الجُذَاذَة رَقمُ وَاحِد

108 8 3
                                    


هناك حقائقُ لا يجوز نسبها للحقيقة فهي لا تمتّ لها بصلة إنّما تكون متلاعَبٌ بها توهمكَ بصدقها بينما هي مغشوشةٌ ومزوّرة.

.
.
.
.
.

وهنا يأتي دوركَ لأن تربط الخيوط ببعضها وتجد لك موقفا من بين مواقفَ، فأنتَ إمّا ستقع ضحيّة لتنويم وتضليلٍ عن أصلِ الحكاية فتنخدع بما تطرحه من شوشرةٍ لتصبح أنذاك خاضعا لتشويشٍ فيما تعتقد. وإمّا ستنحاز عن طرف الكمين الذي تمّ نصبه لك وتخمّن بنفسك من في أمره لُبسةٌ وشُبهةٌ دون أن يستبلهُكَ فاعلٌ.

.
.
.
.
.
.
.
.

وجهة نظر تخصّكَ لَهي في غاية الأهميّة فلا تنسى امتلاكَ واحدةٍ، إذ ما من قصّة تختصر على شخصيّة واحدة بل شخصيّات وإلّا فأين الأحداث وأين الحبكةَ؟! وكلّ شخصيّة يُعطى لها دورٌ لتلعبه، فهل من المعقول أن تسمع القصّة من طرفها بحيث تكون هي ظالمةً؟ بالطبع كلّا! أو هل يوجد احتمال أنّها تتغافل عن تفاصيل تجعل أحكامها تحتمل الخطأ؟ أجل يوجد! ماذا لو كانت الأمور تسير على العاطفة وهذا أسوء؟

.
.
.
.

لا تستغرب فهي تبقى أبطال قصّة مثلما أنتَ بطلُ قصّتكَ، فهل لأنّك بطل قصّتك يجعل منكَ مثاليّا وغير خطّائٍ ومصدرُ خير ومحبوب لدى الجميع ولا عيوب لتملكها؟

وأيضا نحن نصدّق أنّ للقصّة شخصيّات أساسيّة وأخرى ثانوية ولكنّ هذا غير صحيح، الأحداث قابلة لأن تكون قصصا لا قصّة، وكلّ واحدة تشكّل منظور شخصيّة من هذه الشخصيات لمجرى ما وقع وموقفها من بين كلّ ما تمّ عيشه، وهذا يجعلها تقصّ الحكاية بطريقة تدعمها هي بالأساس.

في الأخير الرّاوي ستكون وجهة نظره مُنصِفةٌ له لا لكَ أو لغيركَ.

وما أقصده من ناحية أخرى هو أنّ حتّى الشخصيّة الثانويّة قادرة على اختلاق قصّة بحيث تصبح هي الأساسيّة والأساسية في القصّة الأخرى ثانويّة في هذه.

أنتَ مثلا أو أيّ إنسان، وقبل أن أخاطبك يجدر بي ذكري إذ لا فارق بيننا.. أنا أرى نفسي البطلة بينما البقيّة يرَونني شخصيّة ثانويّة يمكن الاستغناء عنها إن تحتّم الأمر.

.
.
.
.
.
.
.
.
.

كلمات قليلة وتنتهي الجذاذة لذا تمعّن في القراءة لا بعينيك بل بعقلك وافهم مكنونها على أتمّ وجه فأنا لن أمزح حينما أقول أنّ استيعابك لها يهديك لفهم قضيّة من قضايا هذا الكون الشاسع.

الحلّ في الإنصاف، في تمثيل ذاتي وتحديد اختيار دون التأثّر بمعتقدات بطل الرواية، أوأفعال شخصيّة بدت طيّبة وجيّدة، قد تكون كذلك فعلا وقد لا تكون لكنّ السّرد وفق وجهة نظر الراوي جعلها تبدو كذلك، نفسه ينطبق على الشرير المُلام.

ليتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن