12

2.3K 109 117
                                    

-
حيّن تسقط الأقنعه
ويبُان ما خلفها
-
نزل شجاع بجانبه الشهود والمملك ، نِسف شماغه وهو يعدله ، وقف امام الباب ومقابل له سلطان الي معالم وجه توضح له الصدمه
شجاع : عمّي بتقلطنا؟
هز رأسه سلطان بالايجاب : حياكم الله
دخل شجاع وبرفقتة الشهود والشيخ ، دخل الى ان استقر بوسط المجلس أمام سلطان
سلطان : سبب الزياره يا شُجاع
شجاع بإبتسامه : الله يغنيك ويزيد من فضله ياعمي ما تقصر بالضيافه ، لكن اليوم جيتنا لك جيّت قُرب
عقد حواجبه سلطان وهو يصب لهم القهوه ويجلس امامهم
سلطان بهدوء وهو يحاول يتمالك أعصابه : ما بينا قرابه يا شجاع
شجاع : وأنا عشان كذا جايّ أعيد القرب بينا ، جاي أخطب بنتك الريم على سنة الله ورسوله
سقط الفنجال من يد سلطان بصدمهّ ، آخر شخص يفكر يعطيه الريّم شجاع ، إستحاله يلتقيّ موج ببُركان
سلطان وهو يشيل الفنجال ويرجعه لمكانه : كان ودنّا بالقرب منكم ، لكن غيركم سابقّ
عقد شجاع حواجبه : سابق ؟ ومن يقوى ياخذّها وأنا ابيها؟
سلطان : معيضّ ولد ربِاح
ضحك شجاع بسخريه : عميّ ، ما ودي أخذها بالغصب ، وما ودي أرجع اعيد صفحات الماضي معك
سلطان : عيّدها !
شجاع : نملك الليّله ، ويكون الفرح فرحين ، ملكة بنتك الليله وعرس بنتك الثانيه بكره
شد سلطان على يدّه بقهر : ما يصير نرِد لمعيض الرفض وأحنا قد قبلنا
شجاع : ارفضه وأرفض عشره غيره ، ناديّ الريم نملك
وقف سلطان وهو يقابل شجاع وجهًا لوجه : على جثتيّ يا شجاع
شجاع : جثتك؟ هذا المُبتغى
نطق الشيخ الي كان حاس بالالتماس من بينهم : صلو على النبيّ ، الرأي الاول والاخير للبنت ، نادوها نسمع رأيها
شد سلطان على يده بغضب : ما تقبل بنتي ! كيف أبرضى أعطيّها الثرى وهي الثُريا ؟
ابتسم شجاع بسخريه ، وهو بكلام سلطان استذكر كلام الريّم حين رفضت وشبهّته بالثرى وهي الثريا
نطق شجاع بهدوء وهو يهمس لسلطان : الليثّ
دارت الدنيا بسُلطان ، وكأنه كابوس ورجع له ، وكأنه حلّم وأستفاق منه ، وكأنه ببحّر الدنيا غارق ،
توقفت الدقايق والثواني والساعات بعينه ، حس بجسمه يتصلب ، كيّف ومتى وليه ، كيف عرف ومتى عرف وليّه يهدده بشيء يمِسه ؟
أظلمت الدنيا بعينه ، وهو عاجز عن التفكير وعاجزّ عن أنه يغفر لنفسه عن خطاياه مع ولده ، وعاجز يتناسى وعاجزّ أنه يقدر بسبب شجاع ، مسكه من يده الي توجعه ، وشدّ عليها
اخذ نفس وهو يحاول يبيّن عدم الأهتمام : ما اقبل فيك تكونّ زوج لبنتي يا شجاع
ابتسم شجاع وهو يكررِ عليه بالهمس : أريّج ، الليث ، عبدالعزيز ، وياسمين زوجتك كل ماضيك مدروس وكل أخطائك مكتوبه بدفتري ، لا تفكر ترفضني ، حزتّها انا الكاسب وأنت الخاسر ، بتخسر ثلاث بنات شاديّن فيك الهمّه ورافعين سقف ثقتهم فيك ، مو حلوه تردّ الثقه بكسّر ولا؟
وضع سلطان يده على جبينه وهو يجلس صعب ، صعب يقول إي وصعب يقول لا ، يتمنى الآن يحدث إي مصيبه او إنفجار أو موت ، توقف الي يصير ، محتاج أنه يفكر والوقت ما يساعده ، صعب يخسر بناته ، وصعب يبيع الريّم
