واذا لمست وش يصير ؟
اقترب منها وهو يحط يدينه على الكرسي يناظر لها : ما يصير لك طيّب
الريّم : يالله ! أنا مره خفت ! فك الحبال
ضحك وهو يشوفّ قوتها : أنا حاضر
بدا فك الحبّال سّرعان ما مسكها من يدينها ودفّها للجدار : أشوف شجاعتك الهروب ؟ خايفه؟
الريّم بسخريه : نصف الشجاعه الخوف
وبسرّعه مسك يدينها من حاولت تنزّع قناعه ،
الريّم : جبان ! فك وقول من أنت لاتتخبى كانك طفل
: وليش ماتقولين كانك امراه؟
الريم : تكّرم المرأه عنك
عض شفته وهو يحاول تمالك أعصابه ،
الريّم : خلك رجّال وفكه وواجهني وجهًا ل وجه لاني ما اقدار اوجهك كذا مو خوف ! لكن شكلك يوحي أنك مُهرج
: لسّانك طويل
الريّم : على اشكالك بس
:هو مُجرد تحذير لك ، شيء مو لك لاتلمسينه
الريّم : المس الي أبي ، لي او لغيري
: املاكي لا
الريم : واولهم املاكك الي ما اعرفها
: بنت عن ألف رجال ، شجاعه
اغمضت عيونها بغضب وهي تتستشعر السخريه بكلامه ، سحبّته من ياقته لين ما صار يفصل عنّهم الا رمشّهم
: أنا بنت عن ألف بنت ، عمركم ما كنتو رمز للقوه
تأمل عيونها الحّاده ، هدبّها الطويّل ، نظرّاته الي لو تقتل قتلته ، استشعّر القوه بعيونها ، عيونها تثبّت أنها فعلًا شجاعه ، التمس بعيونها قوه يصعّب على الشجّعان كسرها ،
: قويّه يابنت سلطان
الريّم : انت من تكون ؟
سكت وهو يبعد عنها : أعطيكّ حريتك الآن ، اخرجي
سكتت وهي تشوف علبة زجاج بالأرض امسكها وهي تضربه على راسه ، شعر بالدوار وسرعان ما سقط ركضت وهي تحاول تبعد القناع عنه لكن يدينه كانت اقوى ، فكّرت وخطرت بباله فكره اخذت قطعة الزجاج وهي تجرحّ خده المكشوفّ وسرعان ما ركضتّ ما قدرت تلفت للخلف ماتبي تناظر ويكون خلفها وصلت نصف الطريق وهي تشوف البعد ، اكملت طريقها للشركه وهي تفكر من يكون؟ وعن إي املاك يتكلم ؟ ما اعطت نفسها فرصه وهي ترجع تركض وعبست ملامحها من حسّت انها صدمت بشيء قاسيّ ،
الريم : ياجعلها للكسّر
: تأخرتي
رفعت نظرها وهي تشوف زيد ابتعدت عنه
زيد : تأخرتي
الريّم : ترى كله خمس دقايق
زيد : خمس دقايق! وفوق تاخيرك تدعين علي؟
ابتسمت الريّم بخفه : تستاهل مين قالك تصك فيني
زيد بصدمه : انا صكيت فيك أو انتي ؟
الريّم : انا اركض وانت قدامي مفروض تبعد عمي
زيد : بعّديها ، وش الي معك
الريّم : أكل تبي؟
زيد : هذا اكل قطاوه يالريّم
عضت شفتها وهي تبتسم : إي ما يخالف إذا تبي اعطيك ؟
ابتسم زيد وهو ينسف غترته : كنت حاس أنك قطوه
الريّم : أ.
