كلاهما مُحطمان للغاية لدرجة أنه بدأ يخشى أنهما غير قابلين للإصلاح.
جلسَ فيليكس على الأرض مُستندًا بظهره على الحائطِ و يدهُ تُمسدُّ ذهابًا و إيابًا على ظهرِ الفتاة في حضنه حتى هدأت تمامًا، بينما هي استندَ خدُها على كتفهِ و أصابعُ يُسراها عبثت بأزرارِ قميصه، بقيا هكذا لوقتٍ لا يعلمانه و هما يستمدان الدفء و الراحة من أجسادِ بعضهما، تحركت يدُ سيلين من العبثِ بأزرارِ قميصه للتربيت على صدرهِ لافتةً إنتباه الفتى الشارد و هي تطبعُ قُبلةً على رقبتهِ في نفس اللحظة، رفعت رأسها قليلاً بعدها لتنظُرَ عينيها اللاتي أرهقهما البكاء لعينيه هامسةً له :
" شكرًا "
عقدَّ حاجبيه و هو يُجيبها بنفس النبرة الخافتة :
" لماذا؟ "
ابتسمت لهُ و هي تُجيبُ رافعةً يدها لتُداعبَ بشرة خدهِ بأطرافِ أصابعها :
" فقط .. شعرتُ أنني أريدُ قولها، لا أعلمُ كيف كنتُ سأمرُ بهذا الجحيم بدونك، أعتقدُ أنهم كانوا سيجدونني ميتةً في شقتي على يداي قبل أن يقتُلني أحدٌ أخر "
ضحكت بسخريةٍ و هي تقول أخر كلماتها على عكسه هو، أعتمت عينيه و هو ينظرُ لها بصرامةٍ مُشيرًا أن ما قالته .. ليسَ مُضحكًا على الإطلاق.
" حسنًا حسنًا أنا أسفة! لا تُخرج هذا العنكبوت الأحمر أمامي الأن! "
انكسرَ تعبيرهُ الصارم هذا بإبتسامةٍ و هو يهزُ رأسهُ بيأسٍ قبلَ أن يحتضن خديها بيديه مُقبلاً عينيها برفقٍ و هو يهمسُ بعدها :
" إياكِ و قولُ شئٍ كهذا مُجددًا، حياتكِ هي أثمنُ ما وُجِدَ في عالمي "
أومأت لهُ بإبتسامةٍ باهتةٍ لتقول بعدها مُغيرةً الموضوع :
" لابد أن هيونجين مصدوم .. "
رسمَ خطًا مُستقيمًا بشفتيه و هو يومئ لها مُجيبًا :
" نعم، حتى أنهُ بكى من أجلكِ، عليكِ التحدثُ معه "
" سأفعل، و لكن أحتاجُ للإستحمامِ و تغيير ثيابي أولاً "
" أحتاجُ للإستحمامِ أيضًا، سأتعفنُ قريبًا على هذا النحو .. "
ابتسمت سيلين و هي تقتربُ منهُ دافنةً وجهها في عُنقه هامسةً :
" لا، رائحتُكَ رائعةٌ كالعادة "
رمشَ بعينيه للحظةٍ قبلَ أن تعود إبتسامتهُ و هو يقول :
YOU ARE READING
Say Don't Go
Romance" ليسَ كل مَرءٍ تتاحُ له هذه الفرصة، حياةٌ ثانيةٌ يتاحُ لي فيها العيشُ كما ينبغي بدونِ أخطاءِ الماضي، كان كلُ شئٍ يسيرُ على ما يرام حتى ظهرَ هو .. فيليكس لي " " هل أنتِ حقًا على قيدِ الحياةِ، سيلين؟ "