في يوم من الايام حكي أن رجل كان يلقب براوى الروايات وصانع الاحلام اتي الي قرية تدعي قرية المعدومين فقد عدم اهلها كل شئ كان لا يوجد لديهم مال ولا جمال ولا يحسب لهم حساب.. اراد ان يجعل لهم شأنا أو يهدى لهم سبيلا للعيش والرخاء وأن يتجانسو مع بقية العالم فلم يلبث هنيهة حتي وضع أحد قدميه بعتبات أحلامهم وتوغل باذهانهم ليعطيهم قوة من داخل ضعفهم وهوانهم ف زارهم فى بيوتهم وبشوارعهم وبجوار اغنامهم حتي أنه زارهم فى أحلامهم... وماكانت إلا لمائم من الدهر حتى استطاع أن يأمرهم بترك الملذات وانزال مؤونة الهوان.. تركت بصمة المذلة علي أعناقهم فلم يستطيعو نجيٱ!!..
* أقترب اللقاء!.. اننى اشعر كأننى مثل عصا موسى لى في هذه الدنيا مآرب اخري.. تلك العادات وخلافاتها أرهقتني.. يحسبه الاهل أمنا واحسبه جحيما!!.. قال لى احد ذات مره أن الجمال خلق من جوف حواء زينة لها.. فلا تهتم اذا تعكرت يوما مياة العذاري!!.. النور آت والحرب قادمه لا محاله.. اننى أنا البيضاء أحمل معي سر النبؤة.. من قلب " جيرين " التقيت ذاك الحكيم الذي جعلنى انتظر اليوم الذى ساحرر فيه مصير الضعفاء.. اشعر كأننى مثقلة بكل شئ.. ولكنه النور الذي يبعثنى الي حيث سبيلي لكى اتحرر واحرر معي سبيل العذارى !!..*
.... البارت الاول.....
* جميلة انتى يابيضاء *
" قالتها لبابة القلب وهى تقطف ثمرة المانجو لتبتسم البيضاء بحزن فهى تعرف حقيقة انها ليست جميله كما بقية القرية !!.. ولكن لم يغيب عن بالها دهاء لبابة القلب وفصاحة لسانها، تركت فى نفسها شكا لم يلبث اعقاد الثوانى لتعود لحقيقة أن الجمال لا يأتى للناظر من اول مره ولكن صديقة عمرها وفلذة كبدها كانت ترى الجمال الكامن فى خلدها وبداخل دهاليز قلبها الابيض كما اسمها.."
البيضاء : اصمتى لكى لا يسمعك " اسودون " فنعود الى بيوتنا وقد فعل بنا كما فعل باجدادنا الاولون
لبابة القلب : هذه البلد عقيمة باهلها لا بسبب "اسودون " أنه يتحكم بهم لانهم يسمحون له
البيضاء: اسمعينى ايتها البلهاء ان لم تتركى عنك هذا الكلام وتتحركى حتى ننهي عملنا سريعا لاسوف اتركك واعود
لبابة القلب : لماذا يعمل الجميع فى القرية بهذا الذل الا يكفى اننا لا ناخذ مقابل عملنا الشاق هذا !
البيضاء : لا امل منك ابدا، سنضيع على يديك يوما ما
" عاد الجميع الى منازلهم فجلست " البيضاء " بغرفتها وكانت الوحيدة فى القرية التى تمتلك مرآة وكانت تخبئها فلم يعرف عنها احدا منذ اعطتها لها امرأة عجوزا غابرة ذات ليلة فلم تتبين ملامحها بفعل الظلام لتخبرها بكلمات بأذنها اعادتها أكثر من مرة حتى تأكدت إنها حفظتها وكانت وقتها " البيضاء " لم تكد تكمل عامها الثالث عشر وها هى الآن علي اعقاب الزواج !!.. بدات تفكر بكلمات " لبابة القلب " هل هى جميلة حقا أم أن رفيقتها تهون عليها مشقة الحياه، وهل سوف يعجب بها شاريا ويتزوجها لجمال قلبها وحسن دهائها ام سيزوجونها بالطريقة المهينة التى اعتاد عليها أهل القرية، بدأت تتذكر عرس أختها " رحيق الزهور " فلم يلبث أن فرت دمعة من عينيها !!.."
* بيت الصياد *
ايهم : أين الطعام يا امى أننى أكاد أموت جوعا
قمر الزمان : أصبر قليلا يابنى فلم يأت أبيك بعد واخشى ان نبدأ بدونه فيحدث مانشهده منه وأنا لم أعد أستطيع محاربة والدك
ايهم : لماذا تصبرين عليه يا امى
قمر الزمان : أصمت أيها الغبى أننى لم أعد أستطع سماع هذه القصة كل يوم فلتتركنى فى الحال ألا يكفى العيش فى هذه القرية العقيمة
ايهم : لا أقصد يا امى فلتغفرى لى واعطنى يدك لاقبلها طوعاً فاننى أشهد الله إنك أرق والدة رأيتها بعمرى
قمر الزمان : إذن إذهب لترى أين والدك ولتزح عنى كلماتك المفرغه هذه
*أنه اسودون *
"قالتها إحدى الفلاحات وهى تعدو الى داخل الحقل وتكاد تلهث من شدة الخوف فما كانت دقائق حتى دب الرعب أوصال العاملين بالحقل فمنهم من تعجل بجمع الثمار ومنهم من صارت دقات قلبه لا تعينه حتى ظن أنه الموت لا محاله.. تقدم " اسودون " وهو يرتحل فرسا أشهب رفيع العنق مدبب الساقين يحمل رقعة بجبهته نقش عليها * رعد الجنوب * يحمل فوق ظهره رجل قوي البنية وجهه ملتهب شديد الحمرة يدعونه "اسودون ".."
اسودون : أنتم أيها الحثالة عديمي النفع!
" حدث هرج ومرج فبقى الجميع ينتظرون كلمته وهم يملئهم الرعب ينتظرون الحكم عليهم فى شئ لم يفعلوه.."
عصافر : سيدى " اسودون " لقد أتيت
اسودون : انظر ياعصافر الى هؤلاء الحمقى لقد تاخر محصول هذه السنة بسبب كسلهم المعتاد
عصافر : سوف لن يستهينو ياسيدى فقد أدخل معى وارح قدميك واترك هذا الامر لى
"وقد كان " عصافر " داهية يملك عقلا قذرا تجتمع به صفات لئيمى النفس وكان يلقب بكريه الرائحه، فلم يكد يصل إلى موضع حتى يعلم الجميع أنه قادم.. ادخله الي بيت الحقل الذى خصصه اسودون لعصافر لمتابعة عمل الفلاحين فلم يكد يجلس حتى انتفض سريعا حينما استمع لذاك الصوت !!.."
اسودون : ماهذا ؟!.. الذى يحدث
عصافر : لا ادرى اتكئ ياسيدى وسوف اذهب لأرى
" كانت البيضاء تجلس على حافة " نهر سلومون " وقد شجاها منظر العشب بداخل مياة النهر لتبدأ غنائا عذبا لفت إليها الناظرين!..
" ياحلوة الحلوات... ياجميله في الخلوات
يازين الايادين... خلقت للذهب والماس
طابت الارض ليكى... والفاكهه للحلوات
يازين الايادين... خلقت للذهب والماس "
عصافر : أنتي أيتها الحمقاء ما الذى تهزين به
البيضاء : اننى أأسف ياسيدى لسوف اعود الى عملى فلتغفر لى زلتى
عصافر : هيا عودى الى عملك أيتها البلهاء
لبابة القلب : لماذا تعتذرين اين الخطا الذى فعلتيه أيتها الضعيفه
البيضاء : اصمتى الآن أو سارتكب فيكى جرما لا ينقصنى اسطوانتك هذه
لبابة القلب : أننى لا اكترث لهذه القريه الحاقد أهلها، اتمنى لو اخرج منها ولا أعود أبدا يكفى ماعشته وما رأيته
" لم تكن ساعات حتى انتهى العمل وعاد الجميع الى منزله وكانت" البيضاء" تجلس مع والدتها "فج النور" حتى انتفضتا على صوت خبط الباب وإذا به رسول "اسودون " يدعو " البيضاء " أن تحضر الى القصر، دب الرعب فيهن ولكن كانت والدة " البيضاء " فصيحة وذكية تفطن للحديث من اول كلمه، ذهبتا الى القصر وقلب " البيضاء " يكاد يسقط امام قدميها.."
" قصر مهيب مشيد بالقوارير به زخارف نقشت بلغات قديمه يصعب فهمها وعلى مقدمة القصر وضع اسدين ابيضين معلق برقبتهما سلسلة من حديد يكاد الجوع يفتك بطونهم لو وضعت قدما رجل بوسطهما لأصبح لقيمة وانتهى فى الحال، وعلى بوابة القصر يقف حارسا فارع الطول اسمر اللون لا يملك شعرة واحدة فى جمجمة راسه، يحمل سيفا بطول القوس لو وضع سهوا على طاولة خشبية لانقسمت اثنتين، امره رسول " اسودون " بفتح بوابة القصر ودلفا بداخله لتتناسي " البيضاء " سبب مجيئها وهى تنظر الى داخل القصر.. "
البيضاء : أمى, انظري انها نعام ؟!
فج النور : سبحان الله, سبحان الله ما منع خيرا مما وجد
البيضاء : انا لم اري شيئا بهذا الجمال في حياتى
فج النور : سبحان الله, الله انشئ والله قادر اسمعى يابنيتى لا تذكرى الجمال مادمتى فى حضرة "اسودون "
" دخلتا الي ساحة بها فلاحات كثيرات يعملن بالقصر راتهم " البيضاء " يحملن القدور ويملئنها بالمياه من " نهر سلومون" ويحملونها الى داخل القصر ويستمر الوضع على هذا الحال طوال اليوم !.."
زمزم : اناديتى علي ياسيدتى ؟؟
"نظرت " البيضاء " بجوارها اذا بفتاة لا هى جميلة ولا قبيحة تعطى سماحة وقبول لوجه الرائي.. دست في يدها شئ ثم اختفت فى الحال.. نظرت "البيضاء" من حولها ثم اخفتها بملابسها ودخلت الى حيث اوصلهم الرسول الى صرح " اسودون "
....
أنت تقرأ
سبيل العذاري
Fantasyغريب هو وضع العذاري يتخطين آلالام والوحدة والخوف.. نخاف أن نبقى وحيدين وان لا تترك لنا هذه الدنيا أثر.. نعيش وحدنا وسط جمع من الاهل والأصدقاء أيضاً، لا ينجح فى الهروب سوى عدد قليل منا، يمتهن المصاعب وينجحن رغم قسوة الظروف وغفلة الضعفاء تهوي بهن الى...