قاطعها : خلاص ادخلي وجيبي الأكل
الريم وسععت عيونها بغضب : ليه؟
زيد : أحنا هنا شركه يالريّم لما تخرجين أعطي القطوه
هزت رأسها : بحطها بشنطتي
زيد : لو اكتشف أنك حاطه اكل بالأرشيف للقطط راح أخليك تشتغلين زياده
ميلت رأسها بعفويه : خفت مره
ابتعدت عنه وهي تدخل، ابتسم من الشعّور الي يداهمه لما يشوفها ،
دخلت الأرشيف وهي تنزل عبايتها من جديد وجاكيتها لأنها أحترت عضّت شفتها وهي تشوف التوب الي لابسته اخذت جاكيتها في يدها وهي تاخذ اكل القط وهي تتتوجه للمكتب دخلت وهي تشوف كلشيء مكانه لفت بنظرها وهي تشوف القهوه فاضّت وأمتلى الرفّ قهوه والأرض ايضًا مالت شفتها وهي تتجاهله وهي تبحث عن القط شافت باب بجنب ارفف المكتبه وهي تفتحه مالت شفتها وهي تشوف حمام ، روب معلق باللون الأسود ضحكت وهي تفكر من الي يتروش هنا؟
خرجت وهي تبحث عن القط
الريّم : شجاع ، شجاع
ميلت شفتها وهي ما تشوفه قررت تفك العلبّه ولما يشوفها بياكلها ، فتحتها وهي تنزلها بالقرب من الباب رجعت للمكتب وهي تجلس على الكرسي ، فتحت الأدراج مالقت شيء، فتحت الدرج الاول مافيه شيء والثاني والثالث لين وصلت لإخر واحد فتحته وهي تشوف ظرف باللون الأبيض فتحته وهي تشوف صور كثيره بداخلها ، تاملت الصور ما عرفت أحد ارجعت الظرف مكانه وهي تسند رأسها على المكتب تحس بتعب ومسوؤليه ، ماتدري وش مصيّر ورد ، او كيف يحلون الآمر بدون إي ضرر
اغمضت عيونها بنعاس وهي تنام
-
سلطان بغضب : أنت كيف تتجرأ وتجي بكل قوة عين وتقول زوجو بنتكم اخوي مجنون انت مجنون
: انا قلت لك هذا الحل عشان مصلحتك ! اكيد انها ماتبي تنسجن بتهمه قتل صح؟ هذا غير حقّ أخوي انه أنشل وصار ما يتحرك او يتكلم إلا بنظراته بنتك السبب
سلطان : انت ظالم ظالم ، حسبي الله ونعم الوكيل
: أنا مو ظالم ، انا لو بظلم ما جيتك نحل الموضوع
رفع نظره سلطان له : وش اسمك
: رابح
سلطان : مالك من إسمك نصيب
أم رابح : لا تغلط على ولدي ، احنا عطيناكم حل ! تبونه ياهلا ماتبونه راح تنسجون وتعفن بنتك ، وتدفع ١٠ مليون ريال تعويض
سلطان : والـ ١٠ مليون ريال هذي انت مختارتها ؟
ام رابح بغرور : طبعًا انا اختارها وأرفقت فيكم ولا المفروض ادبله
رابح : معاكم لين طلوع الفجر لو ماتعلن موافقة أن بنتك تتزوج أخوي ، راح تشوف بنتك..
سكت رابح وهو يشوف بنت بعبايه باللون الازرق عيونّها ممتلئه دموع ، وجها محمّر من الغضب
: الله لا يوفقك انا ما اذيت أخوك ما اذيته ما قتلته
رابح : بتكذبينا يعني؟
ورد : الله لا يسامحك يادنيئ ، اخوك مشلول معاق ما أتزوجه ! ما أتزوجه
ام رابح : تحملي مسوؤليه اغلاطك
ورد : على جثتي أخذه
رابح : بكره جثتك ، اما حياه او مت ، تتزوجينه او تعفنين بالسجن
ورد : ياويلك من الله انا خصيمتك بالدنيا والآخره ، اخوك ما بتزوجه دورو له من الشغالات الي عندكم ولا على كثر فلوسكم ما عندكم
ام رابح : قل اعوذ برب الفلق ، لاتحسدينا انتي
سلطان : ورد
رابح : الكلام معاك يا عاقل انت ، هذا رقميّ
لين طلوع الفجر لو ما يجيني خبر ! صدقني بتودّع بنتك
سلطان : واذا دفعنا لكم ١٠ مليون
دقت ام رابح كتف رابح : وافق
رابح : معاك مهله ثلاث أيام اذا بتجيب ١٠ مليون ، واذا انتهت المهله وهي مو موجوده تودع بنتك
خرج رابح وهو يسمع دعاوي ورد عليّه وغضبها وشتمها ،
رفع نظره سلطان على حالتها من الصباح وهي تبكي من اول ما قالها تحلف انها ما اذته ولا سوت شيء قالت له انها شافت دم بالبحر لكن ماتوقعت يغدر البحر فيها ، تقدم وهو يحضنها غمض عيونه بضيق وهو يسمع بكائها ونحيّبها
ورد بصوت متقطع من البكاء : ما قتلت أحد
سلطان : اعرف
ياسمين بدموع: من وين لنا ال ١٠ مليون يبابا؟ احنا ما نلاقي اكل يسد جوعنا عشان نجيب ١٠ مليون
سلطان : يفرجها الله
ابتعدت ورد عنه وهي تركض للغرفه ،
سلطان : الريم وين ؟
ياسمين : اتصل عليها ما ترد شكل عندها شغل
هز راسه سلطان وهو يجلس على الأرض بتعب ، اسند ظهره على الجدر وهو يردد " اللهم انت القوي ونحنُ الضعفاء " عضت ياسمين شفتها من منظر عائلتها المتشتتّ خرجت وهي تدور ورد ، شافتها متكوره على نفسها تبكي
ياسمين : ورد
ورد بصراخ : أخرجيي اخرجيي مابيكم
ياسمين : ورد حبيبتي هديّ ما يصير..
سكتت ياسمين وهي تغمض عيونها من صراخ ورد : أخرجيييي
طلعت ياسمين وقلبها تحس ينتزعّ من مكانه ،
تذكرت بتّال لما عرض عليها وظيفه ركضت للمطبخ وهي تبحث بين الدروج عن قطعة الورده الي كتب رقمه فيها ، تنفست براحه وهي تشوفها ، اخذت وبدت تسجل الرقم عضت شفتها بحيّاء من سمعت صوته
: الوه
ياسمين : بتّال ؟
اعتدل بجلسته وهو يبعد الجوال عن عيونه وهو يشوف رقمها : ياسمين؟
ياسمين : إيوا ياسمين
بتّال : ياهلا والله ، اخبارك
ياسمين بتوتر : الحمدلله بخير ، بتّال لسى يمديك توظفني؟
عض شفته وهو يسّب نفسه لانه وظف وحده بدالها : اي عندي لكن.
رفعت حاجبها ياسمين من سكوته : لكن وش؟
بتّال : مو بالشركه
ياسمين: كيف مو بالشركه اجل وين؟
بتّال : بالمستشفى عندي
ياسمين: من جدك بتال؟
بتّال : اي منجدي
ياسمين : بتال قلت لك شهادتي ثانويه
بتّال : يابنت بخليك مساعده لي فقط، تجيبين شيء وتودينه وبراتب يعجبك
ياسمين: بتّال ، انا ما اعرف
بتّال : أعلمك
ياسمين: طيب كيف حتوظفن..
ضحك بتّال : يا ياسمين قلت لك كلشيء عنده كل الي أبيك ارسلك موقع المستشفى وتداومين بكره
ياسمين بدلع عفوي: بتّال لا ما اقدر بكره خليّها بعد أسبوع
بتّال : لو تبين راتبك ينزل لك بدون ما تداومين انا حاضر
ضحكت بخفه : مع السلامه بتّال
ابتسم وهو يشوفها تقفل الخط ، يحس قلبّه أزهر من صوتها ، ما يعرف مشاعره إعجاب او مشاعر ثانيه ، لكن مع الأيام بيعرف ، ابتسم من حظه الي وقف معاه هالمره ، ما توقع بتدق عليه رجع يناظر الاوراق امامه وهو عاجز عن التركيز انزل القلم وهو يسند ظهره للخلف ويدور بالكرسي ضحك من فرط السعاده ،
-
الساعه خمسه ونصف عصرًا ، ما حست بالوقت وهي نايمه اعتدلت بجلستها وهي تمدد يدينها وتحس نفسها متكسره لفت نظرها تناظر الدريشه الي بالأعلى فزت بعيونها وهي تشوف مغيب الشمس ركضت وهي تصدم بمزهريه غمضت عيونها من تكسرت ما اهتمت وهي تركض لمكتبها وصلت له وهي تشوف اتصالات أهلها فتحت عيونها من الوقت ، شتمت نفسها ألف مره ، تتمنى ان عذاري موجوده ، اتصلت عليها وهي ترد عذاري
عذاري : يوصخه خرجتي بدون ما تقولين لي
صرخت الريم بقهر : ما خرجت
عذاري بفزع : كيف يعني
الريم : انا بالشركه
عذاري : يويلي تبين اجيك
الريم : لا برجع مع اي سواق
عذاري : تبين فلوس
الريم : لا
خرجت الريم وهي تعدل عبايتها متناسيه جاكيتها بالمكتب عضت شفتها وهي تشوف كل التاكسي سحبو عليها شتمتتهم ألف مره وشتمت نفسها أكثر
: الريم
لفت بعيونها وهي تشوف زيد دايم بكل مشكله تلاقيه تنفست براحه من وجود الآمان معاه ،
الريم : زيد
زيد : أي ليش ما خرجتي للحين
الريم : ماحسيت بالوقت
زيد : اوصلك؟
الريم باحراج : لا شكرًا ، برجع مع سواق
زيد بتخويف: ترى مالهم امان يمكن يخطفونك او يسون لك شيء
عضت الريم شفتها وهي تذكر الشخص ابو قناع ، هزت راسها وهي ترفع راسها عشان تطالع له: برجع معاك
زيد : حياك
مشى وهي خلفه وصلت وهي تركب بالخلف ،
زيد : صدقتي اني سواق ابوك
الريم : المفروض اجلس قدام معك يعني
ضحك بخفه وهو يبتسم : وين بيتك
الريم : أمشي وأنا ادلك
هز رأسه وهو يشوفها تدله ، لين ما وصل لحاره بيوتها متنوعه قديم وجديد ،
زيد : وين بيتك
الريم : أمشي للشارع الثاني
هز راسه وهو يمشي : اي واحد؟
الريم : هذاك الأبيض
صغر عيونه باستغراب ، عايشه بخرابه؟
ما اهتم وهو إنسان جدًا ما يههمه المظاهر ،
زيد : تفضلي وهاتي حق التوصيل
هزت رأسها الريم وهي تعرف انه يمزح ، اخرجت ربطه باللون الأحمر وهي تمدها له امسكها وهو يضحك : ربطه ! شكرًا على كرمك
الريم : تقدر تلم فيها شعرك
زيد : ليه شايفتني بنت
الريم : لو ما اشوفك كذا ما اعطيتك الربطه
ما اعطته فرصه وهي تنزل للبيت ، ضحك من قلبّه يحب عباطتها ولسانها الطويل ، خرج وهو يضعّ الربطه حول معصمه ،
،
الريم : ابوي؟
سلطان وهو يمسح دموعه : ليه تاخرتي
الريم : كان عندي شغل وتاخرت ، واذا تاخرت مره ثانيه لاتخافون لان بدو يكثثّفون المهام علي
هز راسه سلطان ، استغربت دموعهم ياسمين بجانبه تبكي
الريم : وش الحاصل
سلطان : جانا
الريم : من؟
سلطان : أجلسي اقولك
جلست الريم وهي تسمع أبوها يحدثّها عن كلام رابح وتهديدتها وعن تعاليّ أم رابح ، وعن انه خبر ورد وانهيارها
الريم : الله لايربحّه من رابح قسم لو انا موجوده ما يخرج من هنا حي
سلطان: الحمدلله ما كنتي موجوده
الريم : والـ ١٠ مليون من وين نجيبها ؟
سلطان : ما أدري أنا ضايع
ياسمين : بابا ، انا لقيت وظيفه
سلطان : وش الفايده يبابا مهلة ثلاث أيام والمبلغ كبير ، باخذ لي قرض
الريم : ما بيعطونك باقي ما سددت الأول ، انا الي باخذ
ياسمين : لا !
سلطان : لا ، بيعطونك مبلغ صغير وبالنهايه ما نقدر نصرف انفسنا
الريّم : وش بنسوي يعني
سلطان : ما ادري خلوني أفكر ، يمكن ابيع البيت
ياسمين : بابا ! واحنا وين نعيش
سلطان : بنعيش يبابا بنعيش
الريم : محد راح يشتريه
سلطان : اللهم أنت القوي ونحنُ الضعفاء
الريم : بحاول اكلم عذاري تسلفني
سلطان : كم بتعطيك مليون؟ نص مليون؟ والباقي ؟ من يجيبه لا تاخذين ولا ابيها تدري عن الموضوع
الريم : بس على الاقل نجيب ربع المبلغ
سلطان : هذا ثُلث المبلغ ، ما بيسوي شيء
ياسمين : نبيع البيت ، والريم تاخذ قرض ، وتسللف من عذاري ، وانا بعد باخذ قرض لأن خلاص لو اداوم بكره بيشغلّوني ،
سلطان : واذا اخذنا هذي كلها من يسددها؟ تبقى دين برقبتنا لين يوم القيامه
بكت ياسمين وهي تغطي وجهها بصدر ابوها : مرا صعب يبابا مرا
الريّم : وين ورد؟
ياسمين : داخل
مشت الريم ، وهي تبحث عن ورد لقتها تبكي والواضح مقطّعه روحها بالبكي
الريم : ورد
ورد بصراخ : مابيكم قلت
الريم : اسمعي ، احنا مانسوي الشيء هذا الي عشانك
ورد : كيف كيييف نحله ١٠ مليووون مو مليون وبس عشره يالريم عشره واحنا عشره ريال ما عندنا
الريم : مافيه حل ثاني ياورد الا اننا نبيع البيت وناخذ قروض
ورد : وين بنعيش؟ صاحيه انتييي صاحيه
الريم : ما فيه الا الحل هذا ! او انك تنسجنين
ورد بصوت متقطع من البكاء: اتركيني اطلعي اطلعييي
خرجت الريم وهي تمنع نزول دموعها ،
ضاقت الدنيا فيّهم
رجعت جلست بجانب والدها : لا تخاف بينحل
هز راسه سلطاه وهو يمسح على شعرها ،
ابتعدت ياسمين وهي تاخذ جوالها تخرج للخارج ،
اتصلت على بتال وثواني وهو يرد
ياسمين : بتّال
بتّال : سمي
ياسمين : يمدي توظفني بكره واصير اداوم
بتال: يمدي يمدي
ياسمين : اعطيني الموقع
بتال؛ برسل لك بعض الاوراق تجيبينها معك بكره
ياسمين : طيب
قفلت وهي ترجع لداخل تقوست شفايفها ببكاء
أغمضت عيونها وهي تمسح دموعها
،
الصبّاح الساعه ٥ الصباح ،
ياسمين: ورد من امس تبكي
سلطان : لحد يلومها خلوها ، انا بدخل لها
هزت راسها ياسمين وهي تشوف ابوها متوجه للورد
سلطان : ورد
رفعت نظره ورد وعيونها مكسيّه باللون الأحمر ،
تقدم لها وهو يحضنها : انتي قويه يبابا ما تبكي عشان كذا انتي تبكين عشان ظفرك انكسر ، عشان خاتمك ضاع ما تبكيك الأمور هذي
ورد : بابا مابي انسجن مابي
سلطان : ادفّع دم قلبي لك يبابا
حضنته ورد وهي تدخل بموجه بكاء لا متناهيه ،
مسح راسها وهو يتمنى يحمل كل التعب عنها
،
ياسمين: افطري
الريم : مابي تكفي القهوه ، انتبهي لبابا وورد ولنفسك
هزت راسها ياسمين و هي تتشوفها تخرج لعذاري
ركبت وهي ساكته
عذاري : مين رجعك امس
الريم: زيد
عذاري : كذابه !!
الريم: ما بكذب
عذاري : والله صراحه محترم مره
هزت راسها الريم وهي تسكت
وصلت للشركه وهي تنزل علطول تلاقت عينها بعينّ زيد ابتسم لها وصدت ،وهي تتوجه للارشيف عبست ملامحها من الغبار الي بكل مره يزيد ، والكتمه الي تشعر فيها
: الريّم
لفت عليه وأغمضت عيونها بضيق من شافته
الريّم : زيد
زيد : رتبي قسم " د ، هـ ، ق " الحين وبعدها تصعدين للأرشيف الأعلى وترتبين قسم " أ"
الريم بضيق : زيّد ، كثير
رجف قلبه من نطقّها لأسمه : هذا شغلك ولازم تتحملين
الريّم: طيب انا اشتغل بالارشيف هذا ليش أصعد لفوق؟
زيد : لأنك تشتغلين بالأرشيف ، وكلها واحد الا الأماكن تختلف
ميلت شفتها بضيق : طيب اصعد ارتب الي فوق وهذا بعدين
زيد : اختاري الي تبين
الريم : الي فوق
زيد هز راسه : تمام الحقيني
اخذت شنطتها وهي تتبع خطاه ، تشوف ابتسامته المُتوزعه للكل ، اكتشفت انه انسان بشوش ، وإنسان طيّب. ويستاهل كل الإحترام هذا الي وضح لها من نظرات الناس له ، تشّع حُب له وإحترام
تبعته وهي توقف أمام باب رفعت نظرها للاعلى وهي تشوف لوحه مُعلقه بأعلى الباب رجف قلبها من الأسم " شجاع عبدالعزيز شجاع " ميلت شفتها وهي تشوف زيد يدخل دخلت وراه ناظرت للمكان تحسّ فيه تشابه بالذوق بينه وبين المكتب الي تحت ، ما اهتمت وهي تشوف زيد دخلّها لباب ثاني ، ميلت شفتها وهي تشوف مكتبه كبير وكتب كثيره ومبعثره اغلبها على الارض ،
الريم : هذي مكتبه!
زيد : خليك من الكتب وشوفي هذا الرف رتبيه
ميلت شفتها وهي تشوف ملفات باللون الأسود عبست ملامحها وهي تبدا ترتبها تحت نظرات زيد لها
: تراك وترتني روح اقرا لك كتاب ترى ما بسرق شيء
ضحك بخفه وهو ما حس بنظراته ، لانها تغرقّ الواحد فيها يصير بلا شعور ويصير بعالم ثاني هز رأسه وهو يمسك كتاب ويسوي نفسه يقراه وبين كل لحظه ولحظه يرفع نظره لها ،
الريم : زيد ، قلت لك طالع بالكتاب
ضحك : ماهو انا اقرا الحين
الريم : واضح ، تقرا وهو مقلوب
كتم ضحكته وهو يبتسم بإحراج : معليش
ابتسمت وهي تكمل بين كل لحظه وثانيه ودقيقه تنتظر دخول شجاع ، ما تعرفه تبي تشوفه لكن قلبها يرفض الفكره هذي
،
طلعت من الغرفه وهي تبحث عن والدها وياسمين رفعت يديها على جبينها تحجب عنها الشمس، شافتهم جالسين يشربون شاهي تقدمت وهي تجلس بالقرب منهم ، محد تكلم ولا احد قال شيء ينتظرونها تبدا لأن الواضح من نظراتها ان بخاطرها كلام كثــير
ورد : ما يحتاج تجيب الـ ١٠ مليون
سكت سلطان وقلبه يرجف له أيام ، عجز يسيطر عليه خوفه عليهم وقلقه عليهم ارهقه اتعبه ، قطعه من قلبه مظلومه بشيء مالها فيها ،
ياسمين:منجدك ؟ تبين تنسجنين
ورد : ما بنسجن
اغمض عيونه وهو يعرف تكلمة كلامها : لا
ورد : هذا هو الحل الوحيد ، أتزوجه
سلطان بغضب : بايعه روحك سبيل؟ قلت لا
ورد وقفت وهي تتكلم بغضب مبكوتّ بداخلها : اي إي اي انا بايعه روحي ! اجل اخليكم تبيعون البيت وتاخذون قروض ؟ بعدين وش يصير إنا اخرج منها وانا تنسجون ! انا بتزوجه ولحد له كلمه علي
وقف سلطان امامها : لا تخليني أعيد الزمن فيك ياورد ، قلت لا يعني لا ! ابيعك ب ارخص الاثمان؟ انتي غاليه غاليه ، والله قلبي ما يقوى ابيعك بيعّة شخص رخيص
ورد بدموع : هذا الحل اصلا بعدين اتطلق منه لما تثبتون برائتي ! والله اتركه
سلطان : بنجيب العشره بدون زواج
ورد بصراخ : من وين ؟ من وين قول ليّ من فين ؟
سلطان : ادري اني عاجز ، لكن عليمّ الله اني بحاول
ياسمين : ورد احنا معاك ليش تسوين كذا
ورد : انا بايييعه روحي انتو ما خصكم بتزوجه !
رفع سلطان ايده وارتكزت على خد ورد : قلت لا ! ما ازوجك إياه
ورد : هذا الي فالح فيه يبابا؟ تمد يدك علي؟ انا اسوي كذا عشانك عشان ما اطلع منها وتنسجونن انتووو من فين لكم ١٠ مليونن !! فرقّو يعالم تراها ١٠ مليون ماهي ١٠ الاف !!!
سلطان : ادخلي ياورد ادخلي ،
دخلت وهي تركض دموعها تسابقها، انهارت امام الباب وهي تمسّك قلبها تحسه بيخرج من مكانه ، دخلت الصاله وهي تبحث عن رقم رابح مالقته ، خرجت بأسى سرعان ما لفت نظرها ورقه صغيره بالزباله مدت يدها وهي تاخذها شافته رقم هزت راسها وهي تعرف مصير الخطوه هذي اخذت جوالها وبدت تسجل ، اتصال وخلف اتصال الين ما رد
: الو
ورد : انت ياولد الي ماني قايله ، انا ورد
رابح : ياهلا ياهلا بزوجة اخوي او سجينة ؟ اي وحده تختارين
ورد : عسّى الزمن يدور فيك ، وظلمكّ الي ظلمتني إياه تشوفه بنفسك يارب
رابح : اختصار الكلام ؟ لقيتو ١٠ مليون؟
ورد : تلقاها بجهنم
رابح بغضب : ليش متصله !
ورد : الليله تعال مع المملّك بدون ولا احد من أهلك لو اشوف امك صدقني ل ابلّعها نعال
قفلت وهي تنتفس برعب ، خطوه بتخسّر فيها نفسها ، بتخسر رضا ابوها ، تدري انه بيزعل ، تدري انه ممكن يصيبه شيء اغمضت عيونها وهي تبكي بقهّر عجزت تكتم شهقاتها ونحيبّها
خطوتها هذي كانت عشان ابوها مو عشان أحد ثاني ، عشان ما تخسره ، تدري ما راح يلقى ١٠ مليون ولا احد بيسلف المبلغ الكبير هذا ، وحتى لو جمعّ نصفه بيبقون هم االخاسرين بتنسجن هي وبينسجن ابوها ، اغمضت عيونها بيديها ، وهي تبكيّ بداخلها شيء يصّرخ
,
،
خرجت الريّم من الارشيف الاعلى وهي تنزل لفّت نظرها شخص لابس ثوب اسود متلطم ميلت شفتها وهي ما اهتمت ، رجعت للارشيف الأسفل وهي تدخله بدات ترتبه ، ميلت شفتها بتفكير وش بيحصل لهم ؟ بدأت ترتب والهواجيس تتبعها ، رفعت نظرها لصوت القط ابتسمت من شافته قريب من رجلها
: ليش خرجت من المكتب؟
ابتسمت وهي تشوفه يمسح راسه عليها انزلت نفسها وهي تمسح على شعرها بيدها
: ما شاء الله هذا وانا منبهك ؟
عضت شفتها وهي تبتسم له : زيّد بالله عليك ما تخرجّه
زيد : انا ما قلت لا اشوف قط ؟ اشوف حديقه حيوانات مو شركه
الريم : بالله زيّد لاتسوي له شيء
زيد : طلعيه
الريم : افف قلت لا يعني لا ! بيجلس هنا انت شايف ! شايف الكتمه الي انا فيها ؟ شايف المكان شايف مافيه احد حولي يسليني الا هو بتخرجه ليش؟
عض شفته وهو يشوف لمعان عيونها : ما يخرج من الارشيف يا الريّم : ولا محد ماكلها غيري
ابتسمت له وهي تشعر بغرقان عيونها الي ما توقعته : طيب
زيد : خلصتي شغل؟
الريّم : إي
زيد : اعزمك على قهوه؟
الريّم : كريم ؟
زيد : اسدح لك الكوفي كله
ضحكت بخفه : كذاب
زيد : تعالي المره هذي علي
الريم : المفروض المره الثانيه علي ؟ صدقت اني كليوم بتقهوى معك
زيد : ليش لا
الريم : إيّه ياشينها من ثقه
ضحك وهو يشوفها تعدل طرحتها تتبعه وهي تشوفه جلس على طاوله جلست أمامه
زيد : إيّه يالريم ماعرفتينا عليك
الريّم : جلسة تعارف؟
زيد : فيك تقولين
الريّم: الصراحه كنت بتكلم لكن نظرات الي وراك بتقلتني ، زوجتك ؟
لف راسه وهو يشوف يارا ابتسم لها وصد : لا
الريم : طيب ليه النظرات ذي
زيد : مُعجباتي
الريم : وع ، استرجل
ضحك : كلشيء عندك رجوله ما تشوفيني رجال؟
الريم : لا
ابتسم لها وهو يمد لها القهوه : بالعافيه
الريم : بتصير سّم هاري
زيد : ليه
الريّم : من دعاوي الي وراك
ضحك زيد : هذي يارا
الريم : تحبك ؟
هز رأسه زيد : إي ، بس ما احبها أكنّ لها مشاعر أخّوه بس
غمزت له الريم بعفويه : زملاء عمل ؟
ضحك من قلبّه وهو يشعر قلبه يشّع فرح ، يحلف لو قلبه يتكلم كان بيصرّخ من الوناسه : مو كذا يابنت !
ابتسمت الريم : شكرًا على القهوه يازايد
رفع حاجبه : عناد ؟
الريم : لا ، انا بخرج يمدي؟
زيد : لا ما يمدي وراك ارفف ثانيه ترتبيها
عضت شفتها تميل رأسها بخفه : تكفى زيد والله ما اقدر اتأخر
زيد : اذا عندك شيء ضروري اخرجي وبغطي عليك
ابتسمت له: شكرًا شكرًا شكرًا ما راح انساها
زيد : أخر مره ، اوصلك؟
الريّم : لا شكرًا بخرج مع عذاري
زيد : عذاري عندها شغل
ميلت شفتها وهي تفكر : بخرج مع تاكسي
زيد : لا ، احاسب القهوه واجيك
عضت شفتها بإحراج بكل مره يثبت لها أنه كفّو وشهم ، اتصلت على عذاري
الريم بهمس : بخرج
عذاري : يابنت والله ما يمديني انتظري ساعه واوصلك
الريم : بخرج مع زيد
ضحكت عذاري : ياوصخه اوقعتيه بغرامك
الريم : اصّ لا غرامي ولا غرامك الرجّال كفو الصراحه قرر يوصلني بدالك
عذاري : عشتو بسرعه نسيتيني ، بكره دوري من يوصلك
ضحكت الريم: أمزح معاك ، يلا باي
شاركتها عذاري الضحكه وهي تقفل،
زيد : مشينا؟
هزت راسه وهي تشوف نظرات يارا الي تقتل قتلتها ميلت شفتها بقرف ما تتخيّل تسوي هالحركات ابدًا ،
زيد : الحين ثلاثه ، يمدي تنتظريني لين الساعه اربعه؟
هزت راسها وهي ما عندها وجه تعاند او تقول لا : اذا عندك شغل ..
قاطعها : بس ساعه اخلص لي شغله واجيك ادخلي داخل
هزت راسها وهي ترجع للشركه
ميّلت شفتها وهي تشوف يارا بنفس مكانها لكن مع وحده والواضح يتكلمون فيها ما اهتمت وهي ترجع تجلس على الطاوله رفعت نظرها من جلست يارا أمامها
يارا : أشوفك رجعتي ؟
الريّم : اشوفك مشتغله مُراقبه علي ؟
يارا : أحترمي نفسك واعرفي من تتكلمين معاه ، اقولها لك ، لو اشوفك مع زيد مره ثانيه ما بيحصل لك طيب فاهمه
الريّم بسخريه : آوه ! خفت مره وش بتسوين يعني
يارا : اخلي بابا يفصلك من شغلك فاهمه!
الريم : وبابا ما عنده أمانه ؟ ماعنده ذمه يفصلني عشاني بعلمك مستواك ؟
يارا : احترمييي نفسك تفهمين ! انا حاولت اصير لطيفه معاك تفهمين! زيد لا تقربين منه
ميلت الريم رأسها وهي تناظر له بسخريها : ما تقرفين من نفسك وأنتي تقطيّن نفسك على واحد ما يبيك؟
يارا بغضب : ياوقحه انتبهي ل ألفاظك تفهمي!
الريم : ترى للحين متحامله نفسي لا أساويك بالارض
يارا : قومي وريني
الريّم : يارا ، بالله عليك إذا مكثره افلام روحي عند احد ثاني غيري
يارا : انتي مجنونه تحسبين زيد يحبك؟ ترى بس يساعدك عشانك تشتغلي بالارشيف
الريّم بثقه : وليه احس ؟ انا متأكده
ضربت يارا يدها على الطاوله بقهر : ما شاء الله وانتي تحبينه؟
الريم : ما ادري لكن محتاره كيفّ اصرح له شعوري ، عندك افكار ؟
يارا : غبيه انتي غبيه
ضحكت الريم : شعورنا متبادل المشكله انتي قاطه نفسك عليك ، عيب عزيّ نفسك
صدت يارا وهي توقف تبتعد عنها بقهر ،
ضحكت الريم وهي تعطيّها على قد عقلها ،
طلبت لها قهوه شافت الساعه اربعه ونص وراح توصل متأخر ، وقلبّها يرجف من الخوف ،
شافت زيد خلفها : تاخرت ؟
الريم : لا
زيد : يالله مشينا
،
واقف امام بيتها ، رفعت نظرها وهي تشوف ثلاث سيارات والي باين ّ ان اهل رابح هنا عضت شفتها بخوف وهي تسمع صراخ
نزلت وهي تركض رجف قلبها بخوف من شافت ابوها يصرخ على رابح
سلطان : لا ما ازووجك اياها ! ما تاخذ بكلامها !
مسكته الريم : هدي
سلطان بغضب : اخرّج من بيتي يا ****
غمضت عيونها الريم اول مره تشوف ابوها يشتم ،
لفت الريم وهي تشوف بوسطهم شخص لابس بشت وواضح أنه ممّلك وبجانبه شخص لابس ثوب باللون الأبيض بدون غتره او عقال على العربيه ، ادركت انه نفسه المشلول ميلت شفتها بحزن عليه لسىّ بشبابه ، شكله مُرتب ووجه مريّح صح ملامحه حاده لكن تشّع منها الراحه لفت وسرعان ماوسعت عيونها وهي تشوف ورد داخله
ورد : أنا موافقه يا شيـخ
أنت تقرأ
أنتي مجبنةً لي وأنا الشجُاع .
Poetryلماذا ! لماذا من بيّن عتبات الأيام والسنين أجدك؟ لماذا رأيتك على هيئة رزقٍ لي ؟ لماذا وجدتك وأنا بنوّر الحياه أشعّ ؟ ولماذا عدُت أدراجي مُحملةً بالظلام؟ - كيف؟ كيف وجدتك ؟ كيف من بيّن الظلام الدامس أراكِ نورٍ لي ؟ كيف أصبحتِ مجبنةً لي وأنا الشُجاع ؟...