* بيت النصير *
الراوى : لنذهب خفية ونرى امر ايهم واني اخشي ان ينكشف امره عند اسودون
نصير : بل يجب ان نستعد للحرب وسوف يجتمع بنا الجميع فلا تقلق
الراوى : لن نجوب حربا من دونهم
زهرة التوليب : ان في جيشنا مجمعا لا بأس به يبدو اننا غالبون
نصير : ليس العدد مكسبا للحروب انما هى مكاسب التقوي..
زهرة التوليب : اذن هل تقوم الحرب دون تحقيق نبؤة ايهم فانه لم يعد بعد
نصير : اخشى ان هذا ما سيؤول اليه الامر.. حسنا فلتذهبا انت وسليمان واحذرا ان ينكشف غطائكم
زهرة التوليب : بل احذرا ان يحدث لكما ما حدث لصاحب الاراضين!..
سليمان : ومن هذا يا امى ؟!!..
زهرة التوليب : حكي ان رجل كان يلقب بصاحب الأراضين لكثرة ما عنده من الفدادين وكان رجلا كريما يعطف على الصغير ويبلغ الفقير حقه.. وحينما اراد الحاكم ان يستولى علي املاكه تمرد الرجل وكان اول من يهاجر القرية معارضا فغضب الحاكم وامر بحبسه فما لبث ان سمع حتى ارتعدت فرائسه واختفى بين القبور وكانت رائحتها عفنه وكريهة فلم تكن ثوانى حتى غاب وعيه عن الدنيا ليفيق بعدها واذا به فى دين الحاكم.. وماحدث يابنى افجع القرية فاتشحت بالسواد حزنا والما.. فقد كان الحاكم قد بني سجنا عميقا يستوى سقفه مع سطح الأرض وكان معتما ومخيفا ويصدر صوتا يروع النفوس.. القوه به وسلسلت ابواب السجن بسلاسل من حديد وهناك استمع الجميع لصوت الرجل وقد ظل يصرخ حتى خرج اخر نفس له واستكان ضريحا للافاعي ولاشياء اخري لا نعلمها!!..
* لا يسلسل الانسان الا افكاره.. قد ينهزم المرء اذا مرت به خاطره انه سجين الوحده والالم والاشتياق.. وقد ينهزم البعض اذا انهزم فرد واحد من جماعتهم فيصبح الجمع مهزومين بهزيمته.. فلم لا ننظر لانفسنا فردا لا جماعة حتي نهزم بفردنا قوما من الظالمين.. فإذا تمرد حينا يعود مرتعدا احيانا اخري.. فلا تنفعه شجاعة قلبه ولا رصانة عقله.. ها هنا ولد سجنا يلقي به من رضي بالمذلة والمهانه !!..ها هنا ولدت الماآسي والجحيم !!..*
* بقعة الاخدود *
منارة : انتظر ياأخي مادام لم يفق فلنبقى بجواره
لبابة القلب : ولما ننتظر ان الحرب على وشك وليس لدينا وقت
صفوان : بل لننتظر قليلا والا سنجعله يشرب من ماء النهر الذى احمله
منارة : انظرا انه يتحرك !!
لبابة القلب : رحماك يالله ياسامع الدعاء
ايهم : اين.. اين اناا !!
صفوان : انك فى مأمن يااخي فلا تحزن
لبابة القلب : لندعه يريح رأسه قليلا ..
منارة : اننى لا افهم شيئا لماذا بقى على حاله ولم يذداد جمالا !!
لبابة القلب : ان ايهم كان يعمل مقابل المال ولم يكن يعمل عند اسودون
منارة : لم افهم وما علاقة ذلك بالماء الا يجعلكم الماء تذدادون جمالا؟!!..
لبابة القلب : ان اللعنة التى القتها العجوز كانت تضمن ابناء القرية بان يصبحو خدما واذلة لا يملكون مالا ولا جمالا ولا يحسب لهم حساب.. ولكن ايهم ابن * ميادين شيكل * لم تنطبق عليه اللعنة فما ذال بهيئته الاولى!..
منارة : اذن فلننقله الى بلدة * ميادين شيكل * وان الوقت يداهمنا..
" اغمض ايهم عينيه واستسلم لنوم عميق وكانت قد اختفت عنه الخدوش فبان لهم جماله الطاغي!.. انطلق اربعتهم الى اقرب قرية تمددت امام اعينهم عرفو بعدها انها * بلدة النزهة * استقبلاهم نسوة من المدينة وكثرت الهمهمات حتي تقدمت احداهما تسالهما بخشونة عن حالهم وما اتي بهم هنا ليروى لهم صفوان ما اختصر به شأنهم فلم يصدقانهم وخلصا امرا بينهم ان يعيدوهم الى حاكم القرية لينظر امرهم.. كبلاهم بسلاسل رفيعة وحملوهم بعربة يجرها حمار اهزل وانطلق ورائهم عددا من اهل القرية.."
باهر : ما قصتكم ومن جلبكم الينا ؟!
صفوان : نحن رحالة نتاجر في البلاد
باهر : ولماذا لا تحملون متاعا؟.. وماذا تبيعون ؟
صفوان : اننا اتينا لنبيت ليلتنا وسوف نعود الي حيث متاعنا
باهر : اسمع ايها الرجل لا يخرج من هنا احدا حتي نعلم سر خبيئته وانتم لا تبدو عليكم هيئة التجار فلتكن صريحا وليس عليكم خوفا مني فانا امين
صفوان : انا صفوان من * سهول طارق * وهؤلاء معي من * قرية المعدومين * وقد اتينا سرا لان معنا احد شرب من مياة * نهر سلومون * ونريده ان يعود صحيحا فاخبرونا ان السفر به قد يعيده الى حيث كان وهذه قصتنا ولنا عندك حسن القصاص
باهر : * قرية المعدومين * اليست تلك بلدة البيضاء ؟!
لبابة القلب :نعم!.. اتعرفها ؟!
باهر : اشهدكم بالله ان تدلونى لطريقها هل وصلت البلدة وهل هى بخير ؟! انى لياكلنى قلبى عليها ولم اعد استدل طريقها
صفوان : نعم هى بخير هي فقط تتحضر للحرب القادمه
باهر : حرب !.. اى حرب ؟
منارة : تلك قصة يطول شرحها اسمح لنا ياسيدى ان نريح مريضنا اولا ثم لتسمع منا كل شئ
* عند البيضاء *
" تركت البيضاء في نفوس العذاري املا وشجاعة وأمرتهم بالخروج معها الي النور فتهيئت كل فتاة بالسلاح والعتاد وخرجن يستدلان بخيالها حتي وصلن الي حيث المتاهة وهنا أطلقت البيضاء كلماتها وظهر النور وكانت قد جمعتهم بمجموعات واعطت كل رئيسة لهن خريطة تستدل بها طريقها وذهب كل فوج بمتاهة ما لتنتهى كل الطرقات بطريق واحد يشق طريقه الي بلدة النزهة!!.. *
البيضاء : انكن اليوم احرارا لا يكفيكن برائة عقدكم ولا تميمة اعمالكن!.. انكن خرجتم اليوم لتسوقو مصيركم فلا تكتفين برفع رايات الحرية وانتشرو في الارض مرحا.. لن يكفينا اليوم قتات المعونة ولا ضنك العيش نحن نطالب باصواتنا فلنعلن للعالم اننا نحن فتيات العذارى!!..
شجون : ولكن لماذا نعود الي * بلد النزهة * الا نعود الي قريتك ؟!
البيضاء : اننى احسب باهر لن يتركنى فردا ساعود ولكن معي جيشا يكفي قوة * اسودون * واعوانه
شجون : اووه الان تذكرتى باهر !
البيضاء : بل انا اتذكره دائما اننى ظلمته معى ولسوف اعوضه خيرا
شجون : حسنا هيا !
" انطلقن في طريقهن الي قصر باهر وهو الوزير الاول للحاكم وهو من يدير كل شئ.. وصلن الي القصر وطلبن من الخادم ان يعلن وصولهن عند الوزير وليخبره ان البيضاء وشجون بالخارج حتي يسمح لهن بالدخول فورا!!.."
باهر : من ؟!! البيضاء!.. هل انت متاكد ؟؟
الخادم : نعم ياسيدي لقد قالت لى ان اخبرك ان البيضاء وشجون بالخارج يريدون التحدث معك ومعهن نسوة كثر لا نعلم عددهن !
لبابة القلب : نسوة ؟!! هل حررت البيضاء العذاري حقا !
صفوان : فلنسمع منها ياسيدى اسمح لهن بالدخول فضلا
باهر : وماذا تنتظر ايها الكسول ادخلهن على الفور
" لم يلبثا هنيهة حتي ترتبت حديقة واسعه استوعبت جميع النسوة وطلب الخادم من البيضاء وشجون ان يدخلا معه فان الوزير يطلبهن وما ان دخلا حتى التقت عينا البيضاء بلبابة القلب انطلقت اليها تحتضنها على الفور وانذهلت لحضورهم هنا !.."
البيضاء : لبابة القلب!! ماذا تفعلين هنا لقد اوحشتينى ياصديقتى
لبابة القلب : بل انتى اوحشتينى بشدة ايتها المشاغبه !
البيضاء : اووو لن تتركى عنك كلامك البذيئ ابدا
" اطلقتا ضحكة سويا وكانا يفهمان بعضهما بالاشارات فتلك صداقة العمر لا تمل ولا تشقي.. فلم يحسبا شأنا لتلك العيون التي تلتهم عينا البيضاء بوحشة ولهفة!! باهر ذاك الشاب الذى غرق بعشقها حد الصبابة ظل ينظر اليها متلهف عودتها الى الحديث المتمرد الذى اعتادا به امضاء بعض الوقت معا!!.."
باهر : مرحبا بك ياسيدتى الجميلة !!..
أنت تقرأ
سبيل العذاري
Fantasíaغريب هو وضع العذاري يتخطين آلالام والوحدة والخوف.. نخاف أن نبقى وحيدين وان لا تترك لنا هذه الدنيا أثر.. نعيش وحدنا وسط جمع من الاهل والأصدقاء أيضاً، لا ينجح فى الهروب سوى عدد قليل منا، يمتهن المصاعب وينجحن رغم قسوة الظروف وغفلة الضعفاء تهوي بهن الى...