السلطانة

28 5 0
                                    

كان يمان في معسكره يقوم بأداء بعض التدريبات وبعد الانتهاء منها جلس إلى جوار پارسا  ومجموعة من الفرسان والجنود وأخذوا يتحدثون حتى جاء إليهم أحد الجنود وقد كان يدعى رامين ثم قال بلهفة:

هل سمعتم آخر خبر؟

نظر الجميع نحوه متأهبين فتابع:

سيتزوج السلطان

فقال يمان ساخراً:

وأخيراً سيفعلها هذا العازب البائس

ضحك الجميع على تعليقه فتابع:

لابد وأنه سيتزوج من ابنة أحد سلاطين أو أمراء البلاد الأخرى فهؤلاء الناس لا يتزوجون بمن هم في مثل حالنا

فقال رامين نافياً:

بالعكس فهو سوف يتزوج بإحدى جواري قصره

دق ناقوس الخطر في رأس يمان فقال بتوجس:

من تكون تلك الجارية؟

قوس رامين فمه لأسفل علامة الجهل ثم قال:

لا أعرف ولكني سمعت أنها فتاة غير فارسية تدعى أناستازيا

امتقع وجه يمان حين سمع اسمها ثم نهض من جوارهم ووقف بعيداً كي لا يلحظ أحد هذا فلحق به پارسا فرأى الحزن منطبع على وجهه فسأله:

لماذا حزنت؟ أنت تعرف أن هذا هو ما تريده

فقال يمان وقد بدا الحزن في نبرة صوته:

لم أكن أتخيل أنها قد تتخلى عنّي هكذا

وضع پارسا كفه فوق كتفه ثم قال:

أنت من جعل لها قيمة يا صديقي، لقد تعلمت لغتها وساعدتها على عيش حياة أخرى غير حياة الجواري وفي النهاية باعتك بلا ثمن

ثم تابع:

حاول نسيانها يا صديقي فهي ليست سوى جارية وستبقى هكذا حتى وإن توجت ملكة على كل ممالك الأرض.

نظر يمان نحو صديقه فربت الأخير على كتفه ثم عانقه

سقطت دمعة من عين يمان فلم يكن يتخيل أنه سيهون هكذا أو أن قلبه سيكون ضحية للطمع، ثم مسح دمعته قبل أن يراها صديقه.

                              *********

تزوج السلطان شايان سلطان سمرقند من أناستازيا الجارية ابنة الروم وأعلنها سلطانة أمام كل أهل سمرقند بعد أسبوعين من اعلانه أمر زواجه

كانت النار تتأجج في صدر يمان وهو يسمع أصوات الإحتفال بزفاف تلك التي غدرت به وبحبه

كان يجلس فوق فراشه في حجرته وحيداً يزرف دموع الحسرة على قلبه الذي غدا شهيداً بعدما لم يظفر بحبه

سمع طرقاً على باب الحجرة فقام بمسح دموعه وسمح لوالده بالدخول فقد كان يعرف أنه هو الطارق

<<جارية في عرش السلطان>>حيث تعيش القصص. اكتشف الآن