خديجة
كانت تجلس على بساط ارضي في ردهة بيتها تقوم بحياكة بعض الثياب حين سمعت طرقا على باب بيتها فقالت منادية ابنتها:
سلمى….انظري من بالباب
فنهضت سلمي التي كانت فتاة شابة من جوار امها وتوجهت نحو الباب ثم عادت بعد لحظات وقالت:
امي هناك شخص بالباب لا اعرف ما الذي يريده
فقالت الام مستغربة:
الم تسأليه عما يريد؟
ـ بلى ولكنه لم يجبني….كأنه لم يفهم ما قلته
نهضت الام وسارت باتجاه الباب مع ابنتها وما ان وقفت امامه حتى وجدت امامها شاب يرتدي زي جيش ما وعلى وجهه ابتسامة عذبة فقالت وهي تراقبه من رأسه حتى اخمص قدميه:
من انت ايها الشاب؟
نطق الشاب بالفارسية وقال:
اعرف انها عشرين عام ولكن اليست الام تحن الى ابناءها وتشعر بقربهم منها
فاتسعت عينيها في ذهول وقالت غير مصدقة:
يمان؟!....
ضحك وقد دمعت عيناه ثم قال:
اشتقت اليك يا امي
فهرعت اليه وقد اغرقت دموعها وجهها ثم ضمته الى صدرها بقوة وهي تقول بلهفة :
الحمد لله الذي اقر عيني برؤيتك يا يمان
بقيا على ذلك الحال لوقت طويل حتى تنحنحت سلمى وقالت وهي تمسكت بكتف امها:
امي….. سيتجمع الناس
فابتعدت خديجة عن ولدها قليلا ثم دعته الى الداخل
بعد ان ولج الثلاثة الى البيت قامت الام بمعانقة ولدها من جديد واخذت في البكاء اكثر من شدة شوقها اليه فقالت سلمى:
امي من هذا الشاب؟ ولماذا يتحدث بلغة غريبة؟
نظرت خديجة نحو ابنتها وقالت:
انه ابني يا سلمى واخوك ايضا؟
فقالت الاخيرة بدهشة وقد ارتفع حاجبيها:
اخي؟!
ـ نعم يا سلمى انه يمان اخوك الاكبر
فقالت باستنكار:
منذ متى ولي اخ اكبر، انا لا اعرف سوى اخي حمزة والذي يصغرني بأعوام كما تعرفين
فقالت الام موضحة:
انه ابني من زوجي الفارسي
حدقت فيه سلمى للحظات قبل ان تقول وقد فهمت سر حديثه بتلك اللغة:
لهذا كان يتحدث بلغة غريبة
ـ ولكني يمكنني الحديث بالعربية يا اختاه

أنت تقرأ
<<جارية في عرش السلطان>>
Romanceالحب هو أرق شعور قد يشعر به الإنسان ولكن هل من الممكن أن يقتل الحب صاحبه؟ &جارية في عرش السلطان& قصة حب لم يكتب لها أن تكتمل 🥰🥰🥰🌸 گ/ وفاء عبدالهادي أحمد