صعب يكّون مع عبدالعزيز منجديد ، وصعب انه يواجه الماضي ، صعب صعب صعبّ
نطق بهدوء : نستشير البنت
ابتسم شجاع بثقه : نادّها هنا ، ما أظمن اجبارك لها
نطق الشيخ : الافضل تناديها هنا ، عشان تبرئ ذمتك حين ترفض البنت
نطق سلطان بصوت مسموع للببنات : الريّم
،
كانت تسمع احاديثهم ، ما تدري ليه ابوها بنهاية المطاف قرر ياخذ برايها ، تفكر معقوله شجاع هدد والدها؟
اخذت عبايتها وهي تحط طرحتها على رأسها بأهمال وتدخل
الريّم : السلام عليكم
تقدمت وهي تجلس بجانب سلطان ، شد سلطان على يدّها ، الأثنين واثقين بعض ، سلطان متأكد انها ما بتقبل وهي متأكده برفض سلطان لشجاع ، والاثنين بينخذلون بنفس الوقت ،
الشيخ : يالريّم اليوم جاين على سنة الله ورسوله نخطبك لشُجاع ، ويكمل نصف دينه ، فإن قبلتِي فلنعقد القرآن وإن رفضتي الخيره بما أختاره الله لكما
الريم بهدوء : أنا موافقه لكن بشرط
شد سلطان على يدها وهو ماتوقع قبولها ،
الشيخ : تفضلي
الريم : إذا وافق أبوي انا موافقه واذا رفض نصيبه مع غيري
ابتسم شجاع وهو ينتظر هاللحظه صغّر عيونه على سلطان والريم ينتظر يشوف الاحباط بملامحها حين يقبل سلطان ، وينتظرّ يشوف كسِر سلطان حين يعطي بنته
حس بالدنيا تدور فيه موقف صعبّ عاجز أنه يفرض رأيه فيه ،
نطق بهدوء وهو الآن قابل يخسّر كلشيء الا بناته صعب يطيح من عينهم حيّن يعرفون ماضيه ، وصعبّ أنه يكون الرجل السيئ بنظرهم وهو كان أفضل الرجال بعينّهم ، صعبّ صعب صعب
سلطان : أنا موافق
لفت الريم عليه بصدمه لكن سرعان ما أعتدلت وهي تلحظ نظرات الشماته بعيون شجاع ، ردّت إبتسامه النصر لشجاع وكأنها تثبت انه ولا شيء لها ، لا حيّ ولا ميت ، مجرد صنم ،
الريم : لي شروطي إذًا
مد الشيخ الكِتاب لها : تفضلي أكتبي
أمسكت الريم القلم وهي تبدأ تكتب ، شروطها ،
ردت الكِتاب للشيخ وهو يبدا يملي على شجاع شروطها
نطق شجاع بهدوء : غيّرك من البنات يطلبون الرجال بيوت،  أموال  وأنتي تشرطيّن هالشرط ؟
الريم وهي تحط رجل على رجل : قلتّها ، يطلبون رجّال يا شُجاع
سكت وهو يناظر لها ، وبدأ عقد قرّانهم إلى حين مد لها الشيخ توقع أخذت القلم وهي توقع ، لفت على سلطان وهي تبتسم له بخفه ، وملاحظه وجههّ الي قالب باللون بالأسود دليل رفضه وتعب
ما تدري وش هددّه شجاع فيه ، لكن تدري بأنه شيء كبير ، وإلا استحاله يقبل سلطان
همّ الشيخ بالخروج مع الشهود تارك البّراكين تشتعل ببيت سُلطان خلفه ،
ابتسم شجاع وهو ينظرّ للسلطان الي غير مُرحب فيه
سلطان : وش استفدت ؟
ابتسمت الريم وهي ترد على والدهها : يرفعّ من مقامه
عدل شجاع جلسته وهو يوقف : كثّر خيركم ، أجزيّتو بالعطاء
سلطان : الباب ياسّعه له جمّل
شجاع وهو يضحك بإتساع : اليوم صرت نسيبك وبحسبة ولدك تجازيني كذا ؟ معليه من حّر ما توجس يا عمي
همّ بالخروج وهو ينادي الريم بأمر : تعالي يالريّم
لفت الريم على سلطان حين مسك يدها : لاتخرجين!
الريم : ما يسوي شيء
سكت سلطان وهو يشوفها تخرج خلف شجاع ،
ناظرت له من بعيد واقف أمام السياره
تقدمت له بهدوء : ما أحب أسلوب الأمر يازوجي
ميلّ ثغره ، وهو يفتح السياره يخرج منها الذهب والألماس ، تقدم وهو ينزلها أمام الباب ويرجع للريم الي واقفه أمامه وما تحرك لها ساكن
شجاع بهدوء : أنتي حّرم الشجاع الحين والحاضر يعلم الغايب ، الذهب والالماس لك ، وإيشيء ينقصك علميني
ضحكت بإتساع وجنون : انا حلفت انك مو صاحي ! كيف تبيني اقبلها وأنت ولد القاتل؟
نسّف شماغه بهدوء : يهمني سمعتي بين الناس ، ويهمني زوجتي بين الناس ، ولا بينا ! ترىّ ما أشوفك إلا جماد يالريّم
ابتسمت الريم بسخريه : صرت أهمك عشان الناس ؟ ليش ما تصارح نفسك وتواجهها أنك منافق؟ وللا عاجز؟
سكر باب السياره وهو يلف عليها ويمدّ لها شيّك
ابتسمت وهي تلقتط وتلحظ الأصفار اللانهائيه ، قطعته اكثر من قطعه ونثرته بالارض وتكتفت تناظر له
ابتسم لها بسخريه : كنت متوقع
فتح الباب من جديد وهو يخرج ضرفيّن معبئه بالفلوس ويمدها بيدها الي كانت متكتفه فيها ،
شجاع: حّرم شجاع
شدت على الفلوس وهي تعرف أنه يغيضها ، ويردد عليها حرم الشجاع وكانه يذكرها أنها حِله وحلاله ،
صدت وهي تدخل متجاهلته الواقف يناظر لها من بعيد ، دخلت وهي تترك الذهب والالماس بالخارج ونثرت الفلوس بجانبهم ، تقدمت للدخول وهي تشوف سلطان حوالينه ورد وياسمين ، وورد الي منهاره يذكّرها بشعورها وإجبارها حين أتهمومها وأجبروها تقدمت تجلس على ركبتها وهي تناظر لسلطان : بنّنتك شُجاعه ، ما تهاب منه ولا من غيره ، لكن الشيء الوحيد الي مو مقنعني كيف قبلت فيه وانا واثقه فيك بترفضه ؟ وش الشيء الي هددك فيه شجاع ؟
تغيرت كامل ملامح سلطان ، يعرف بفطنة الريم ودهاهاّ : ما هددني بشيء ، اتركوني ارتاح واخرجو
سكتت الريم وأثبت لها ابوها ان شجاع مهددّه
خرجت للخارج وهي برفقة ورد وياسمين
جلست ياسمين بهدوء تناظر لهم : الصدف غريبه !
ورد : مين هذا عشان يجبر بابا ! اكيد يقرب لرابح
ابتسمت الريم بهدوء : أسوا من رابح
ياسمين بهمس : بنات أدري مو وقتي لكن أنا بعد انخطب
شرقت ورد بالمويه الي بيدها : يمه! مجبوره اكيد ؟ مِن مَن ؟ أكيد رابح صح؟ او هذا مادري شسمه جشاع اتوقع ! او يمكن اخوانهم من ميين
ابتسمت الريم وهي تضحك بإتساع بهالموقف: لا لا ! اص لاتفضحيني عند بابا
عدلت ورد جلستها : بسرعه مِن مَن ؟
لفت الريم على ياسمين بتساؤل : بتّال؟
سكتت ياسمين بحرج وهي تهز رأسه بالايجاب وتمد لهم يدّها وتوريهم الخاتم الي توسط اصبعها البنصر
حطت ورد يدها على خصرها : عشتو ! ليش كذا تعلمون بعض ولا تقولون لي ؟
الريم بسخريه : زوجة مليونير ما نهمك
سكتت ورد باحباط وهي تجلس امامهم  والهوى يداعب خصلات شعّرها البنُيه ، الي تحاوط وجهها المنُير بالظلمه : بنات ! بكره زواجي
ياسمين : كلشيء جهزناها فساتين وأغراض لك ، شنطك جاهزه ، مكياجك كامل ، حجزنا عند ميكب ارتست وهير ستايلست ، كلشيء جاهز
ضربت ورد بخفه على كتف ياسمين : مو كذا ! أقصد بعيش حياه ثانيه بعيد عنكم مع ام رابح الغثيثه، بنات والله صعب اتعايش مع شخص مشلول ما يتكلم معي ولا يتحرك ولا يعطي اي ردات فعل
ابتسمت لها الريم وهي تلحظ خوفها تكلمت بهدوء عكس العواصف الي بداخلها ، وبعكس النيران الي تلتهمها : من قالك ما يحس؟ هو بنيّ آدم مو جماد ، يحس فيك ويناظر لك ويسمعك لكن يعجز يبدي اي ردة فعل ، ترى يسمعك انتبهي تجيبين العيد عنده
عدلت ورد جلستها باستماع للريم : يعني لو اقوله بحلظة غضب مثلا اكرهك واكره امك بيسمعني؟
ياسمين وهي تضرب كتفها : حرام ! ليش تكرهينه ما يجي منه أذيه
اسندت الريم ظهرها للخلف : يسمعك ، ويحس فيك ، ولا يفّوته إي تصرف ، انتبهي للكلامك معه وأنتقي اعذب الكلام معه عكس العواصف الي بتعيشينها مع أهله ، خليكّ ملجأ له ،خليه يشوفك عافيته وسمعك وحروفه المكبوته بداخله ، تراه امانه برقبتك مثّل ما أنتي امانه برقبته ، لاتسمعين لاحد ينتقص منه ! ولا تفكرين حتى
خلخلت ورد اصابعها بشعرها : بشتاق لكم !
ابتسمت ياسمين لها : مو بعيده
ورد : بعيده ! مسافة طويله
الريم : خلك شُجاعه لاتخافين من أحد ، الي يقل إحترامك أمحيّ أحترامه بالكامل والي يحترمك احترميه بنفس الاحترام
هزت ورد رأسها وهي تناظر للريم ، ملامحها ما تُبدي إي حزن على زواجها الاجباري ، أو على حُزنها ورد بهدوء: زعلانه ريوم؟
لفت الريم عليها بهدوء : مِن ؟
ورد : زواجك
الريم : طبعًا لا ! الخيره بما أختاره الله لي
ياسمين بتغييّر للموضوع : ياعروسه أوقفي نامي ، قدامي يالله
هزت راسها ورد بالايجاب وهي تعرف انها ما بتنام ، همت بالوقوف مع ياسمين ودخولهم للداخل تاركينّ خلفهم حرُوب وعواصف وأمواج وبركان وجليد يعيشه إنسان واحد ، رجعت شعرها خلف أذنها أمسكت بالوشاح وهي تحطه على كتفها وتخرج للخارج الحوش ، محتاجه تعاتب نفسه ، محتاجه تعيد الفكر برأسها ليش قبلت بسهوله ليش ما قالت انا مابيك ، يمكن لأنها علّت سقف أحلامها بوالدها ، الشيء الصعب الي تعيشيه وش الي مخوف والدها ، كان يّلوح على صدرها وشعرها الهواء البارد وهدوء المكان ما ينشافّ الا نّور القمر ونُورها ،  مشت بخطواتها وتفكيرها الي يوديها لبعيـد ، ما كانت تحس بالدربّ، إلى ان صحت على نفسها وشافت أنها بعيّده أتمّ البعد اخذت نفس وهي تشوف الوقت تأخر حيّن أذن الفجرّ كم لها ساعه تمشي؟ وكم لها سنين تعّوم في موج افكارها ، مشت إلى وصلت البيت لحظت الهدوء ببيتهم تقدمت وهي تدخل غرفتهم تلحظ عمُق نوم ورد دلالة نومها المتأخر
وياسمين الي شاده على يدها وكأنها تحمل أكبر كنوز العالم ، جلست بالقرب منهم وهي تتمنى يكون حظ ياسمين أفضل من حظّهم ، عاشت قصة حبّ نهايتها زواج ،
اسندت براسها وهي اليوم مو مقرره تداوم ابدًا ، تبيّ ترتاح وتعيش يومها بأكمله مع عروستهم ورد ، أغمضت عيونها ومالت بجهتها اليمنى حطت يدها تحت خدها لكن سرعان ما حست بمّوج البحر ينهمر على خدها ، مسحت دموعها بسرعه من حست بياسمين تلف عليها وتصحّى ، لفت ياسمين على الريّم الي خدّها أمتلى بالموج المّالح : الورد بوجنتك مو حّرام تغريقه؟
سكتت الريم وهي تشوف عذبّ الكلام منها ،
ياسمين وهي تمسح دموع الريم الي عاجزه عن التوقف بعكس ملامحها ما تدل على دموعها بل تدّل عن أن دموعها كانت اقوى منها وانفجرت بورد خدّيها : ما نمتي؟
هزت الريم رأسها بالإيجاب : لا
سكتت ياسمين وهي تلحفّ الريم : نامي
اغمضت الريم عيونها ، كان صعب توقف مُوج البحر وهي على سفينةّ ما معها ربُان
،
الساعه ٩ صباحًا
كان واقف يشوف ياسمين ترتب الاغراض
ياسمين بهدوء : كلشيء جاهز
سلطان : بنروح من هنا ١١
هزت رأسها ياسمين بالايجاب وهي توقف تدخل المطبخ تاخذ لها كوبين قهوه ، وخرجت وهي تمد الكوب لوالدها والثاني ترتشف منه
ياسمين بهدوء : ما أصدق ! اصغرنا وتزوجت
ابتسم سلطان وهو يبادلها الهدوء : الله يوفقها عساه بداية خيّر لها
ابتسمت ياسمين وهي تشوف ورد امامهم : على طاريك
ميلت ورد شفتيها وهي تمسك غصتها ودموعها تقدمت وهي تحضن سلطان وتبكي : مابـي !
ابتسم سلطان وهو يمسح على رأسها : يوم زواجك وتبكين؟ والله أنك نكديه يا وردتي
رفعت راسها : انا نكديه!
هز رأسه بالايجاب سلطان وهو يشوفها تكتف وتلتقط كوب القهوه من يده : أجل انا نكديه
ودخلت للغرفه ، ضحك بإتساع من حركتها ، وابتسم لياسمين الي مدت كوبها له : حنّونه يا بنتي !
ابتسمت وهي تشوف رفضه بأخذ الكوب ، رجعت ترتشف منه وهي تتأمل إيدها بين تاره وتارّه ،
سلطان : الريم وين؟
ياسمين : نايّمه أكيد
سلطان : مو بعادتها
ياسمين : صعب تداوم او تصحى بدري وأنت عارف إيش حصل لها أمس ، شيء مو بسيط ، لكن إن شاء الله يكون خيّر رجال لها
هز راسه سلطان وهو يردد اللهم آمين خلف أدعية ياسمين ، عقد حواجبه وهو يشوف جواله يرن
ياسمين : مين يتصل؟
سلطان بهدوء : رابّح
وقفت ياسمين وهي بجانب والدها تستمع لمكالمتهم
رابح : صباح الخيّر ، لاتتأخرون علينا الساعه ١١ وانتو بالقاعه ، العروس لازم تاخذ صور مع عريسها
سكت سلطان وثواني حتى أقفل الجوال بوجهه رابح
ياسمين : صوته مستفز ! يالله !
ابتسم سلطان : جدًا
،
تشرب قهوتها وهي حاطه رجلّ على رجل : كلمته ما يتأخر !
لف رابح عليها وهو منقهر : قفل الجوال بوجهي !
ضحكت أم رابح بإتساع : يعطيّها وضعيه الي ما أطيقك
جلس رابح امامها وهو يصب له قهوه : ولا كأنه اليّ خطط لكل هذا
ام رابح بهدوء : حبيبي هذا نسّل شجاع ! أكيد بيكون ذكي وطالع لأبوه ما راح يبين لهم تلاعبّه الي يصير من خلفهم ، والله ما ارحم الا بناته لما يعرفون حقيقته
سكت رابح : بنته الكبيره حلوه
أم رابح وهي تنزل فنجان القهوه أمامها : لاتفكر ! ولاتحلم حتى
سكت رابح وهو يسند ظهره للخلف : أتمنى بيوم ينكشف قناعه أكون حاضر
أم رابح : قريب
هز رابح رأسه بالايجاب وهو يوقف : أنزل مهاب
ام رابح : إي
همّ رابح بالصعود للأعلى وهو يتوجه لغرفة مهاب ، دخلها وهو يشعر ببرودة المكان وهدوءه، على عربيته يتأمل الخارجّ تقدم رابح له : ياعريس ، عرسك الليله
سحب الكرسي بهدوء وهو يتوجه للمصعد وينزلون سويًا ،
أم رابح : صارت ١٠ ونص على ما نمشي نكون وصلنا القاعه ١١
هز رابح راسه بالايجاب وهم يتوجهون للخارج ،
مرت النصف ساعه ، والآن امام القاعه ، نزلت أم رابح متجاهله مهاب ورابح خلفّها ،
ورابح أيضًا الي تجاهل مهاب ناطق للسواق : نزله ، ودخلّه للداخل ،
،
واقفين أمام القاعه ، اخذت ورد نفس عميــق وهي تفتح الباب وتنزل ، برفقة ورد وياسمين ، وخلفها والدها الي توجه لمهاب ،
تقدم سلطان من مهاب وهو يناظر له بهدوء : مّبارك يا عريس
تشوفهم من بعيدّ وقدرت تلحظ ملامح مُهاب الهادئه اغمضت عيونها تطرد افكارها من سمعت صوت ياسمين : ياعروسه مشينا للداخل تتجهزين
تقدمت ورد وهي تمشي بالقرب منهم للداخل ، الى ان وصلت لغرفة التجهيز
ياسمين : الميكب ارتست تقول عشر دقايق وهي هنا
الريّم بهدوء : تتوقعون عمي جواهر بتجي؟
ياسمين : اكييد ! بابا عزمها
الريّم : انتبهو تتكلمون عندها عن ملكتي ابدًا لاتفكرون
ياسمين بهدوء وهي تخرج فسّتانها : حَرام عليك ! حبّوبه
الريم : ما ارتاح لها ، لحد يفكر يقول لها
ورد وهي تناظر لهم : ما نعرفها ! متى آخر مره شفناها قبل ســـنيييين طويله ما اتوقع انها بتحضر واصلا بابا عزمها عشان ما يحز بخاطرها
سكتت الريم وهي تناظر لهم : باخذ لي شور
وقفت ورد قبلها : لالا ! انا قبلك
الريم : لاتطولين
ورد بهدوء : بس ساعه
ضحكت الريم وهي تناظر لياسمين الي تناظر لفستانها ويدها ممدوه أمامها وقفت خلفها : تحبينه؟
لفت ياسمين بهدّوء عليها وهالسؤال يفجّر بداخلها ملايـين المشاعر الي تعوم فيّها : أحبّه وبس ؟
سكتت الريم وهي تجلس ، عرفت عُمق حُب ياسمين لبتّال ، هالمره تدعي من صادق قلبّها أنه يكون لها خيّر سند وخير رجّال بحياتها : متى بيخطب
ياسمين وهي تفتح جوالها : قال ليّا آخر الاسبوع ، بس انا برفض وبخليّها يآخرها ، الاوضاع مو مرتبه
هزت الريم رأسها بالايجاب ،
،
جالس بجانب مُهاب وأمامه رابح الي يعيد الكلام عليه من أول حضوره : بالله عليك يا سُلطان لا يفوتني الحدث
استند سلطان ظهره للخلف وهو يناظر لرابح : صدقنيّ لو ما تسد حلقك لأخليك تعيش أسوا كوابيس حياتك بواقعك
سكتت رابح وهو يعرف جِنان سلطان وقوته ،
رابح : هذا وانا اخو العريس
سلطان بهدوء وهو يرتشف قهوته : ليتك أنت المشلول ماهو مهّاب الي يعقّد له جبال
سكت رابح وهو يناظر لمهاب
فعلا اخذ له من اسمه نصيب كان من صغره يهُابونه الكل ويحترمونه لانه يعامل الكل باحترام ، وعمره ما جات الاذيه منه ، والي يفكر يأذيه ينعِدم ،وكان مالك قوه لاتوصف ، مثل ما قال سلطان يعقد له جبال
،

أنتي مجبنةً لي وأنا الشجُاع .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن