البارت الرابع

1 0 0
                                    

" سجن جيرين "
البيضاء : إذن تقول أن النبؤة تحكى عن سجينة من العذاري تفك أسر الباقيات؟! وما دخلى أنا بهذه القصه؟
خلدون : إنك هى يابنيتى
البيضاء : اتسمع للسان حالك ياخلدون ما الذى قد أفعله أنا بهذه القرية ؟!..
خلدون : سوف تتحرر القرية ويفك أسر العزاري إذا آمنت بقوتك وهزمتى " اسودون "
البيضاء : ومن أنا حتى اهزمه ولماذا علي أنا حمل هذا الوزر ؟!
خلدون : هذا قدرك وسوف ترين كل شئ بعينيك غدا..
" بيت سليمان"
زهره التوليب : لا تبكي يابنيتى إن صديقتك قوية ومثابره لن يحدث لها شئ فلا تيأسي
لبابة القلب : إن مايحدث في هذه القرية أتعب مخلدي واقلق مضجعي لم أعد أري سبيلا للنجاة من كل ذاك!..
نصير : يابنيتى أعلم أنها صديقتك وسنفعل ما استطعنا حتي نعيدها
لبابة القلب : اعلم ياسيدى ولكننى أتيت لغرض اخر
نصير : ماذا تقصدين
لبابة القلب : إنه شئ ادفنه بداخلى لم أخبره لاحد من قبل وقد اتيت أسأل الراوى عنه
نصير : حسنا ساستدعيه الان
الراوى : ملكوم من أنتظر وغالب من حارب وانتصر
نصير : انها " لبابة القلب " صديقه " البيضاء " تريد لقائك
الراواى : ابنة الشجاع تعيش شجاعة هنيئا لكى ياصبيه
لبابة القلب : إذن أنت تعرف أين أبى ؟؟
الراواى : ما خاب وما ضاع إنه ينتظرك ويعلم أن لن يخيب أمله
لبابة القلب : بالله عليك اخبرنى أين هو
الراوى : اتعلمين سر " مياة نهر سلومون " ؟
لبابة القلب : نعم !..
الراوى : هناك حيث تتحرر العذاري ويأمن " نهر سلومون " سوف يتحرر والدك يابنيتى فهو " بسجن جيرين "
نصير : لا افهم شيئا وما علاقة المياة بالعزاري
الراوى : ذات يوم خرج رجل من القرية للمتاجره..ولم يجد سوى مركبا للبضائع وكان متعجلا وخشي ان يدركه السوق.. فركب معهم وهناك وجد شاب يجلس بركن المركب وقد بدا عليه التعب فاقترب منه ولم يكد يراه حتى انزهل مما رأى.. كان الفتي يشتد جمالا وبياضا ولكن أستمر يئن من الألم حتي توفته المنية، فتعجب الرجل لأمر ذاك الشاب وتحير لأمره ظل يسال الجميع عنه ولكن أنكروا ما رأى وخلصو نجيا بينهم كيف يتخلصون من التاجر دون ان يتحدث عما رأى.. اجتمعو حوله والقوه " ببحر حوريس " فاخذه الموج ولفظه على حدود " سهول طارق " هناك وجد صفوان واسرته استضافوه ماستطاعو وعاد الى القرية متخفيا ولكن كشفو أمره عند اسودون فامر بحبسه " بسجن جيرين "
صفوان : إن ذاك الرجل يحمل بقلبه قوة اربعة رجال لم ارى رجلا بجرأته ولا بفصاحة عقله.. عاش عمره ينفذ ما تمني ويفعل ما يريد..
" بيت الطاقي "
الطاقى : قل لى يابنى هل بحثت عن والدك جيدا ؟
ايهم : انه اصعب مما تخيلت انا لا اعرفه شكلا ولا أعرف له اسما
الطاقى : إذن عمن تبحثون
سليمان : إن والدة ايهم أخبرته أن والده يحمل شامة فوق جبينه
الطاقى : حسنا استريحو اليوم ولتكملو غدا
" سجن جيرين "
البيضاء : إسمع أيها الرجل فلتبتعد عنى يكفينى ما أنا به فلتتركنى فى الحال
خلدون : يابنيتى إنك لا تعلمين قيمتك ولسوف تندمين لا اعرف لما اشعر أننى مسؤل عن توعيتك
البيضاء : انت رجل حالم لا محاله
خلدون : حسنا ساروى عليك قصة ولتحكمى
البيضاء : ماهى ؟!
