★²⁹

136 10 12
                                    

« عودةٌ للحاضر »

تنهدَ فيليكس ناظرًا أمامه بعده أن أنهى قصَّ حكايته على سيلين من الألفِ للياءِ بلا أي تعابيرَ على وجهه و هو يقول :

" بعد ذلك سافرتُ و طلبتُ من تايونج أن يهتمَ بعائلتي و هيون من بعيدٍ دون أن يُخبرني أي شيءٍ عنهم حتى لا أضعفَ و أعود، أتعلمينَ ماذا؟ لطالما تسائلتُ كم طفلاً تيتمَ بسببي؟ أتذكرُ أن والد ذلك الطفلِ الذي أنقذتهُ كان حقًا حُثالة، ذلك العقارُ تسبب في قتلِ شابٍ من بين كل عشرةٍ تناولوه، لكن هل هذا مبررٌ أن أسرق من طفلٍ والده؟ يومًا بعد يومٍ تلطخت يداي أكثرَ و أكثر بالدماء، أصبحوا يطاردونني في كوابيسي و حتى إن كنتُ مستيقظًا، لذلك دفنتُ نفسي في العمل، و إن لم أكن أعملُ ألهو بأي طريقةٍ فارغةٍ لكي لا أُفكرَ كثيرًا، هذا هو أنا سيلين، أسفٌ حقًا لأنني لم أُخبركِ بنفسي من قبل، هذا لم يكن صحيحًا منذُ البداية، لن ألومكِ إن أردتِ الرحيل الأن، لا بل سأتركُ أنا المنزل حتى تكوني بأمانٍ و أكون مُطمئنًا .. "

رفعَ عينيه أخيرًا من أمامه لينظُرَ لها، على عكسهِ انهمرت دموعها على وجنتيها و هي تنظرُ لهُ شاعرةً أن قلبها تفتت لألافِ بل ملايين القطع، لم تفهم لماذا قد يتعرضُ شخصٌ ما لهذا منذُ طفولته؟ خاصةً إن كان شخصًا ذا قلبٍ دافئٍ مثله، ابتسمَ إبتسامة باهتةً و هو ينظرُ لها رافعًا إحدى يديه المُستندتان على الرمالِ ليمسحَ وجنتيها برفقٍ بظهرِ أنامله مما جعلها ترتجفُ غير موقفةٍ دموعها و هي تستمعّ لهُ يقول :

" أي شيءٍ لسلامتكِ، فقط ما الذي فعلتهِ بي؟ لقد أصبحتُ أضعف رجُلٍ في العالمِ أمامكِ، و في نفسِ الوقتِ أشعرُ أنني الأقوى بمعرفتي بوجودكِ، بسببكِ غيرتُ كل الموازين، كل المشاعرِ التي كافحتُ لثمانِ سنواتٍ لكتمها خرجت بسببكِ فقط .. "

ازدادت دموعها و هي تنظرُ لوجههِ الهادئ لتزداد شهقاتُها معها و هي تقتربُ منهُ مُندفعةً لافةً ذراعيه حول عُنقه لتحتضنهُ بقوة، كاد يسقطُ لولا إستنادهِ بيدٍ على الرمالِ بينما عينيه اتسعت بسببِ فعلها و هي تبكي بقوةٍ مُرددةً :

" أنا أسفة، أنا أسفةٌ حقًا .. "

رفعَ يديه بتردُدٍ حولَ خصرها مُحتضنًا اياها مُمسدًا على ظهرها بينما هي تربعت حجرهُ تقريبًا و هي تشددُ عناقها لهُ و كأنها تأملُ أن تُخفيه من العالم، ترددَ قليلاً و هو يسألها :

" لـ .. لماذا تعتذرين؟ "

بكت أكثرَ لسؤاله، لقد فهمت الأن ما الذي عناهُ هيونجين حين قال لها أن فيليكس فضلَ كره نفسه على كره العالم، لدرجة أن عقلهُ أصبحَ مُقتنعًا أنهُ هو المشكلةُ الوحيدة، هو فقط من يجبُ أن يُعاقبَ و يعتذر، هذا ما فهمه هيونجين مُتأخرًا و تأكد منه حين سمحَ لهُ والده بتركِ المافيا و دراسة الفن بسهولة، حاولت سيلين تنظيم أنفاسها المُرتجفة و هي تبتعدُ قليلاً فقط بما يكفي لترى وجههُ الذي احتضنتهُ بيديها و هي تقولُ بنبرةٍ مُرتجفةٍ ناظرةً لعينيه المُحتارتان :

Say Don't Go Where stories live. Discover now