أسَى الحُب بين أراضي جينغ و وي

الفصل الـ٣٥ | أبذل قصارى جهدي لحمايتكِ قبل أن تتم الأمور

تقدمت العربة إلى قصر وي يانغ. أحضرت نان غونغ شو ني لو جونغ شينغ لتحية والدتها البيولوجية، وبالتالي لم تعد مع نان غونغ جينغ نو.

لقد اختفى المزاج المبهج الذي رافقهم في طريق الذهاب إلى هنا. جلس كل من تشي يان ونان غونغ جينغ نو بهدوء. في وقت ما، بدأت رقاقات الثلج بحجم الريش بالتساقط من السماء. كان المشهد هادئا تماما.

تمايلت بهدوء، ثم حطت بلا صوت، أو ذابت بلا صوت، أو اختفت بصمت.

بمجرد أن تمكنوا من السماع بشكل غامض لخطى العربة وهي تسحق الثلوج المتراكمة، كانوا قد وصلوا بالفعل إلى قصر وي يانغ.

قفزت تشي يان من العربة أولا. رفعت يدها كما حدث من قبل: "صاحبة السمو"

لامست أصابع باردة جليدية راحة يدها، فقط لأن نان غونغ جينغ نو أعطتها مدفئ يدها.

أصبحت نظرة تشي يان جادة. سلمت مدفئ اليد إلى تشيو جو، ثم أمسكت بيد نان غونغ جينغ نو: "الطريق زلق في يوم ثلجي، هذا التابع سيقود سموكِ باليد"

زمت نان غونغ جينغ نو شفتيها، لكنها تركت تشي يان تمسك بيدها. سار الاثنان نحو القاعة الرئيسية.

...

بمجرد وصولهم إلى أبواب القاعة، دعت تشي يان نان غونغ جينغ نو للذهاب أولا، ثم قالت لتشيو جو: "تشيو يو جيجي، أتساءل عما إذا كان هناك أي كحول للكدمات في القصر"

"نعم هنالك، ستذهب هذه الخادمة لإحضارها على الفور"

"شكرا جزيلا"

سارت تشي يان إلى الداخل لترى أن النافذة في القاعة الداخلية قد فتحت. وقفت نان غونغ جينغ نو بهدوء أمام النافذة، وشاهدت الثلج يتساقط من السماء.

قالت تشي يان بهدوء: "الجميع يمكنكم الذهاب الآن"

"مفهوم"

سارت تشي يان بإتجاه نان غونغ جينغ نو: "صاحبة السمو"

"مم"

"لقد اشتدت الرياح، كوني حذرة من البرد"

تنهدت نان غونغ جينغ نو بهدوء، ثم ابتعدت عن النافذة. أغلقت تشي يان النافذة، ثم سارت إلى جانب نان غونغ جينغ نو: "صاحبة السمو، لقد أصبحت العباءة بادرة. من الأفضل خلعها"

قامت نان غونغ جينغ نو بنزعها. تلقت تشي يان العباءة، ثم علقتها على اللوح القابل للطي. مشت حولها لتحضر منشفة جافة قبل أن تعود إلى جانب نان غونغ جينغ نو.

كانت نان غونغ جينغ نو جالسة على الطاولة. وقفت تشي يان بجانبها بمنشفة في يدها، ومسحت الثلج المذاب على الجزء العلوي من رأسها باهتمام.

"يمكنك العودة أولا أريد أن أحظى ببعض الهدوء لنفسي"

كان مزاج نان غونغ جينغ نو الحالي منخفضا تماما، ولم تكن نان غونغ شو ني هنا أيضا. تمنت حقا أن تبقى تشي يان وترافقها بدلا من ذلك. حتى لو لم يكن هناك شيء للحديث عنه، فإن مجرد الجلوس بهدوء مثل هذا سيكون جيدا أيضا.

كانت هذه هي المرة الأولى منذ أربعة عشر عاما التي لم "يدعمها" فيها والدها الملك. لم تتعلم كيفية التعامل مع هذا الشعور بالظلم بعد.

لكنها أدركت فجأة شيئا في طريق عودتها إلى قصرها. كانت غير راغبة إلى حد ما في أن تكون بمفردها مع تشي يان! ظلت تشعر كما لو كان هناك شيء إضافي بينهما الآن، شيء لا يمكن تعريفه. كان شيئا لم ترغب في توضيحه، ناهيك عن مواجهته.

تصلبت حركات تشي يان، ثم أجابت بهدوء: "اسمحي لهذا التابع بتجفيف شعر سموكِ قبل المغادرة"

انتزعت نان غونغ جينغ نو المنشفة من يد تشي يان، ثم ألقتها على الأرض: "ابتعد!"

ألقت تشي يان نظرتها للأسفل، ولم تتحرك.

أصبح غضب نان غونغ جينغ نو ملحا، رفعت ساقها لركل تشي يان. ولكن في اللحظة الأخيرة، ظهرت كلمات نان غونغ شو ني في ذهنها فجأة، إلى جانب مشاهد وقوف تشي يان أمامها مرتين لحمايتها. أوقفت نفسها بالقسر.

جلست مرة أخرى على الكرسي، ثم أشارت إلى الباب.

لم تتحدث تشي يان أو تتحرك. يمكنها تخمين جوهر أفكار نان غونغ جينغ نو. بعد كل شيء، كانت قد ربت أختا أصغر من قبل.

وضعها نان غونغ ليّ في موقف محرج أمام الجميع اليوم، مع هيمنة كاملة في القوة واللغة. كانت قلوب الفتيات في هذا العمر في أكثر حالاتها حساسية وهشاشة.

إذا كانت ستستمع إليها وتغادر الآن، فلن يحل ذلك فقط الانطباعات الجيدة التي تراكمت خلال أيام من التخطيط إلى لا شيء. سيكون من الصعب الدخول إلى قلبها من الآن فصاعدا.

لكن... هل يجب أن تستخدم هذا النوع من الطرق؟

مما لا شك فيه أن دين الدم المستحق على عشيرة نان غونغ سيتم دفعه بالدم. وبمجرد أن يحين الوقت، ستأخذ حياة نان غونغ جينغ نو بيديها! لكن، هل كانت هناك حاجة حقا لخداع قلبها أيضا؟

عندما رأت أن تشي يان لم تتحرك، شعرت نان غونغ جينغ نو بتحسنٍ قليل، لكنها تحدثت دون أن تعني ذلك: "ألم أخبرك أن تغادر؟"

تماما عندما أنهت جملتها، ركعت تشي يان بكفاءة أمام نان غونغ جينغ نو. طرقت ركبتاها الأرضية الباردة الجليدية بصوت مسموع.

أسقطت تشي يان رأسها. كانت برك الكهرمان في عينيها لا تزال مميتة.

لم تكن هناك طريقة أخرى!

تم قطع جميع الطرق عليها منذ أن أصبحت "تابعًا داخليا" لم تتمكن من المشاركة في السياسة. كانت ثقة نان غونغ جينغ نو غير المشروطة هي مفتاح انتقامها.

كان النبض داخل الجسد الذي كان يجب أن يموت ينتمي لقلب فاسد. ما هي الأخلاق التي لا تزال بحاجة إلى مراعاتها؟ ألم تتخذ قرارها بالفعل؟

أربعة عشر، ما مدى ندرة هذا العمر؟ جاهلة بالرومانسية، هذه بداية الاهتمام بها.

"ماذا تفعل؟" انهض!"

سمحت تشي يان لنان غونغ جينغ نو بسحبها دون جدوى. بمجرد أن بدأ صوتها يحمل أثرا للغضب، تحدثت: "لقد عانت صاحبة السمو من سوء المعاملة بسبب هذا التابع"

أخذت نان غونغ جينغ نو نفسا. ضربت كلمة "سوء المعاملة" قلبها مباشرة. هذا صحيح، متى عانت من مثل هذه المعاملة السيئة؟

توفت أمها الملكة مبكرا. كانت القرينة ليانغ من نفس عشيرة الملكة الأم، وبالتالي كانت تعتمد عليها كثيرا. قبل أن تبلغ من العمر ثماني سنوات، كانت تذهب في كثير من الأحيان للبقاء في قصر باي بو. لم تعد مرة أخرى منذ أن ساءت علاقتها مع نان غونغ ليّ.

"انهض!"

"مفهوم" ظلت تشي يان واقفة حيث كانت. تنهدت نان غونغ جينغ نو بهدوء: "اجلس"

"شكرا لصاحبة السمو"

ظهر صوت طرقات على الباب.

"اللورد فوما، هذه الخادمة تشيو جو أحضرت الكحول التي طلبتها"

"ادخلي"

وضعن تشيو جو الكحول على الطاولة. أعطت تحياتها، ثم خرجت من الغرفة.

"صاحبة السمو، دعي هذا التابع يلقي نظرة على يدك"

لم تر تشي يان أي ردة فعل من نان غونغ جينغ نو، وأخذت زمام المبادرة لسحب يدها. قالت بهدوء: "ستتحول إلى كدمة بين عشية وضحاها إذا لم يتم تدليكها جيدا. هذا من شأنه أن يؤلم لعدة أيام أخرى"

رفعت تشي يان كم نان غونغ جينغ نو. كانت بصمة اليد الغامضة على معصمها الفاتح زرقاء قليلا بالفعل.

"صاحبة السمو، يرجى التحمل قليلا. سيكون الأمر على ما يرام بمجرد أن يتم تدليكها"

"مم"