خلدون : اننى من بلاد يقال لها " بلاد النقب " جلبتنى التجارة الي قريتك تزوجت امرأة وانجبت منها فتاة رقيقة القلب كانت تحبنى لم أكن اذهب لمكان بدونها.. شهدت فى قريتكم أمور عجيبة جدا.. رأيت عجوزا تحدث الماء فيخرج السمك طواعية أمامها ورأيت شابا يصنع من الصخر بيوتا.. كانت القرية تحمل أمجادها لا يستطيع أحد أن يمس لهم طرفا.. ثم أحرقوا بيت القاضى وتبدلت الأحوال آتاهم قاضيا ظالما جمع الثمار والمؤنة وشرد القرية وأذل فقرائها وأنعم على اغنيائها فانتكست الرؤس وصمت اللسان وجري الحال إلى الأسوأ.. سن القاضى قانونا لزواج البكاري ينص على أن الفتاة يجب ان تملك فدانين يأخذهم القاضى ثم يملك ان تعمل فى القصر حولين كاملين حتي يتزوجها من يختاره القاضى لها.. ثم اننى يابنتى علمت سر مياة " نهر سلومون "
البيضاء : سر اى سر ؟
" بيت الطاقي "
الطاقى : بشرنى يافتي
ايهم : لقد وجدته ياسيدى !
الطاقى : أحقا, هل رايت والدك وعلمت من هو!!.
ايهم : نعم انه يجلس في بيت المأمون لقد اتيت لاخبرك اننا سنعود معه الى القرية
الطاقى : احكى لى اولا كيف وجدته؟!!.
ايهم : لم يكن سهلا ان ندركه وقد سالنا كثير من الناس عن بائع متجول ذهبت عنه زوجته وهى حبلة فما كانت ساعات حتي دلنا رجل من الغجر على بيته.. ولا اخفيك خبرا انه فرح بى بشدة لم اكن اتوقعها !!..
الطاقى : عساه يعيش طويلا وينعم بك سعيدا يابني
سليمان : ولكننى اريد ان اخبرك شيئا ياسيدى لقد اتينا حتى يجتمع ايهم بوالده ونطالب حاكم البلدة ان يرسل معنا جيشا لمحاربة " اسودون "
الطاقى : اذن سأتى معكم !...
" بيت المأمون "
سليمان : اسمح لنا ياسيدى بلقاء حاكم البلدة لقد اتينا ومعنا الطاقى لنحدثه بشأن نبؤة " قرية المعدومين"
المأمون : لا بأس يابنى ولكن يجب ان تعلم أن ماصار بين " ميادين شيكل " و" قرية المعدومين " لن يلين قلب الحاكم معكم
ايهم : وما الذى حدث بين البلدتين ؟
المأمون : حينما تغير القاضى بالقرية وانتشر الفساد والذل خرج بعض الناس إلى "ميادين شيكل "للهرب من الذل والاهانة ومالبثو ان وجدو ملجأ حتى ارسل القاضى مرسوم يطالب برجوعهم فلم يعيدهم الحاكم وكان يعلم الظلم الذى هتك بهم فارسل القاضى جيشا حاربو باشد الالات واعظم السيوف.. وماكان سوى يومين حتى استعادو اللاجئين ودمرو مشاتل الزهور المشهور بها بلدة " ميادين شيكل" وسرقو مؤنة البلدة فاشتد غضب الحاكم وأرسل فى طلب جيش أكبر واستمرت الحرب بينهم عقداً كاملاً حتى اختارت البلدة السلام ووضعو حدودا لا يدخلن أحدا من البلدة الى القرية ولا يضع أحدا من القرية قدما بداخل " ميادين شيكل " لذلك حينما علمو ان والدتك يا " أيهم " هى ابنة " قرية المعدومين " اعادوها فى الحال.. فلا اظن الحاكم سوف يرضخ لطلبك يابنى..
الطاقى : سنجرب معه ونساومه إذا حرر القرية يعين عليها حاكما من عنده اننى اعلم أن حاكم بلدتنا عادلا لا ينسى ربه ولن يظلم احدا!..
" قصر الحاكم "
" قباب وقصور ومداخل من كل صوب.. توغل ايهم بعينيه بالقصر لم يكد يصدق مايرى!.. وهناك تلك البوابة العظيمة التى يفتحها اربعة رجال أشداء يملكون بنية قاسية ويحملون فوق ظهورهم أعمدة من خشب موصله بسلاسل لفتح البوابات.. "
المأمون : افتح ايها الحارس لقد جئنا فى طلب الحاكم فقل له ان المأمون هنا..
"فما كانت دقائق حتي فتحت البوابة ليظهر من خلفها قصر ابيض يعلوه قباب باللون الذهبى وامامه مساحة خضراء ترعى بها احصنة اصيلة وهناك عربات بجانب القصر "
ايهم : ان هذا المكان قطعة من الجنه
الطاقي : هذه البلدة يحكمها اثريائها فان الغنى ياخذ من قوت الفقير فلا قانون يسرى هنا
سليمان : اذن كيف تقول الحاكم يعرف ربه ولن يظلم احدا
الطاقى : هذا حالنا من قبل ان يحكمنا انه لا يملك من الامر شئ وتلك القصور ليست له..
*فتح باب القصر ليدلفا الي داخل صرح ممدد من قوارير وزخارف مبطنه عتيقة الطراز.. ماج صمت قرير ليقطعه صوت المأمون...*
المأمون : اعلم ياسيدى اننى اتيت ومعى هؤلاء فلتسمع لهم
الحاكم : ومن هؤلاء ايها المأمون وما امرهم
ايهم : لا شك انك تعلم بنبؤة العذاري وامر " قرية المعدومين "
الحاكم : نعم يابني تلك القرية لن يتغير حالها العقيم
ايهم : ان النبؤة قد تحققت وقد اتينا بين يديك نطلب منك جيشا ومعونة حتى نقضى على "اسودون " واتباعه ونعيد للقرية مجدها
الحاكم : وهل تري بدا من انقاذ بلدة أغرقت نفسها بيديها !
الطاقي : ان مايحدث لا يعلمه اهل القرية الحزن خيم عليهم فلم يعودو يرون الحقيقة
الحاكم : اننى لا استطيع بعث جيشا ومحاربة قوة لا اعرف كنهها ولا من اين اتت ان اسودون يستعين باناس نجهلهم وانا لا استطيع الاستغناء عن جيشى ثم اننا بيننا وبينهم عقود سلام لا استطيع خرقها
سليمان : فلترسل معنا جيشا ولك وعدا اذا تخلصنا من اسودون واتباعه لسوف نعطيك حق ان تعين علينا قاضيا من عندك يكون عادلا مثلك ولا يظلم احدا
ايهم : ولتعلم سيدى انا الذى ولد خارج القرية واننى ابن " ميادين شيكل "
الحاكم : ماذا ؟!! اانت من تحدثت عنه النبؤة ايضا ؟
سليمان : نعم انه هو وقد اتينا اليك طلبا فى جيش ترسله معنا ولدينا جيشا اخر وخيل وعدة ومؤن فى القرية
الحاكم : ماذا ومن اين لكم كل هذا
سليمان : انه رجل من " سهول طارق " يقال له صفوان يقول ان والده محتجز لديكم ويريد ايجاده وتغيير مجرى السلام بين البلدتين حتى يستطيع والده العوده معه
الحاكم : لم اسمع بهذا ابدا حسنا سارسل معكم جيشا ولكن لى شروطا ان احكم انا القرية...

سبيل العذاري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن