البارت الثالث عشر

0 0 0
                                    

" اننى اكاد اعتصر الما.. عيناي مغلقتان واذناي مشوشتان ويداي ضخمتان جدا ولا اعلم لما هما فوق راسى؟!.. فتحت عيني ببطئ لاري رؤية مشوشه ولكن الاصوات بدات تتوضح اكثر هناك صريخ ما الجميع ينثر كلمات مبهمه.. انتفضت من ذلك السهم الذي اخترق مسمعي وانطلق مسرعا بجانبى حتي اخترق حائط من خلفي!.. فتحت عينى عن كامل محجريهما ليتوضح امامى كل شئ!.. ساحة وشبان وجلاد بجانبى وعرش مهيب يجلس من فوقه * اسودون *.. ماذاا؟!!.. هل انا اقف على حائط القوس؟!!.."
*انطلق سهما اخر تفادته البيضاء هذه المرة!.. ذادت الهمهات وبقي الجميع ينتظر مصير الموت لها.. لم يعلموا ان من داخل العذراء يوجد النقاء وبه ينهزم سواد مصيرها.. صرخت البيضاء صرخة ارتد صدي صوتها لاكثر من مرة بداخل ساحة القوس ليرتج لها قصر * اسودون *!..*
البيضاء : هل هكذا اصبحت زعيما علينا؟!.. كم انك اصبحت ضعيفا هشا ياسودون !!..
" انطلقت صافرات الغضب من اذن * اسودون * حتي حسب الجميع انها وضعت مصير مقتلها بيدها هذا اليوم!.. ولكنها استمرت تعيد كلماتها بشجاعة حتي اوقفها ضربة السوط على ظهرها جعلتها تئن الما لتقع مغشيا عليها !!.. حدث صمت مطبق اخترقه صوت البارود الذي اخترق سقف الساحة وسرعان ما جعلته هشيما تذروه الرياح!.. هرب الجميع وخلت الساحة واختفى * اسودون * ليعود البارود يخترق مخازن الغلال وغرف الصوامع وابتدأت الحرب ليمتقع وجه * اسودون * وما كانت الا لحظات احتسب فيها النصير انهم الغالبون حتي اطلق ذاك الحارس بوق من شرفة القصر فتح علي اثرها بوابة ضخمة تسحبها سلاسل معلقة على ظهر اربعة فيلة ضخام الهيئة مرعبي الطلعة يترأس فوق احدهما حارس اسود اللون ضخم البنية يملك بوقا لم يكد يلازم فمه!.. ظل يصدر اصوات من البوق تلو الاخري حتى افتتحت البوابة عن اخرها ليخرج من خلفها جيشا مجهزا بالسيوف والرماح!.. *
الراوى : لناخذ البيضاء ونهرب لنعود الي جيشنا
سليمان : ومن اين نصل لقلب الساحة ليس هذا شئ هين
الراوى : بلي نستطيع ولسوف يفعلها ايهم الان
ايهم : ولماذا انا ؟! اتحسبنى فيلا !..
الراوى : بل انت من ستحقق بيدك نبؤة العذارى هيا ياابنى اخترق صفوفهم وانتشل البيضاء وعد بها الي حيث جيشنا
أيهم : اتهزأ بي ؟!.. وهل وحدى اهزم جيشا من المردة الاسودي النفوس !
الراوى : بلي، انت ايهم وانت وحدك ولدت بخارجها وعشت بداخلها ووحدك استطعت خرق القوانين ووحدك تستطيع تحقيق نبؤة العذارى.. عد الي هناك ان البيضاء تنتظرك ونحن نعتمد عليك ياابنى فلا تستهين بقوتك وارادتك !
" اختفي ايهم بين الجمع الغفير حتي وصل الي الساحة وكانت خاليه الا من البيضاء ظلت معلقة مغشيا عليها!.. اقترب حتي ارتقي الى موضعها ليصدم بالرمح الذى استكان امامه فلم يستطع التحرك قيد انمله!.. لم يدرى كيف العمل واذا بالارض تهتز من تحته فاوجس خيفة وظن انه هالك لا محالة !.. انشقت فتحة امامه ليظهر منها درج صغير بقي ايهم ينظر بتعجب حتي قطع تشتته صوت خلدون يأمره ان يحرر البيضاء وينزل بها الان !.. لم يملك ايهم وقتا للتفسير اقترب مسرعا من البيضاء وكانت يدا ايهم قويتان سرعان ما ازال عنها القيد تحت انهمار الرماح من فوقه فما كانت الا لحظات حتي اختفيا عن ناظري اسودون وحاشيته!!.."
" اشتعل غضب * اسودون * وامر بتحضير غرف المياة!.. اخذ عصافر مفاتيح الغرف واتفق معه على ان يتحمل مسؤولية المياة وليهتم اسودون بالجيش فعاد * اسودون * يخاطب معاونيه على التخطيط لمواجهة من تعدو عليه وتجرأو لمحاربته.. وقد اذداد غضبا حينما علم ان حاكم بلدة * ميادين شيكل * مشترك أيضا فتوعد له شر وعيد!!.."
* البيضاء *
" اصوات الفحيح تعلو من حولى ذاك المكان احفظه جيدا تململت عيناى ففتحتهما ببطئ لاجد نفسى بداخل * سجن جيرين * ولكنه لم يعد كاسابق عهده ان النور يخترق جميع ازقته.. التقت عيناي بتلك العيون المجعده والشوارب البيضاء الغير مهندمه!.. ان ذاك الوجه لا يملكه الا رجلا واحدا احفظ عقله عن ظهر قلب.. اقتربت منه لتعلو منه ابتسامة خفيفة شعرت معها اننى املك السماء!!.. ان ذاك الرجل به شئ يجعلنى قويه ومتمردة وقابضه لكل احلامي.. "
البيضاء : خلدون ؟!!
خلدون : ارتاحي قليلا ياابنيتى لا تجزعى!
البيضاء : سعدت برؤيتك ياسيدى
خلدون : بل انا السعيد بك ياطفلتى
" افلتت دمعة من عين لبابة القلب ولكنها بطبعها قوية مريدة لا يعينها لحظات الضعف على المضي قدما، ظلت دائما مندفعه قوية لا يعيقها الا تلك البلدة المنهزمة ، ولكنها كانت تعلم ان الايام ستحصد ما زرعه الضعف والهوان بداخلهم حتي يأتى النصر حليف لاهله فلن يخشى بعدها احدا تسلط الحاقدين، ستبقى العفيفة عفيفة وتبقى تلك المكافحه التي تعرف كيف تستغل قدراتها في التغلب على مصيرها والمضي قدما بحزافر الالم وتخطي الصعاب حتي يهنئ للجميع رغد الكرامه وتخطي المذلة التي يعيشونها على يد اسودون !.."
لبابة القلب : والان كيف العمل ؟!
البيضاء : سنعود الي القصر لا بد من مواجهة اسودون !..
خلدون : حسنا, الان فلتسمعوا لى، سنعيد العذارى للقصر وهن يستطعن مواجهة الحراس ولفت انتباههم حتي ندخل نحن الا حيث أتي " اسودون "
البيضاء : هذه مهمتك ياايهم لتاخذنى الي حدود " بحر حوريس "
ايهم : حسنا !..
* بحر حوريس *
انطلقت صافرة من جبال موريس الشاهقه تعلن ان الحرب ابتدأت في الشمال.. تكاثر جيش اسودون وقد اتته الجيوش طائعين له من كل صوب.. وعلى بحر حوريس كان ينتظر صفوان لتنفيذ هجوم علي القرية!!.."
" ساحة الحرب "
سليمان : اننا لم نخطط لهذا ان جيش اسودون يكاد لا يعد ولا يحصى !!..
الراوى : هؤلاء لن يتحركو حيدا واحدا الا بامر اسودون.. عند نهاية امره تصبح الجيوش جميعها طوعا لنا
النصير : حسنا انصتو الي!.. امر هذه الحرب يعود الى الخريطة التي معنا ان اسودون يحفظ كل شبر بالقرية والقرى المجاورة لها.. لذلك يجب ان نستدل بها حتي نجد مرادنا..
منارة : اننى حفظتها عن ظهر قلب.. استطيع ان اخذكم بمتاهات القصر
الراوى : حسنا، لتذهبي الي مخازن الغلال واعيدى لنا ما استطعتى من مفاتيح الغرف.. يجب ان نجعل اسودون وحيدا لا مقابل ليعيطه حتي تعود الجيوش ونفرق عنه اعوانه..
" اريد ان اتوقف قليلا ولتشعرو معي بحجم هذه البلية !.. هذه ليست حرب للكسل او الخمول ولا تبدو كمهاجمه لبلدة ما لسرقة اهلها ! انها حرب بداخلي وهى الاعظم على الاطلاق !.. فهذه الحرب لا تنتهى الا بدحر الضعف والهوان الذي اختلقه ذهني وسمح للشر بالتوغل بداخلي فلم املك طاقة لمحاربة كل مايحدث لي، تبدو كمكيدة عظيمة ليس لها سبيل الا بلملمة كافة جوارحى والضغط على مشاعر الكبت التي لازمتنى، التف الخوف حول عنقى كالطوق وكم عانقنى سنين حياتي حتي حسبته جزئا مني !.. والان انا اقف على حافة الهاوية وقد اضيئ كل شئ من حولى!.. اننى قوية الان واستطيع فعلتها واعلم اننى لست وحيده فانني تقف معى سواعد الاقوياء وامانة الاصدقاء وحكام العدل بالبلاد وحتي الساحرات!!.. قوة لا بأس بها امام عدد غفير من قوات " اسودون " الغاشمه !.. "
" توغلت منارة بين خادمات القصر وقد كن يختبئن وهن يملئهن الرعب !.. ارتدت مثلهن وخرجت خفية وكانت ذا اذن صائغه تعرف كيف تسترق الكلم من حولها فاستمعت لاحداهن تحكى عن مكيدة احاكها احدهم ضد " اسودون " ذهبت مسرعه الى حيث مخازن الغلال وغرف المياة لتجدها جميعها دون حارس والابواب ليست مغلقه كما رأتها اول مره !!.. تعجبت كثيرا ولكن لم تملك وقتا فقد تلثمت بوشاحها وانطلقت بداخل احداهن وهناك رأت العجب العجااب !!.."

سبيل العذاري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن