★³⁵

104 9 228
                                    

" لقد وجدتُ والدتكَ .. فيليكس "

ارتطمَّ هاتفهُ بالأرضِ و اتسعت عينيه و هو ينظرُ لتايونج بعدمِ تصديق، ليومئ لهُ الأكبرُ بإبتسامةٍ واسعةٍ و قد تجمعت الدموع بعينيه و هو يخرجُ بطاقةً من جيبه مُستدركًا :

" بوسان، العنوانُ هنا، ما الذي تنتظرهُ؟ اذهب! "

تسارعت نبضاتُ قلبِ فيليكس و شعرَّ بأطرافِ أصابعه تصبحُ أبرد مع كل ثانيةٍ تَمُر، ليُسرعَّ تايونج لهُ جاثيًا على ركبتيه بجوارِ كُرسيه، مُمسكًا بإحدى يدي فيليكس المُرتجفتانِ و واضعًا بها البطاقة قبلَ أن يُغلقها بإحكامٍ مُحتضنًا اياها بيديه، ناظرًا بعدها لفيليكس الذي أصبح كالدمية الخشبية أمام تايونج، وقفَّ الأكبرُ ساحبًا فيليكس ليقفَ كذلك و هو يقول :

" فيليكس، هذا حقيقي .. "

أمسكَّ بكتفي فيليكس بقوةٍ ناظرًا لعينيه مُكملاً :

" هل تسمعُني فيليكس ؟ لقد وجدناها، لذلك استيقظ الأن و اذهب، اذهب لوالدتكَ و حقق حُلمَك! "

نظرَّ فيليكس لعيني الأكبر و قد هربت بعضُ الدموعِ من عينيه مُتمتمًا بشفتين مُرتجفتين :

" أ .. أُمي .. ؟ "

حتى وقعُ الكلمةِ من شفتيه أشعرهُ أنهُ يحلُم، أومأ تايونج بسرعةٍ قبلَ أن يُحضرَ هاتفَ فيليكس من على الأرضِ مُعطيًا اياهُ للأصغر و هو يقول :

" سأهتمُ بالعملِ هنا، الأن هيا .. "

دفعهُ للخارجِ برفقٍ بعض الشئ، بينما فيليكس تسللت إبتسامةٌ لشفتيه و هو يومئ بين دموعه آخذًا بضعَ خطواتٍ للخلف قائلاً :

" شكرًا لكَ تايونج، شكرًا لك .. "

" فقط اذهب أيها الوغد! " قال تايونج بإبتسامةٍ واسعةٍ بينما الأخرُ أومأ قبلَ أن يستديرَ راكضًا للخارج، تاركًا تايونج الذي ألقي بجسدهِ على الكرسي و الإبتسامة لم تُفارِق وجهه، ماسحًا دموعه قبلَ أن يُركزَ على الملفاتِ أمامه، مُنغمسًا في العمل.

بينما فيليكس اتجه لسيارته بسرعة، ليبدأ القيادة بأطولِ رحلةٍ بحياته، ثلاثُ ساعاتٍ أشعرتهُ أنها ثلاثُ سنوات، طوال الطريقِ كان قلبهُ ينبضُ بسرعةٍ و عقله لم يتوقف عن التساؤل و التفكير، مُتوقعًا كل السيناريوهات المُحتملة.

تُرى كيفَ تبدو؟

هل ستتعرفُ عليه؟

تُرى كيفَ سيكونُ عناقها؟

كيفَ ستكونُ ردةُ فعلها حينَ تعلمُ أن إبنها على قيدِ الحياة؟

Say Don't Go Where stories live. Discover now