البارت الرابع عشر

0 0 0
                                    

* قصر اسودون *
" تراصف جيشا يترأسه اسودون وكان يمتطي فرسا هجين فضي اللون يحمل فوق ظهره سرج مزركش شد لجامه وانطلق به كالموج الغاضب!.. وفى جانب اخر كانت تحدث المؤامره الكبري, عصافر ذاك المقيت ذو الوجه الكريه كان يغزل الخدع دون ان يدري عنه احدا!.."
" عند منارة "
" فى زاوية الغرفة كان يعلق انبوب تندس اولاه بداخل الصوامع وينتهى بفتحة كبيرة بالحائط، اخذ يجذب المياة بقوة للخارج !.. انذهلت منارة ولكن لم تملك وقتا للبحث عن اخر تلك الفجوة، خرجت مسرعه لتجد فرسا يرافق عصافر وباحدى جانبيه يحمل سرجه سلسلة تحمل مفاتيح مختلف احجامها لم تشك ولو لثانيه انها تخص الغرف فلم تملك الا ان اقتربت بخفة وانتشلت الحصان وهربت به تسابق الريح فما كاد يلتفت عصافر حتى كانت منارة بخارج القصر !!.. "
* بحر حوريس *
"انطلق أيهم ومعه البيضاء يسابقان الريح حتي وصلا " بحر حوريس "وكانت الشمس تغرب عن يمينهم ليرسم البحر لهم طيات ساحره، اقتربا على حدود سهل منبسط تعلوه جنائن الورد والريحان وعلى إحدي جانبيه وجدا سرادق ذات قباب شاهقه اقتربا منها واذا بصفوان يقف بداخل احداها وأمامه طاولة كبيرة يحتشد حولها عدد من كبار قادة البلدان المجاوره، ما ان راهم حتى تهلل وجهه وامر جنوده بادخالهم وسط ذهول البيضاء وأيهم!.."
البيضاء : من اين لك هذا ياصفوان ؟.. ألم يسلبكما الملك كل هذا ؟!
صفوان : حينما زل لسان عصافر قال إن أبى محتجز بسجون " ميادين شيكل " فعدت إلي هنا وأمرت برفع صافرات " جبال موريس " حتي اعلن أن الحرب ابتدات وان النبؤة تحققت والان قد اتي عدد لا بأس من جميع البلاد !..
البيضاء : وكيف العمل الآن ؟!
صفوان : ساذهب اولا لاستعيد أبي وقد وضعت بعض المردة حول سور المدينة حتي اذا اخلف الحاكم ولم يعطه لنا طوعا سناخذه غصبا !
أيهم : ليس هذا من شيم حاكم " ميادين شيكل " واننا روينا له قصتك واخبرنا انه لم يدرى عنك أبدا !..
البيضاء : اذن يجب العودة الي البلدة وإن جيش " اسودون " يكاد يبيد قريتنا ولن يستطيعوا له صدا !..
" تلك الحروب لا شئ مادامت نفوسنا تهوي المذلة والاهانة، إن الراوى ابتدأ كل ذلك وهو يعلم أنه لن يأتى الجميع طائعين له خوفا من " اسودون " وما يزرعه بعقولهم حتي استطاع إبادة ارداتهم وسلب قواهم والتوغل عنوة مستهدفا بطونهم بفرض الجوع والعطش ويستنزف طاقتهم حتي يستفرد بهم فى اوطانهم !!.. حملت البيضاء في داخلها غيظ واخذت على عاتقها إقامة وطن لا يقهره عدو ولا يحكمه ظالم لتشفي جروح الكرامة التي عاشتها القرية وأهلها، تحرك جيشا بقيادتها يتقدمه أيهم بوجه يكتسيه النبالة والجرأة على مواجهة الموت، ان تلك الحروب تكتسي ثوبا هادئا لمن يراه من بعيد، فاذا أمعنت النظر انكشفت لك اهوالها وجوهرها المرعب !.."

" ساحة المعركة "
" من جديد اعتلت صافرة من " جبال موريس " وعلي اثرها اندفعت زمرة من جيش " اسودون " فامتلئت ساحة المعركة وعلي الجانب الآخر كان ينهل "جيش الطاقى " بالسيوف وتتراقص فرسانهم علي انغام الطبول وقد بدت الصفوف كانها موج يتراقص في بحر الشجاعة، تعالت اصوات الطبول وتغنت الصفوف باشعار بلغة " بلاد النقب " وسط انزهال " اسودون " الذى لم يدم طويلا وقد اشار بيده وهنا انهمر سيل من الرماح من فوقهم يعلن غضب " اسودون " العارم !!.."
سليمان : أري أن جيش اسودون يكادون يرتعبون خوفا !
الحاكم : تلك الحرب الغالب بها ليس الاقوى بل الانقي وانى لاحسب اننا غالبون !!..
النصير : الان لنهجم على القصر وان عينى على الصوامع وتلك هى غلبتنا الكبرى
سليمان : لقد عادت منارة واخبرتنى ان معها مفاتيح الغرف وعادت للقصر بجيش من النساء وسيعود لنا من الغلال ما كان نصيبنا فلا تقلق يا أبي
" دوي صوت البارود الذي ارتقي الي سماء القصر وانزلق ليعود بشرفاته ليخترق داخله،وعلى ارض الساحة تداخل الجيشين وابتدأت ملحمة تاريخية اعلن علي اثرها تحديا كبيرا بين طواغيت الشر ونور الحرية !.."
" ميادين شيكل "
" اعلمت صافرات جبال موريس سكان المدينة ان هناك حرب تدور على الحدود، خشي الجميع على اهله وتدارك بعضهم يبحثون عن زويهم وقد ارتعبت القلوب فمنذ حادثة القرن لم تقم حربا ضد اى عدو خارج والان وقد أتت اليهم الحرب وليس لهم فيها يد، لذلك غضب اهل المدينة واندفعو الي قصر الحاكم وهناك لم يجدوه وعلمو انه قد اخذ جيشا له وذهب الى الحرب !.. اشتد نزاعهم وتهاوشو بينهم على ان يحكم بينهم حاكم منهم لا يخترق قوانينهم ولا يأخذ مشورة له بدونهم !.. "
المأمون : كيف تفعلون ذلك ان سيدى لم يظلم منكم احدا ؟!!
احد سكان المدينة : ليس له علينا حكم وهذه ديارنا وسنفعل ما نريد !!..
" وما كانت لحظات حتي افتتحت بوابات المدينة الاربع ليحدث فتحهم فى وقت واحد صرير مزعج، وضع الجميع ايديهم فوق آذانهم وانتظروا هنيهة وهم يملأهم الشك ان القادم لا يبشر بخير، اندفع من كل بوابة فوج من الفرسان يحمل جيشا يكاد يفوق عدد المدينة، ليحدث في قلوب المشاهدين رعبا !.. اقترب صفوان وهو يعتلى فرسا بربري بني اللون ويرتدى زيا عسكريا فخما جعل الجميع يتسائل برهبة من هذا الرجل ومن اين اتي، رأي الرعب فى عيونهم وكان يعلم عن تكبرهم وتمردهم على كبيرهم واستغلالهم لفقيرهم فهذه المدينة لا يسرى بها قانون، هنا الحكام يوالون الغنى والغني ياخذ من الفقير، ترجل عن حصانه وسط صمت مطبق، فقط ينتظرون كلمة منه !.. "
صفوان : هذا انا صفوان إبن ملك" سهول طارق " وقد أتيت لاحرر أبى فمن يقف بطريقى سوف لن يرى شمس يوم غد !..
" نظر الجميع تجاه بعضهم البعض يتساءلون من يقصد بحديثه فلم يسمع احد فى المدينة باكملها عن ملك محتجز بسجونهم ابدا !!.."
المأمون : لم نسمع بوجود ملك محجوز لدينا ابدا !..
صفوان : بلى، وهو بين سجونكم ولن ابرح قدما حتي أخذه وإلا اشارة من يدي ولتصبح بلدتكم هذه حصير !..
"احتكم صفوان البلدة فلم يجرأ احدا ان يعصى له أمرا !.. فتحت ابواب السجون وانطلق الجميع يبحثون عن رجلا يشبه ذاك الشاب ذو الذراعين الجامدتين والوجه السخي !.."
" في ساحة الحرب "
" تدخلت الفيلة تحمل فوقها بيوتا خشبيه بداخلها حجارة سامة ومنجنيق ينزوي الي زيول الفيلة يطلقها رجل خبير معلق بداخلها يتكفل برفع الاحجار ووضعها بالمنجنيق ليطلقها فتكتسح ماتجد امامها من بشر كانهم جراد منتشر !.. وفى نفس الوقت علت أصوات طبول آتيه من الغرب تلفتت علي أثرها حتي الخيول.. تلك نساء العذاري كن قد جاوز بهن الصبر الحدود فلم يعهدن بعد اليوم صمتا، خرجن غير متلثمات تعتلى كل فتاة منهن فرسا يكاد يحفر الارض بقدميه من شدة ولائه لسيدته.. فى هيئة غير واردة انقضت النساء يصرخن باصوات علية حتي امتزجن بصفوف الطاقي واندفعن يضربن العدو بالات حديدية من صنعهن لم تري لها مثيل قط !!..ثلاث ساعات من الكر والفر كانت كفيلة بوقوع عدد لا يحصى من الطرفين حيث وقع السيف كان اسرع من دوى البارود لتصبح الغلبة إلى الان بيد "اسودون".. تداوي المصاب وانجر القتيل إلى دائرة حماية خاصة بكل طرف وانتهى اليوم وقد تبعثرت الانقاض فى النفوس !.. بات الجميع ليلته يواسى أهالي المفقودين !!..

🎉 لقد انتهيت من قراءة سبيل العذاري 🎉
سبيل العذاري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن