" كان الصرح واسعا مليئا بالاعمده الزخرفية المنتهية بقباب شكلت على هيئة قرود تصرخ وكأنها تطالب بشئ ما، ويتوسط الصرح عرش مهيب مطرز بالاقمشة الكتانية باللون الفضى والذهبى لتعطى الصرح فخامة تليق به.."
عصافر : إنها هى ياسيدى, لقد اتت
فج النور : لقد اتينا بين يديك بنائا على طلبك ياسيدى ولى عندك طلب المغفره
اسودون : اذن انتى تتعالين على قوانين القرية وتصغرين شأن اسودون !
البيضاء : حشانى افعل ياسيدى وانت تكرمنا و..
اسودون : لا تنطقى حرفا أيتها اللئيمة ألا يكفى رعيتكم أيها الكسالى
فج النور : أرحم ضعيفا فى الارض يرحمك من فى السماء ارفق بحكمك ونحن تحت يديك ياسيدى
اسودون : فلتبتعدى ايتها الماكره ناكرة الجميل إذهب ياعصافر خذ هذة الفتاه " لسجن جيرين " ولا أريد رؤية وجهها مرة أخرى
فج النور : يكفى ياسيدى اعفى عن ضعيفا أتى اليك معتذرا اننى لا أدرى ماذا فعلت ابنتى ولكننى أعاهدك ألا تعيدها مرة أخرى
عصافر : هيا ايتها الحمقاء اذهبى امامى
البيضاء : ارجوك ياسيدى اننى لم افعل شيئا فلتغفر لى زلتى
اسودون : هيا ياعصافر ما الذى تنتظره
" صرختا كثيرا وانفصلت الاثنتين إحداهما للخارج والاخرى القوها " بسجن جيرين " حيث الافاعى وظلمات فوق ظلمات وتلك الأصوات المرعبه الدائمه تحت الارض لم يعلم أحدا حتى يومنا هذا من أين تأتى ؟!!.."
" بيت سليمان "
سليمان : إذن يا أبى لم تعد لتلك الخريطه قيمة فنحن لا نعرف أى خط فيها ولا أى طريق لا تشبه هذه الخريطة قريتنا أبدا..
نصير : اصبر يابنى وسوف يتبين كل شئ تبدو احجية كبيرة تحتاج للصبر والمساعده لقد سمعت أن فى القرية رجل يدعى راوى الروايات وصانع الاحلام لا اعرف هل هو ساحر أم منجم ولكننى سادعوه غدا لأرى ما لديه
"لم يكادا يكملان حديثهما حتى التفتا الى خبط الباب وإذا بها فج النور تبكى وتطلب المعونة فى مصابها.."
زهرة التوليب : إنها فج النور تقول لقد أخذوا البيضاء لسجن جيرين
نصير : إذن لقد حدثت النبؤة، الم اقل لك أن تصبر يابنى ؟!
سليمان : اى نبؤة يا ابى ؟!..
نصير : لنستدعى ذلك الرجل سريعا..
" وما لبث أن اتو بالراوى فاتى بهيئته الغجرية المعهودة لديه إذ كان يرتدى جلبابا من الخيش وكنزة صوفية مقطعه وحزاء مهترئ وكوفية كبيرة فوق راسه ويرتدى الكثير من السلاسل التى تعطيه طبع غجرى مع لسانه الذى يوصف كل شئ "
سليمان : انه هنا يا ابى
الراوى : سلم سلم، ما عجز عنه الضعيف انهاه القوى
نصير : سمعنا انك تعرف حكاوى غبر عليها الزمن فلم يعد يسمعها احد
الراوى : ماعلمته معلوم وما عند الله اعظم
نصير : اذن ما تفسيرك لنبؤة سجن البكاري
الراوى : اعلم ان الحرب ستقوم ولن تنتهى الا بدحر الخوف.. ما دامت قلوبهم ترضى المهانة ستبقى السجينة سجينة ولن تعود البلاد على عهدها ابدا
سليمان : ولكننى اريد ان اعرف ما الذى حدث اوصل القرية لكل هذا
الراوى : ساحكى لك يابنى ولكن لتعلمو أن الكلام لا يخرج إلا أن يأتي بأذى فلا يخرج حديثنا خارجاً حتي لا تصيبنا المهالك.. ذات يوم كانت هذه القرية جميله بها القباب والمساجد والقصور وعلا أهلها فوق جميع القرى المجاوره فكانو يرتدون أحسن الحلي وترتدى نسائهم أفخم الجواهر ويتزينون ويتطيبون باحسن الطيب وعلا بعضهم على بعض فكانت تتم الزيجات بأن تتزوج الرأس بالرأس.. الوزير يناسب الوزير والخادم يناسب الخادم فلا يعلو زوج عن زوجه ولا زوجة عن زوجها.. وفى يوم أحب عبدا ابنة القاضى وقد شغف بها حبا فلم يستطع صبرا وذهب ليخبرها واستدرجها مرة واخرى حتى لانت واحبته هى الاخرى فلم يدرى كيف يجتمع بها فاخبرها أن تجهز فى منتصف الليل وسوف ياتى ليأخذها ليهربا من هذه القرية ويتزوجا بعيداً وقد يعودان بعد حين، ولكن رأتهم سيدة فأخبرت " القاضى " واجتمعت القرية وشددو على أن يعاقب العبد على فعلته، فأقاموا الحد منهم من قال يقتل حتى يخشى فعلته من أتى بعده ومنهم من قال يفنى إلى بلاد بعيدة فلا يعود أبدا ولكن كان فى نفس القاضى محبة لابنته لم يستطع كسر خاطرها أو أن يقتل الحب الذى فى قلبها فاختار له النفى وفى نفسه أن يبعدها معه هى الأخرى ليتزوجا فى بلدة أخرى، نفي الفتى وأتى موعد أن تذهب إليه ابنة القاضى ولكن علمت القرية بسر فعلة القاضى فاشتد الغضب وعلت الهمهمات وطالبو بقتل القاضى، فاجتمعت زمرة من المتمردين أحرقوا منزل القاضى بمن فيه فلم يخرج منهم احدا حيا، وهناك انتظر الفتى كثيرا ولم تاتى الفتاة ولا أبيها فانتظر حتى أخفى الليل ستائر الظلام وعاد الى القرية يتخفى عن الانظار ووصل إلى بيت القاضى ورأى ما رأي فبكى وصار يزيل الرماد ويضعه فوق رأسه حتي علي نحيبه ليفيق أهل القرية على صوته فاقامو الحد عليه أن يحرق مثلما أحرقوا بيت القاضى، اشتد النزاع فهرب الفتي من بينهم وتواري ولم يعلم عنه أحد شيئا حتى يومنا هذا
سليمان : وما سر اسمائنا الجميله التى لا توصف شكلنا فنحن كما ترى ليس لنا نصيب من الجمال
الراوى : تغير حال البلاد بعد موت القاضى آتاهم قاضيا ظالما لم يكن همه إلا جمع الثمار والمؤنة وضع قوانين أن من يملك أقل من فدانين أرض تؤخذ منه ويعمل فلاحا عند القاضى هلكت البلاد وكثرت الفتن وغلت الأسعار وانتشرت لعنة اجهمت وجوههم واكفهرت ابدانهم وغلفت عقولهم فصمتو على حالهم واتبعو رؤسائهم حتى اتاهم " اسودون " فتحكم بهم ولم يستطيعو له رفضا، اما الأسماء فكانت لاجدادنا رمزا للعزة التى عاشوها فتوارثتها الاجيال دون وعى منهم حتى تعجبت الفتاة كيف تسمى عقيق الزهور وهى قبيحة هكذا ولا تدرى سر اجدادها الاولون
نصير : لدينا هذه الخريطة لا ندرى لها خطا ولا تمثل القرية بأى شكل ولكننى على يقين انها لنا فهل تعرف عنها شيئا ؟؟
الراوى : انها خريطة تمثل " بحر حوريس"
و" انهار جندب " وهذا هو " نهر سلومون " ولكن تغيرت القرية ولا أدرى كيف ولكننى على يقين أن من يفسر هذه اللغة سيعرف الي ما ترمز الخريطه
سليمان : ومن سيفهم هذه اللغه واى لغة هذه اصلا ولما نقشت على قصور اسودون واتباعهه ؟
الراوى : سوف نعرف كل شي ولكن اولا يجب ان يجتمع اهل القرية للحرب القادمه
سليمان : اتهزي بنا, اهؤلاء الحمقى سيقفون ضد اسودون؟!
" بيت الصياد "
قمر الزمان : استيقظ ايها الكسيل يكفى نوما
أيهم : لتدعينى انام يا امى اننى لم اذق للنوم طعما منذ يومين
قمر الزمان : اسمع ياولدى لقد تحققت النبؤه
أيهم : ماذا كيف؟!.. وما الذى حدث ؟
قمر الزمان : انها البيضاء ابنة فج النور اخذها اسودون وهى الان " بسجن جيرين "
أيهم : ياللهول اذن ما الذى يجب فعله
قمر الزمان : اتسالنى انا ايها الاحمق فلتخرج تشمم الخبر واحزر ان يكشفوك يابنى
ايهم : لا تقلقى يا امى عساه خيرا
" طال انتظار أيهم لهذه اللحظه حتي يعلن نفسه حرا أبيا !!.. ان مضاجع الخوف جعلت له مخبأ بضلوعها فعاش حياته يخربش وجهه حتي يصير قبيحا.. لم يكن أحدا من أهل القرية يعلم سر الجمال الذى يحمله أيهم وراء علامات الخدوش على وجهه !.. "
أنت تقرأ
سبيل العذاري
Fantasyغريب هو وضع العذاري يتخطين آلالام والوحدة والخوف.. نخاف أن نبقى وحيدين وان لا تترك لنا هذه الدنيا أثر.. نعيش وحدنا وسط جمع من الاهل والأصدقاء أيضاً، لا ينجح فى الهروب سوى عدد قليل منا، يمتهن المصاعب وينجحن رغم قسوة الظروف وغفلة الضعفاء تهوي بهن الى...