زَهْرةُ أيَّار|04

1K 40 25
                                    


ألبرت:

مِيا الحمقاء!!
ذهبت لاحضارها قبل أن نكمل! كنّا سنفاجئها ففاجئتنا هي وها نحن ذا لا أحد منّا تدخّل وأنقذ الخطّة.

كان كلّ منّا ينظر للٱخر بعيون متوسّلة يرجوه بأن يجد حلّا بسرعة. أمّا يولاند فهي صافنة في المكان عيناها تجوبه من يمينه إلى شماله. أشكّ في أنّها لن تفهم فهي تبدو ذكيّة قليلا.

والٱخر الذي يقف وراءها كانت عيناه عليها. يظنّونني أبله أم ماذا؟! إن قلتُ هناك حبٌّ بين الاثنين فهذا يعني أنّه هناك حبّ بينهما لا محالة!

تنهدتُ ثمّ خطوتُ نحوها حتى صرتُ أمامها تماما، كالعادة يتركون الأمر لي لأنني أكثرهم دهاءا وعبقريّة، لا بأس.

سحبتُ يدي التي كنتُ أخبّئها وراء ظهري مخرجا البالونة التي نفختها ولم تسنح لي الفرصة لأربطها بسبب اقتحامها المكان، قربتها من وجهها ثمّ أبعدت يدي عن فوهتها فأصدرت صوتا مزعجا وزامن ذلك قولي مبتسما: مرحبا بك في حفلك يا سنووايت!

ارتعبت المسكينة واصفرّ وجهها ولأنّني ووضعتُ البالونة قريبا جدّا من وجهها تراجعت للوراء بخطوات متدافعة حتّى ارتطم ظهرها بصدر غيلبيرت فاهتزّ جسدها بارتباك والتفتت له سريعا رافعة يدها في الهواء أمام صدره وكأنّها نسيت لوهلة أنّه إنسان وليس بجماد وخشيت أن يقع عليها.

أجد صعوبة في مسك نفسي ومنعها عن الضحك علنا وأنا أرى غيلبيرت متوترا، لا ريب في أنّ قلبه يخوض حربا باردة كبروده الجامد في هذه اللّحظة وقد يكون هو الخاسر فيها مع الأسف.

عادت يولاند تنظر لي مقطّبة حاجبيها بانزعاج شديد: ألبرت متى ستتوقف عن مضايقتي لقد سئمتُ تصرّفاتك؟!

ما حدث معي هو عبارة عن أنّ كلامها قد دخل من أذنٍ وخرج من الثانية. وهل تظنّني قد أعبأ لرغباتها؟ فلتنسى!

تعمّدتُ الاقتراب منها أكثر ثمّ بعثرت شعرها مستهزءا: لكنّ الأمر يعجبني يا سنووايت ماذا عسانا أن نفعل قولي؟!

أبعدت يدي بتهكّم ثمّ قالت بصوتها الأنوثي الناعم: اتركني وشأني يا ألبرت!

حينها تدخّلت الخالة كادري وأسرعت إليها تحضنها: حُلّ عنها يا ألبرت يكفيك هذا.

أكملت بعد برهة مبتسمة لها: يولاند عزيزتي وإن كان يوم ميلادكِ قد مرّ فنحن أردنا أن نحتفل اللّيلة به إن لم يكن هناك مانعا، لذا قمنا بتزينن المكان وتنظيم كل الأمور لمفاجئتكِ كما ترَين.

يوم ميلادها على حسب علمي مضى منذ الأسبوعين تقريبا، ولكنّ خالتي كادري رغبت بشدة في الاحتفال وأراها فكرة جيدة.

لجأتُ لمِيا أتسلّى بها قليلا وأثير غضبها إلى أن أخذ كلّ فرد مكانه.

- حسنا هو في الواقع حفل بسيط يا يولاند، لم نشأ المبالغة خصوصاً بعد ليلة أمس.

ليتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن