3

3.8K 98 9
                                    

-
أهكَذا أنَا بَاقِي العمرِ مُغترِبٌ
‏نَاءٍ عن الأهلِ والأوطانِ والسّكَنِ؟
-
الصباحَ الخامسه والنصفّ
سلطان : وليه تبين تطلعين
أخذت نفس : عذاري تعبانه نفسيتها وقلت لها تعالي نطلع سوا ، مو حلوه بحقي هي دايم توقف معاي بالصغيره والكبيره المره هذي جاء دوري
ابتسم سلطان وهز رأسه : قبل الظهر وأنتي عندي
بلعت ريقها تعرف أن طريق عمتها لحاله طويل
وتعرف أنها بتتأخر : يبابا م يصير قبل الظهر برجع العصر ، أبي نتمشى شوي
هز رأسه بالموافقه : العصر وأنتي هنا م تتأخرين
ابتسمت وهي تقبّل رأسه وتخرج لعذاري ،
رفع رأسه وهو يشوف ورد : تعالي أفطري يبوي عشان تداومين
ورد : لسّى بدري الدوام الساعه ٦:٣٠
هز رأسه وهو يشوف أمامه حليب وخبز وجبنّ يتمنى الله يرزقه ويعوضهم عن كلشيء ،
رفع رأسه على صوتها الهادي : بابا ؟ اشرب حليب
ابتسم لها : حاضر
ارتشف من الحليبّ وهو يسولف مع ورد ،
ورد : تخيل قالت لي المعلمه المريضه إني لو اطلع من المدرسه بيرتاح الكل
سلطان : معليك منها انتي اهتمي بدراستك وبس
ياسمين وهي لابسه عباه ، وتعدل شعرها : بابا
سلطان : إيوا يبابا
ياسمين : الحين صارت ٦ انت بتوصل ورد وبعدين توصلني أنا
سلطان عقد حواجبه : اوصلك أنتي وين ؟
ياسمين : بابا اليوم الجمعيه الخيريه فتحت وانا باخذ الاغراض منها بدون لاتدري الريّم
هز رأسه بضيق : على خير إن شاء الله ، أفطري الحين
ورد : سمعت يبابا يقولون جّو أشخاص على شاحنات يوقفون عند الجميعه ويوزعون ملابس وأكل وكلشيء
ياسمين ضربت جبتها بخفه : إيوا نسيت اقولك لك يبابا ، ويقولون أنه على عدد الاشخاص يعني محسوب كل كيس
سلطان هز رأسه وهو مستغرب من الشاحنات هذي : ومن قالكم
ورد  ضحكت : أكيد أمّ هنادي مافي غيرها
ياسمين وهي تشاركها الضحكه : ترى صحّ محد قال ليّا الا أم هنادي الله يجزاها خير
اعتدل بوقفته : يالله مشينا ،
-
أمام المدرسه ،
سُلطان : أنزلي يبابا
ياسمين : دقيقه يويلك ي ورد إذا احد اشتكى منك اتركي المشاكل مهما تكلمت عليك الوحده وبلاشّ تراددين المعلما..
ضحك سلطان : نزلت يبابا
كشرتّ ياسمين : وليش م قلت لي ، أكيد شكلي طلع غبي وأنا اتكلم مع نفسي
رجّع يضحك سلطان أكثر
اكملت ياسمين وهي تبتسم لضحكته : حبيبي الله يديمها ، بس الحينّ وديني عند هنادي بنروح انا وياها سوا للشاحنات أكيد لهم ساعه فاتحين
هز رأسه بالموافقه متوجه لبيّت هنادي ،
-
-
: أوف ياربي كل هذا حصل ! طيب يمكن عمتك م تعرف شي
الريّم : تعرف صدقيني تعرف وإذا ما قالت بالطيب بتقول بالغصب ، المهم آلان مابي احد يعرف إني قلتك لاني سمعتهم بالصدفه
عذاري بهدوء : الريّم حبيبتي اكيد م بتبيعينّ نفسك وتدخلينها بمشاكّل قديمه صح ؟
الريّم بتمالك أعصاب : مشاكل قديمه ؟ عفوًا حبيبتي قصدك مشاكل توها تبدأ ! أكيد دم أمي م بخليه يروح كذا
عذاري : الريم هذي سوالف رجاجيل  بعدين ركزي
عمي سلطان بنفسه مقدر ياخذ بحق خالتي الله يرحمها ، تبين انتي تاخذين حقها وأنتي أنثى
الريم : إيه يعذاري أنثى وباخذ حق أمي لو يدفعّني الزمن غالي
هزت رأسها عذاري بأسف على الريّم
-
هنادي : تهبلين يا ياسمين طالعه كأنك مودل
ضحكت ياسمين بخفه وهي تعرف أن هنادي تغرقها مدح كل م شافتها
اكملت هنادي بإعجاب : يجنن الفستان من وين شريتيه خبريّ ما معكم ريال !
أخذت نفس ياسميّن لأن تعرف أسلوب هنادي الهمجي ،
ياسمين:  من عند عذاري صديقة الريّم أهدتني إياه
هنادي : عشتو هدايا وحركات
ياسمين :خلينا نوقف حكي وشوفي الشاحنات هذيك
هنادي : متحمسه اشوف وش داخل الاكياس
ياسمين : ان شاء الله خيّر
تابعت هنادي خلف خطوات ياسمين ، تشوف ياسمين وأناقتها حتى بعّز الفقر مع إن هنادي حالتها الماديه متوسطه بعكس ياسمين المُتدنيه ، تشوف خطواتها وكلامها وصوتها الناعّم وإبتسامتها الجميله ، دلّعها الي يذّوب الحديد
أو رشاقتها وجمالها وشعرهَا الطويل باللون الغجريّ ، غمازاتهّا وكأنها محفوره على وجه القمّر ،
عبايتها الانيقه ، تعرف أن اغلب لبسها من عنّد عذاري أو من محل أم حمد ، كل الألبسه الي على ياسمين عندها لكن م صارت بمثّل حلاوتها ،
: يلا امشي !
ركضت خلف ياسمين وهم يشوفون شاحنات كبيره بجنبّ بعض وأشخاص كثير متجمعين عليهم ،
ياسمين : خلينا نروح نسأل إي احد كيف نأخذ
هنادي : معليك يختي انا أعرف
تبعتها ياسمين ، وهم يوقفون امام الشاحنه الأولى
هنادي بهمجيه : انت ! يهيه ! تسمعني
رفع رأسه على فتاه ترتدي عباه متشققّه أطرافها ، باهت لونها من كثر الغسيل ، لافّه الطرحه بطريقه غريبه ،
: تفضلي ؟
هنادي : ابي ناخذ من ذي الاكياس لي ول أهلي ولأهل صديقتي
دقّت كتفها ياسمين وهي مختبيه خلفها : عيبّ أسلوبك عدليه
هز راسه وهو يشوف خلفّها كائن عجزّ يحدد من يكون ؟
لضخامة جسمّ هنادي وطولّها قدرت تختبي خلفه ياسمين ،
أخذت ياسمين نفس وهي تحاول ترقع المهزله إلي سوتها هنادي ،
لفّت برأسها يمين لتلقيّ عينه بعينها عضت طرف شفتها بآحراج وهي تعدل شعرها بطريقه عفويه
: لو سمحت
وقف الزمنّ فيه يسمعّها تناديه لكن عجز وهو يتأمل جمالها ، نعومتها بعكسّ الشخص إلي أمامها لو بيدّها لتأكله ،
أخذ نفسّ وهو يبلع ريقه يجاوب : إي تفضلي
تقدمت منه ياسمين بهدوء وأحمّرار وجهها زادها جمّال : أنا ..
تنفست بضيق وهي مو عارفه ترتب كلامها
: أمريّ وش تبغين ؟
لربُما أنه تجاهل كل الاشخاص الي يطلبونه وراح يجلس ينتظر منها الآمر
ياسمين : أنا أبي..
قاطعها : حاضر ، تبين الشاحنه كلها ؟ فداكَ والله
غمض عيونه بقهّر لانه زلّ بلسانه وخاف إنها تفهمه بشكل غلط ،
ياسمين بهدوء : أبي بس حق أربع أشخاص إذا ممُكن ؟
: إيه حاضر ،
ياسمين بخجّل : ولصديقّتي بعد
: كم عدد اهل صديقتك ؟
ضحكت ياسمين بخفه وهي تعدل شعرها : ١١ شخص
: أوف طابّعه ما شاء الله
عجزت تكتم ضحكتها خصوصًا لما شافت نظرات هنادي وكأنها بتقتلها
ابتسم من عذبّ ضحكتها م توقّع يلاقي وحده بالكمال والجمال بقريه مثلّ هذي ولكن على م يبدو " الفقر مقبرةً الجمال "
تقدم وهو يعطيها كيسينّ
ياسمين بصوت خافت يمّكن سمعه : هنادي ، ساعديني
هنادي بهمجيه : اشوفك داقّه حنك هنا وتضحكين عشانه يطقطق علينا ؟ ماني مساعدتك وأنت عطني ١١ كيس
أستغرب كيف للكائن اللطيف يكون صديقّ لهذي الهجميه
: طيب روحي للشاحنه الثانيه تعطيك
هنادي : وليه تعطيها من شاحنتك ؟ وانا من الشاحنه الثانيه
: أتوقع أنك شايفه أم م تبقى الا أربعه ؟
أنحرجت هنادي وهي تتوجه للشاحنه الثانيه
ميلت ياسمين شفايفها بعدم إعجاب لردّه ،
رفع نظره لها : فين سيارتك ؟ بوصل الاثنين البقيه معك
ياسمين : ما معايّا سيارة ، بيتنا قريب ببوصل الأثنين هذي وبعدين أرجع لك
: لا لا حلفت والله اوصلها معك
ياسمين : بس انت عندك شغل أنا عادي..
بمقاطعه : انا حلفت ويالله خليني أقفل الشاحنه وأجيك
هزت راسها بإحراج
ثواني وكأن أمامها حاملّ كيسين ،
ياسمين بإحراج ووجها يكتسيه اللون الأحمر : انت ..
قاطعها : أنا حلفت ويالله وين بيتك ؟
أخذّت نفس: بالشاّرع الثاني
هز رأسه وهو يتبع خطواتها
سرعان م وقف أول م شافها تضربّ جبيّنها بخفه
: شفيك ؟
ضحكت ياسمين بنعومه : نسيت هنادي والله تذبحنّي
رفع حواجبه بإعجاب معقوله هذي صديقة هذيك ؟
رفع راسه وهو يشوف نفس الشخص متقدم وحامل بيده اليمين كيسين وبيده اليسرى كيسين ،وعلى رأسها كيس
رجعت تضحك ياسمين من شكل هنادي
وسرُعان م كتمت ضحكتها لما سمعتها تقول : وش يضحكك ي ياسمين ؟
أبتسم بإعجاب حتى أسمّها ماخذ منها حتّه
ياسمين : ولا شيء
تقدمت لها هنادي وهي تمشي بالقرب منها وبالخلفّ شخصّ يستطيع سماع همسهم ،
هنادي : اشوفك مضبطه وضعك مع الغني
ميلت شفايفها ياسمين : عيب ! إيش الكلام هذا هنادي
هنادي : وأنا صادقه عند الله ، ومخليته يشيل أثنين ! عنك يالدلوعه اقول شوفي بيتي هذاك ساعديني ،
م تركت لياسمين إي مجال وهي تحّذف كيس بحضنها
ياسمين : بشويش ي همجيه !
هنادي بصوت مسموع : اقول شليّه وأتركي الدلع أخلصي
ياسمين: طيب عدليّه شويه إيدي اوجعتني
هنادي : بلا دلع يالله شوفيني بيتي ذاك
كشرت ملامح ياسمين من الألم ،
توقفت امام باب هنادي وهي تسمعها تردح بالحكي للآن : انا بنزلها وأعود اخذ البقيه
ياسمين : نزليّه شوي اوجعتني ايدي
تجاهلتها هنادي وهي تدخل ،
تقدمّ لها وهو يرفعها عنّها : عنّك
ابتسمت بخفه : شكرًا يا؟
: بتّال
رجعت تبتسم من جديد : شكرًا مرا ثانيه بتّال
خفقّ قلبه من رقتّها بنطق إسمّه
بتّال : العفو م سويت شيء ،
ياسمين : خلاص انت فيك تروح أنا بيتي هذاك
رفع نظره لبيتَ أمام عينه ، صغيّر جدًا
عبسّت ملامحه كل الجمال هذا وتعيش بمكان زي كذا ؟ والله ظلّم بنظره ،
بتّال: لا معليك أوصلها معك دامه قريبّ
هزت رأسه بطواعيه ، وتقدمو يمشون
خفقّ قلبها من الخوف وهي تشوف سعيدان يركض بجهتها صرخت وتساقطت الأكياس بالارض وهي تتختبئ خلف بتّال
ياسمين بخوف  : يبابّا
بتّال : هذا من ؟
ياسمين : هذا واحد مجنون
بتّال رفع نظره لسعيدان الي يركض وبيدّه عصا من حديد ،
بتّال : أركضي لبيتّك بلحقك بالأكياس بعد م أطرده
ياسمين : لا لا ،
بتّال : امشي يبنت ماهو ناويّ على خير
غمضّت عيونها وهي تركضّ م تدريّ فين كل الي تبيه تدخل البيت فتحت عيونها وهي تشوف سعيدان رفّع العصا بيضربها
غمضت عيونها وهي تحسّ بصوت الضربه ! ولكن
مو فيّها  فتحت عيونها وهي تشوف سعيدّان يركض وأمامها بتال ورأسه ينزف
صرخت : يمه ، بتّال ؟
لف عليهاّ وهو يتماسك نفسه لا يذبحّ سعيدان
بتّال : مافيني شيء يالله أدخلي
ياسمين بخوف : إلا فيك شوف جبهتك فيها دم
بتال: دم خفيف الحين ادخلي بجيب الاكياس
ياسمين : لا ان..
بتّال عبس ملامحه من عنادها : يبنت أدخلي قلت بجيبها
ميلت شفايفها بعدم إعجاب لصراخه عليها : لاتصرخ عليّ !
رفع حواجبه من نبرتهّا الباكيه ، كان بيتكلم وسكتّ اول م شافها تدخل
تحسّب من كل قلبه على المجنون الي كان بيذبحه ،
بس أبتسم بخفه أول م تذكرّ كيف ابعده عنها ،
-
الساعه ٢ ونصّ
الريّم : أتمنى من كل قلبيّ تكون تعرف
عذاري : أنزل معاك ؟
الريّم : طبعًا مستحيل أنزل لحالي
هزت رأسها عذاري وهي تنزل بجانب الريّم
أخذت الريّم نفس وهي تتوجه رأسها فيه ألف سؤال تتمنى تلقى إجابة عليهم ، او إجابة سؤال واحد
" من يكون عبدالعزيز ؟ "
دقت الباب ،
رفعت نظرها لإمراه عجوز
: يالله حيّهم ادخلو
دخلت عذاري بجانب الريمّ وهي تتفحص شكل المرأه ، مغطيّه نصف من وجههّا والنصف الآخر بايّن ،
تبعتهم وهم يجلسونّ على كراسي متفرقّه ،
وأماهم شاهيّ بدت بسكّب الشاهي
الريّم : تسلميّن يعمّه لكن م جيتّ اتقهوى جيت أسالك عن شيء وأجابته عندك
رفعت العجوز نظرها للريّم : إي يبنتي قولي ؟
الريّم لفت وجهها تلتقيّ عينها بعين عذاري ،
أخذت نفس وهي تسأل
: أمي كيف ماتت ؟
سقط كوبّ الشاهي من يدّ جواهر ورفعت نظرها لريّم الي تسألها
جواهر وهي تلّم القزاز بمساعدة عذاري والريّم : أمر الله ، ماتت من السكر
الريّم : لانكذبّ يعمه أبي الصدق
جواهر تسارعت دقات قلبها أدركت ان المجهول سينكشف الآن أم غدًا ،
جواهر : اجلسو
رجعت الريّم لمكانها وهي تتمّعن بنظرها في جواهر ،
جواهر : أدري أن الحقيقه أنكشفت ، وما جيتي إلا وأنتي عارفه ،
أمك توفت مقتوله
بلعت الريّم غصتها وهي تستمّع لعمتها
: أمك م كان لها أعداء ، كان لأبوك ، عّدو يهزّ الجبال من قوته ، كان سلطان يجاهدهّ ويدافع عنكم وعنّ نفسه ،
أخذت نفس وهي تستكملّ حديثها : ذاك اليومّ ..
" يوم قتّل أريّج "
واقفه بجانب سلّطان تتأملّه : يالله ندخل أكيد ورد والجازي أتعبّو ياسمين
ضحك بخفه وهو يحتضنها تحت ذراعه : أختلاف شخصياتهم عجيبّ م أصدق أن الريّم أختهم
ضربت كتفه بعباطه : سُلطان ! بالله عليكَ م تميّز بينهم أحلى حاجة إختلاف شخصياتهم مو يكونو نفس بعض
سلطان بإبتسامه : ياسمين هي الوحيده الي تشبهَ لك بالتصرفات وبالملامح
أريّج : يقلبيَ عليها..
قاطعهم صوت من خلفهم
: العشّاق غرقانين بالحُب أشوف
شد سلطان على كتفّ أريج وبهمس : لاتخافين
إلتفت للخلف وهو يشوف أبشّع شخص غيرته الدنيّا للأسوا ! أخوه عبدالعزيز ، عمّره م أعترف أن عبدالعزيز أخوه دايم يجّهله ويتجاهلهَ كلّه تفاديّا للمشاكل والعواقب الي تجي من تحت راسه ،
عبدالعزيز : أشوفك تسرقّ عيني عينك ي سلطان
سلطان : عبدالعزيز !
عبدالعزيز بقهر : ما هذي الحقيقه أصلًا ! انا كنت أبيّها قبلك ! ليه تسابقني عليها ؟
سلطان : من غبائك يمكن ؟ او من خيالاتك الي صوّرت لك أنك العاشق الولهان
عبدالعزيز أدخل إيده بجيبه : ليه ؟ ليه قلّو بنات العالم عشان تاخذها مني !
أريج بصراخ : هيّ أنتّ ! عُمري م حبيتك أنا طول عمري أحُب سلطان أنت واحد مجنون روح لللمستشفى يعالجونك
عبدالعزيز : طلع لك لسان يحّرم سلطان ؟
أشوفك ساكت عاجبك؟
شد سلطان على إيده خايف من عواقب الكلام هذا
: عبدالعزيز أنت م تحب اريّج انت شفتني أحبّها قررت أنك تاخذها مني ! بس هذا بالأحلام ، أو يمكن حتى الأحلام م بتحصل معاك ..
قاطعه صوت إطلاق نار
حسّ بجسد صغير يميّل بحضنه ، يمتلئ ثوبه بركةً من الدماء ،
رفع نظره لعبدالعزيز الي يضحك : قلت لك قبل  سنين أنا إذا م اخذتها ! م راح تأخذها أنت
صدقّني يسلطان ل أدفّعك دمّ قلبك ل أخليك تعرفّ من يكون عبدالعزيز ،
سكت سلطان يحاول إستيعاب أمر واحد
أريج ماتت ؟
نبضها ضعيف ؟
بتموت ؟
ليه يعبدالعزيز ؟
حسّ بأنه أصبح أبكّم لايستطيع التحدث
أغمضّ عيونه وهو يتوّعد بعبدالعزيز 
وبصوت مخنوقّ من العبره : والله يعبدالعزيز ، أنه أنت الي بدفعك دمّ قلبك إن طال الزمن ولا قصّر "
،
: وهذي هي حقيقة اللأمر المجهول يالريّم
شدت الريّم على يدها تخفي دموعها : وين إلاقيه ؟
جواهر : م بتلاقينه يبنتي ، أصبّح فّنى
إحتمال أنه عايش او إحتمال انه متوفي،
كل الي أعرفه أنه شخصّ كبير وعزُومه قويّه
من أكبر التجّار ،
الريّم : عنده عيال ؟
جواهر هزت رأسها : عنده ثلاثّ
فهد
شّجاع
بتّال
الريّم هزت رأسها : تتوقعين وين ألاقيهم ؟
جواهر بهدوء : أسالي وحده عندكم أسمها أم هنادي تعرف الحيّ والميّت
هزت راسها الريّم وهي تقّبل رأس عمتها وتخرج برفقة عذاري
مسكتها عذاري من يدها وهي تشوف تسارع خطواتها : ريّمي هدي
إحتضنتها الريّم وهي تسّمح للمطرَ أن يغرقّ البّلاد
تسمح لدموعها بالإنهمار على وجهها العذّب ،
م تدري ليه ابوها أخفى عليها فكرةّ أن عنده أخو
تنهدت وهي تحسّ بضيق يقفلّ عليها بيبان الفرّح
تعُلن إنطفاء نُورها ، هي مو خايفه إلا
من إنفجارها تعرف أن قوتها تسعفّها تهدم الدنيّا
ماهيّ خايفه من جمودهّا ، من لهيبّها هي تخاف !
بتحرقّ الدنيّا ل أجل أمّها ،
عذاريّ : الحين نرجع البيت أكيد خافو عليكَ
هزت رأسها وهي تتقدم للسيارة ،
الساعه ٨ الليل ،
أمام الباب ينتظرها ، رفع نظره لإنعكاس نور السيارة ، دليل قدومهم
نزلت منها وهي تحاول ان تتصّنع البسمه تقدمت له برفقة عذاري ،
عذاري : كيفك عمي سلطان ؟
سلطان : الحمدلله بخير،  أنتي ليه متأخرين للحزه هذي؟
عذاري : عشا..
قاطعتها الريّم:  قلت لك عذاري كانت متضايقه وتمشينا وما حسيّنا بالوقت أسف
هز رأسه : الله يبعّد الضيقّ عنك يبوي ،تفضلي
هزت راسها بالرفض : مره ثانيه الوقت تأخر
هز رأسها وهو يدخل برفقة الريّم
سلطان : قلتي العصر وأنتي هنا
ابتسمت الريّم : معليه م حسيت بالوقت
هز رأسه وهو يتقدم معاها يعرف إنها بتنفعل  لشافت الأكياس ، رفعت نظرها الريّم للأكياس المُنزله امام باب غرفتهم
الريّم : هذي وش ؟
سلطان : هذي لنا يالريّم
الريّم : قصدك تبرعات ؟
سلطان : لا ترفعين ضغطي خواتك مستانسين فيها لاتكسرين فرحتهم
هزت رأسها وهي تدخل
استغرب الهدوء الي حصل بالعادة تكسّر الدنيا
فتحت الباب شافت ياسمين تقيس فستان باللون الأحمر والواضح أنه من التبرعات ،
ابتسمت لها ياسمين : شرايك فيّه حلو ؟
هزت رأسها الريّم : حلو ، بنام لحد يزعجني
ميلت ياسمين شفايفها بإستغراب ، غريبه م تهاوشت معاهم ،
شافت ورد تتقدم لها : يجنن عليك ، المهم هذي حقت ناس او هم شارينها
ياسمين  : اتوقع الناس متصدقين فيها وهم جمعوها بأكياس وتبرعو فيها
ميلت ورد شفايفها : كان بخاطري يحطون مكياج
ياسمين: لقيت بكيسة الريّم
ورد بحماس : الريم تكفين بشوفها
الريّم بصوت مخنوق : اخذوها كلها مابيها  ،الف مره قلت يزعجني
هزت راسها ورد وهي تمشي بالقرب من ياسمين أخذو كيسة الريّم وتوجهو للمطبخ
ورد بحماس : يلا يلا خلينا نشوف
فتحت ياسمين الاكياس وهي تضحك على حماس ورد : صبرك شويّه
ابتسمت الريم بإعجاب وهي تشوف مكياجَ بعلبةً مُغلفه
ورد : اخيرًا أخيرًاا وناسه ياسمين بكره بحط بالمدرسه
الريم : طيبّ بس م تكثرين ،
-
يرتشّف من قهوته وهو يستمعّ لحديثّها
وخوفها من القادم ،
: والله ماهي ناويه لكّ نيه طيبّه يعبدالعزيز
عبدالعزيز ضحك بخفّه : البنت شجّاعه اكثر من ابوها
جواهر : لاتلعب بالنّار يعبدالعزيز لاتلعبّ فيه
عبدالعزيز : بصفتها من عشان أخاف ؟
جواهر : بصفتّها الريّم هذي الريّم يعبدالعزيز لايغّرك صغر سنّها هذي نسّل أبوك هذي نسخة مصغره من أبوك شجّاع ،
عبدالعزيز هذيّ شجاع لكن أنُثى
عبدالعزيز ميّل فنجالّه : والله لو هيّ من أقوىّ القُوم ، ل أواجهها وأخليها تلحقّ امها ، أنتي أسمعيني محد يعرف بالسالفه غيري وغيرك وغير ولدي شجّاع ، بقوله وهو يتصرفّ بالموضوع
غمضت عيونها بقهرّ
تعرف شجاعة الريّم من صغرها إستحاله حقّها ينوكل ، شجّاعه شجّاعه م تهاب من الأيام ولا تخاف من إي أحد ، راح تتعبّ وهي تنصح عبدالعزيز م يلعبّ بالنار والحينّ ؟
بيجيب شجّاع يدخله باللعبه ،
تعرف شجاعة شجّاع يمكن هو اكثر شخصّ فعليّا اسم على مسُمى ، لكن تخاف يلتقي بالريّم خايفّه عليه ، خايفه على شُجاع من الريّم ،
،

بالمكتبّ ، رفع نظره لإتصال والده
: آمر ؟
عبدالعزيز :تعال الآن ، يولدي شجّاع أحتاج شجاعتك
-
يتأمل الشيّب الذي غزىّ رأس أبيه يسمعّ لحديثه
يتخيلّ من تكون ؟ حتى تتجرأ أن تعيّد الزمنّ للخلف
تعيد أحداث الماضيّ على أشخاص الحاضّر
: وليه أنت خايف ؟
عبدالعزيز بهدوء : انا مو خايف أنا أعرف نسّل سلطان
جواهر قالت أنها تشبه شجاعة جدك شجاع
وهل فيه شخصّ ينافس قوةّ جدك ؟
ميلّ رأسه بعدم إعجاب لكلام أبيه : وكّل الأمر كله عليّ
عبدالعزيز : وش بتسوي ؟
سكّت شجاع وهو يستذكر مقابلات زيّد ،
عرفها من الأسم من بين جميع الملفات
يبي يستكشف من تكون الريّم ؟
هل هيّ فعلًا شجاعه ؟
خرج للخارجّ رفعَ نظره لجوال يشّع نورًا دليلَ على إتصال أحدهم
شجّاع بهدوء : أعلن النتائجَ بكره الصباح
-

غريبُ الآمر أيخشىّ شجاعٌ من شجاعَ ؟

الانستا
rewaih7

أنتي مجبنةً لي وأنا الشجُاع .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن