P-5

1.4K 109 15
                                    




؛ هيا بنا . ان كنتي تريدين الانتهاء من هذا بسرعه فعليك مجاراه ما يقوله والدي ؛

قال امجد و هو يمد يده يحاول مساعدتي في النزول من السياره . لكنني تجاهلتها و اكتفيت بابتسامه اخفي بها انزعاجي من هذا الوضع  .

زيارتي لوالد امجد اشبه بعرف تقليدي . و كعلامه و اثبات على ولائي . كنت كأي مشروع يأخذ تقرير عنه كل اسببوع و للاسف كان امجد طفل ابيه الذي ينفذ كل ما يقوله ليعطيه والده كل ما يربد .

دخلنا قصرهم الأخاذ . للاسف انه ملك لهذه العائله . اتجهنا إلى غرفه الطعام . لتستقبلنا تلك المائده المملوئه بكل الاصناف . اي احدٍ غيري سيرى هذه المائده كأفضل ترحيب و تقدير و جائره . لكنني اعلم ان لا احد يستطيع اكمال طبقه هنا .

على هذه المائده تصبح لقماتك كالحجر عالقه في حلقك . لا يمكنك بلعها او الصراخ لطلب النجده . هنا يتغذون على النقاشات المحتدمه و الاصوات العاليه. يفرضون قوتهم بقبضتهم و تكسير كل ما على الطاوله . الاحترام بينهم معدوم و كأنه يقلل من شخصياتهم . حقًا لا استطيع فهمهم . انهم كائنات همجيه غبيه . لا فائده من التدخل بينهم .

لذا في كل مره كنت الزم مقعدي البعيد عنهم . احاول اكل بضع لقمات بينما اصواتهم تعلوا و تتكرر سيناريوهاتهم في كل مره .

إلى ان توقف النقاش عندي .

؛ اذًا سمعت ان العرض كان ناجحًا . من الرائع اني عينتك على تلك الشركه ؛

شددت على اسناني محاولتًا عدم اظهار انزعاجي . ليست شكرته بل شركتي . و رغم انها بنقوده إلا انني لم احصل عليها بالمجان . نظرت الى طفله المدلل احاول ان اضع كل نظرات الغيض فيه . كل هذا بسبب امجد . انه كالعاله على حياتي . ظننت ان امره سينتهي بعد عام او عامين بالكثير لكنه مهووس . انه مريضٌ حقًا . مهما كان تعاملي معه فظًا مسيئًا منفرًا لم يكن يترك ياقتي . بل يزيد تشبثًا بي . بل انه بدأ يستخدم اسلوبًا آخر لردعي و تخويفي .

تعرفت على امجد بعد التخرج بعام . كان في حدث للمبدعين و رؤساء الشركات . ان كنت تريد استثمارهم فعليك عرض فكرتك و اقناعهم بذلك . رغم بذلي لجهدٍ مضاعف و سهر الليالي لمده عام كامل . إلا انني لم اصل للمتوقع . لذا حين قدم لي امجد بكل رجوله و لباقه و اقنعني انه سيلح على والده بشأن مشروعي . كدت انهار من السعاده . لكنني لم اعلم انها كانت وسيله للتقرب مني فقط . كان يقابلني في كل مره بحجه انه سيخبرني باخر التحديثات و انا كالحمقاء آتي راكضه لأتفاجئ بانه حجز مطعمًا كامل و صنع جوًا شاعريًا ليخبرني بكلمتين بشأن مشروعي .

بعد فتره فقد الأمل بجعلي اقع في حبه . و بدأت ابتعد عنه وقد ايقنت ان لا فائده من تصديقه . لذا في العشاء الاخير و الذي زعمت انني لن اقابله بعدها . احضر والده معه . كانت كالمفاجئه لي . كدت اخرج تصاميم فكرتي من هاتفي لولا ان امجد اوقفني و بدأ بالتعريف عني لوالده . و الصدمه هنا . فقد اخبره بأنني حبيبته . من الامكان فجأه و من حيث لا اعلم .

نظرت له و كلي علامات تعجبٍ و استفهام . كنت اريد تصحيح الأمر لكنه امسك بيدي بقوه و همس في اذني بأنها فرصتي الوحيده .

على تلك الطاوله التي لطالما حلمت بأنني سأجلس عليها . بقيت صامته . كنت بينهم لكنني غارقه في بحر افكاري . في لحظات حصلت على مبنى لشركتي . اوراق اثبات و صلاحيات . رأس مال و كل ما احتاج . كانت حرفيًا في لحظات معدوده . المقابل حريتي . حياتي العاطفيه . شعور الحب و كل ما يرافقه .

نظرت إلى امجد . لم يكن ما كنت احلم به . ولا قريبًا حتى . انا بالكاد اعرفه . شخصٌ مهووس اعجب بشكلي الخارجي فقط . هل انا مستعده للبقاء معه طيله حياتي ؟ . كنت افكر بالناجحين و رواد الاعمال . و من اريد ان اصبح مثلهم . لم يقل احد ان حياتهم العاطفيه مثاليه كأعمالهم . لذا لما اطلب الكثير . يمكنني الاستغناء عن جانب ان اردت الآخر . أليس كذالك ؟

في هذه الاثناء فكرت بسحر . رغم انني ابلغ الرابعه و العشرين إلا انها كانت حبي الأول و الوحيد . و في النهايه ذهب من يدي لذا لا اتوقع من نفسي ان اقع بالحب مره اخرى .

انهيت نقاشات عقلي على هذا الاساس . وقمت بمصافحتهم لأنهاء العقد بيننا . لم احاول قرائته جيدًا فعقدٌ كهذا لن يكون بإمكاني فسخه لذا لا فائده من قرائته و التأمل بأن هنالك نهايه .

لكن بعد ان رأيت سحر مره اخرى توجهت إلى غرفتي بسرعه بعد ان عدت من قصر والد امجد . كنت ابحث عن ذلك الملف الكبير الذي اخفيت فيه العقد الأسود . تصفحته بكل شغف . وخاصه بعد نجاح لعبتي الأولى اصبحت النقود شيئًا استطيع الوصول إليه و لو بعد فتره .

رأيت الملف و قرأته بتمعن . لكنني لم ازدد إلى خيبه . اسندت ظهري على الحائط و سمحت لجسدي بالانهيار ببطئ . كانت عدم قرائته افضل لي . الآن حتى ذلك الشك الصغير قد اختفى من امامي . الامل الصغير الذي كنت اخفيه لمثل هذه الاوقات تلاشى بلا عوده .

دخل امجد الغرفه و قد لاحظ انني امسك ملف العقد . و هذا ما اثار غضبه .

؛ هل اوصلتك تلك الفتاه لهذا الحال ؟؟ ؛

صرخ بعنف . لكنني لم اكن املك القوه لاغلاق اذني او اسكاته حتى .

؛ سوف اطردها .. وسوف اطردها امامك ؛

ضحكت ضحكه خافته و كأن ما بيدي قد فادني قليلًا . لذا قلت بكل ثقه .

؛ وفقًا للعقد الاسود هذا . لا يمكنك التحكم بأيٍ امرٍ بشركتي و هذا يشمل الموظفين ؛

استشاط غضبًا اكثر و اكثر . لكنه هدأ فور احساسه بالهزيمة . وعاد كهيئة الكلب امامي . يمسك بذراعي يتوسل اي ذره من الحب له . كان يعرض الحب و المال و القصور و كل ما اريد . لكنني لم ارد إلى لمسه لخدها الناعم و الشعور بخصلات شعرها الاسود تمر بين اناملي . لا اعلم لأي مدى استطيع تحمل قربها مني و بعدها عن لمستي . قد اصل لمرحله اريد انا اطردها بنفسي لكي لا اقوم بما اندم عليه .

لكن في الوقت الحالي لا يستطيع اي احد ابعادها عني . و لن اسمح لأي احد بإتعاسها و هي بجواري . اريد ان اشبع رئتي برائحتها و كل حواسي بها . هذه امنيتي الوحيده .











للي وصلوا للبارت الخامس و مازالوا يقرؤون ودي برأيكم

وشاح النضجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن